كان يواصل الليل بالنهار من أجل أن يكمل متطلبات عش زوجته بإحدي القري الهادئة جنوب بني سويف ففي صباح كل يوم يذهب للحقل ليرعي قطعة الارض التي يقتات وأهله منها, وبعدها يتوجه لقسم شرطة الفشن لأداء عمله. وذات ليلة ذهب لحقله في المساء ليسقي الأخضر الظمآن في أرضه وإذ بثعبان يلدغه في قدمه فصرخ الرجل, وما له من مغيث فالليل غطي الكون والأهالي تجمعت بالبيوت فما كان منه إلا أن حاول الاتصال بأهله عبر هاتفه المحمول, وبعد عدة مرات استجابت له شبكة الأتصال وأبلغ أهليه الذين سارعوا اليه وحملوه للمستشفي حيث طلب منهم أن يوصل سلامه لأمه ولخطيبته التي حدد معها ليلة زفافهما بعد انقضاء الشهر الكريم وودع الجميع بعينيه ونطق الشهادة بعد أن إستعجلت روحه لقاء ربها قبل أن تصل معهم لعلاجه. وكان اللواء ابراهيم هديب مدير أمن بني سويف قد تلقي إخطارا من العميد محمد منتصر رستم يفيد بوصول شرطي لمستشفي الفشن المركزي جثة هامدة بعد ان أصيب بلدغة ثعبان. دلت تحريات البحث الجنائي التي قام بها الرائد مصطفي عقرب رئيس مباحث الفشن بإشراف اللواء زكريا أبو زينة مدير البحث الجنائي علي مصرع الشرطي محمود علي جلال والمقيم بقرية الشقر التابعه لمركز الفشن أثناء فترة راحته من العمل بعد أن ذهب إلي الحقل وتعرض للإصابة بلدغة ثعبان ونظرا لبعد المسافة من الحقل إلي القرية لم يجد من يقوم باسعافه من لدغة الثعبان فقام بالاتصال بأهله من تليفونه المحمول الذين أسرعوا إليه إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله للمستشفي متأثرا بإصابته حرر محضر بالواقعه لتأمر نيابة الفشن بدفن الجثة.