تفتتح السيدة سوزان مبارك غدا الخميس, المرحلتين الأولي والثانية من مشروع المتحف المصري الكبير, بعد انتهاء العمل فيهما تماما, حيث تضمنتا تأهيل وإعداد موقع المتحف, وبناء المركز الدولي للترميم ووحدة ضخمة للإطفاء ومحطتي محولات لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة للمشروع, ومحطة مياه, وكذلك تم تركيب الأجهزة والمعدات الحديثة ذات المستوي التقني الرفيع طبقا لأحدث النظم العالمية. صرح بذلك الفنان فاروق حسني وزير الثقافة, وقال إنه بانتهاء العمل في المرحلتين, تم بدء العمل بالفعل في المرحلة الثالثة الأخيرة التي من المقرر أن تستغرق26 شهرا, بعدها يكون المتحف جاهزا للافتتاح الرسمي الكبير في منتصف عام2012, حيث سيتم الإعداد لاحتفال كبير يقدم خلاله للعالم أهم وأكبر متاحف الآثار التي تعبر عن الحضارة المصرية الخالدة بأصالتها وعراقتها, ذلك الإرث الإنساني الذي نعتبره ملكا للبشرية كلها. ووصف فاروق حسني المتحف المصري الكبير بأنه أكبر مشروع ثقافي في العالم وسد عال ثقافي كبير يحقق حلم المصريين, انتظره العالم وترقبه الجميع, منذ أن وضع الرئيس حسني مبارك حجر الأساس لإنشائه, في فبراير2002 من منطلق حرص سيادته الدائم والسيدة قرينته واهتمامهما الشديد بكل ما يخص تراث مصر وثقافتها. وأوضح فاروق حسني وزير الثقافة أن أهم المعروضات أو القطع التي سيضمها المتحف ستكون هي كنوز أو آثار الملك أو الفرعون الذهبي الطفل توت عنخ آمون, التي سيتم نقلها من المتحف المصري, وسيتم بناء نموذج للمقبرة, كما تم اكتشافها أول مرة, وكما هي موجودة في وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر, وكذلك سيتم نقل مراكب الشمس من جوار هرم خوفو الأكبر بالجيزة إلي المتحف الجديد, وكذلك سيتصدره تمثال رمسيس الثاني الرائع الذي تم نقله من ميدان رمسيس, فيما تربط المعامل والمخازن بالمتحف عبر ثلاثة أنفاق تحت الأرض. من جانبه قال محمد غنيم مستشار وزير الثقافة والمدير التنفيذي لمشروع المتحف المصري الكبير, أنه تم بالفعل تعيين نحو122 فردا علي قوة المتحف ما بين مرممين وعمالة فنية, واساتذة متخصصين في علوم الكيمياء والطبيعة والليزر والأنثروبولوجي والطب البشري للاشراف علي عمليات ترميم ونقل الآثار والمومياوات التي بدأت بالفعل حيث تم نقل آلاف القطع الأثرية من مختلف المتاحف والمخازن المتحفية بشتي أنحاء مصر والتي أختيرت بعناية لعرضها بالمتحف المصري الكبير إيذانا ببدء العمل واستقبال زوار المتحف عقب افتتاحه. وأضاف غنيم أنه سيتم نقل باقي القطع الأثرية المختارة الي المتحف الكبير تباعا طبقا لجدول زمني محدد ومخطط له سلفا, حتي يتم الانتهاء من نقل كل القطع والتي تبلغ100 ألف قطعة أثرية. أما الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار فقال إن مشروع المتحف المصري الكبير يمثل نموذجا رائدا وحضاريا لعمارة المتاحف حيث يضم اكبر واعظم مجموعات التحف الفرعونية في العالم وقد خصص للمتحف117 فدانا علي بعد2,5 كيلو متر من هضبة الأهرامات علي طريق القاهرةالاسكندرية الصحراوي وتبلغ المساحة المبناة نحو120 الف متر مربع كما سيحتوي المتحف علي100 ألف قطعة اثرية تغطي3500 عام من تاريخ القدماء المصريين, إضافة لنحو25 فدانا من الخدمات والحدائق العامة والمناطق الترويجية تتاح علي مدار24 ساعة يوميا بما فيها من متنزهات مشكلة من الكثبان الرملية وحدائق منسقة بالنباتات والزهور الفرعونية وحديقة المعابد التي تحتوي علي التماثيل الفرعونية الكبيرة. ومن المقرر أن يصل عدد زوار المتحف المصري الكبير عقب افتتاحه إلي5 ملايين سائح سنويا بمعدل15000 زائر يوميا ليزداد هذا العدد بعد سنتين الي8 ملايين سائح. وأضاف: يتميز المتحف المصري الكبير بأنه يضم أحدث الأساليب التكنولوجية للعرض المتحفي والثقافي, متجاوبا مع متغيرات التكنولوجيا والاتصالات في الألفية الجديدة ليكون الأول من نوعه في استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي في العرض, وعلي صعيد آخر سيكون المتحف مركزا عالميا للاتصالات المتحفية عن طريق استخدام شبكات الأقمار الصناعية في الاتصال المباشر مع المتاحف المهمة عالميا ومحليا كما سيشمل متحفا للأطفال يخاطب كل المراحل العمرية لتربية الأجيال الجديدة اثريا وثقافيا بالاضافة الي قاعات وعروض متحفية مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. كما يحتوي المتحف علي مركز للمحاضرات والعروض المسرحية والأوبرالية ومركزا عالميا للبحوث العلمية وتدريب الكوادر البشرية العاملة في مجال المتاحف والفصول التعليمية لتدريس تاريخ وفنون الحضارة القديمة وورشا للحرف والصناعات اليدوية التي اتقنها الفراعنة كما يضم المتحف أكبر مكتبة متخصصة في علم المصريات.