شاءت إرادة الله تعالي أن يكون شهر رمضان شهر النصر الأول( غزوة بدر) وشهر الفتح وشهر المغفرة وشهر العتق من النار. ومما يجب أن نقف أمامه ونستخلص منه الدروس التي نحتاج الها الأن فتح مكة والذي كان في اليوم العشرين من رمضان في العام الثامن الهجري لنسقط لك علي أرض الواقع لنستفيد كما استفاد أصحاب رسول اله صلي الله عليه وسلم وكيف كان التزام النبي صلي الله عليه وسلم بنصوص صلح الحديبية رغم أنه بعض شروطه كانت مجحفة للمسلمين غير أنه كان مقدمة حقيقية لفتح مكة ودرسا نبويا للمصالحة الوطنية التي يظللها الحب والتعاون. في البداية يوضح الدكتور محمد حرزالله إمام وخطيب مسجد الحسين أ الأمة الأسلامية يحتاج الي قراءة التاريخ الأسلامي قراءة تحليلية عملية لتأخذ الدروس والعبر وتستفيد في حياتها فرغم أن صلح الحديبية كان في ظاهره غير عادل في الشروط التي اتفق عليها الجانبان المسلم ويمثله رسول الله والمشرك ويمثله سهيل من عمرو إلا أنه كان بمثابة مقدمة لفتح مكة فقد خرة النبي صلي الله عليه ولم معتمر في العام السادس من الهجرة غير أن المشركين منعوه وحالوا دون ذلك وعقد صلحا ومعهدة مع رسول الله وتغاضي الرسول عن أمور كثيرة حقنا للدماء المسلمين وغيرهم وكانت من بنودها أن من جاء من المسلمين لقريش لا يردونه ومن جاء من مكة مسلما إلي محدره اليهم فوافق النبي صلي الله عليه وسلم علي هذه الشروط ليقول للناس جمعا هذه هي المصالحة الوطنية الحقيقية وهذا هو التنازل الأسمي ليعيش الناس علي أرض الوطن الواحد سعداء فيما بينهم حتي لو خالفونا في الدين ومنها أيضا أن يعود الرسول ومن معه هذا العام عن مكه ولا يدخلها في سلاح فوافق النبي صلي الله عليه وسلم وكان في العام القادم أن دخل مكه بعد أن نقضوا صلح الحديبية وخالفوا شروطه هذه المعاهدة وقوضا الصلح مع النبي وقبائل العرب الذين كان في حلف الرسول ودخل النبي مكه وقد نهي الجيش عن القتال إلا إذا بدأ أهل مكه فأصبح هناك قتال طفيف في بعض نواحي مكه إلا أن رسول الله قد دخل علي رأس جيش كبير هذه الأرض تحت أقدام قريش فقال قائل ويح قريش في هذا اليوم لم تري قريش جيشا مثل جيش محمد فخرج بعض أصحاب العقول الراجحة لينزلوا علي مصالحة وطنية كبيرة وتكلموا في وقف القتال ودخل رسول الله فاتحا منتصرا وقد جمع قادة المشركين تحت قبضة يده ثم قال ما تظنون إن فاعل بكم؟؟ قالوا خيرا: أخ كريم وإن أخ كريم قال فأذهبوا فأنتم الطلقاء ولم يظهر النبي صلي الله عليه وسلم أي شماته في بني قومه وأن خالفوه في الدين ودخل الناس في دين الله أفواجا فياليت الأمة تفي هذه الدروس وتنزلها علي أرض الواقع حقنا للدماء وليتنازل بعض الناس وأن كان لهم الحق فهو لهم رفعة في الدنيا والآخرة حتي لا تكون هناك شبهة لقتال يدور ولا يفرق بينه ظالم أو مظلوم ولنعد لمصالحة أولا مع الله نتوب إليه ولنتضرع إليه وليعفوا بعضنا عن بعض ويرحم بعضنا بعضا ولنكن عباد الله أخوانا. ويضيف الشيخ فكري إسماعيل عضو مجمع البحوث الأسلامية الأسبق أن رسول اله عندما سمع مقوله سعد بن عباده وهومن رجالات الانصار يقول اليوم يوم الملحمة اليوم أذل الله فيه قريشا اليوم تعظم الجزية غضب رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله فيه قريشا وهومن أبرز الدروس التي نحتاجها اليوم فرغ ما أرتكبو كفار قريش ضد المسلمين من أعمال لا يقرها عقل ولا دين ونقضهم كذلك لصلح الحديبية فإنه صلي الله عليه وسلم لم يذهب اليهم ليعاقبهم علي ما فعلوه وإنما كان الهدف من فتح مكه نشر الأسلام والعفو عن أهلها كما أنه صلي الله عن وسلم حينما كان علي مقربة من مكه غير في قيادات الجيش وجعل في مقدمة من يدخل مكه علي بن أب طالب حتي لا يدخل مكه أحد غير أهلها مما يكون له الأثر علي نفوس أهل مكه فدخل رسول الله فاتحا منتصرا ليضرب أروع الأمثله في العفو عند المقدرة ليعلم الأمه الا تقابل السيئة بالسيئة بل المطلوب منا أن نعفو عند المقدرة كما فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان من أبر الدروس في فتح مكه ألتزام رسول الله ببنود صلح الحديبية مع المشركين وتلبيته طلب خزاعة التي دخلت في حلفه ونقض المشركون الصلح بإعانتهم قبيلة بني بكر التي دخلت في حلف قريش علي قبيلة خزاعة مما دفع قيادات القبيلة الي طلب النجدة من رسول الله صلي الله عليه وسلم. فما كان منه إلا أن أعد جيشا يزيد عن10 آلاف مقاتل ضم المهاجرين والأنصار. ويشبه الدكتور السعيد محمد علي من علماء الأوقاف أن رسول الله كان حريصا علي الا يروع آمنا ولا يسفك دماء لا يسلب حقا من صاحب فهو الذي نادي في أهل مكه عندما دخلها قائلا: من دخل المسجد الحرام فهو أمن ومن دخل بيته فهو أمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو أمن ليحفظ الانفس والأموال والأعراض دون أدني انتهاك فسلمت قريش قيادتها له صلي الله عليه وسلم فدخل رسول الله وهو يقول وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ليؤكد لقريش في درس رائع تحتاجه الأمة عندما أجتمع بقريش وهم ينتظرون منه الذبح فقال لهم كلماته التي سجلها التاريخ بأحرف من نور ما تظنون أني فاعل بكم حتي تكون المفاجأة لهم حيث أطلق صراحهم قائلا: أذهبوا فأنتم الطلقاء. فكما ردم رسول الله الفجوة التي كانت بينه وبين المشركين في قريش وتناسي هذا الماضي بما فيه من محن وأعلنها في صراحة مدوية أذهبوا فأنتم الطلقاء كان ولابد من مصالحة وطنية من أبناء مصر مؤيدين أو معارضين للنظام السابق ولنا شاهد في القرآن يتمثل في أن بعض الصالحين يشبهون رمضان بين شهور العام بيوسف عليه السلام ذلك أنه وأخوته أثنا عشرا كوكبا والسنة أثنا عشر شهرا فإذا أسرف العبد في أحد عشر شهرا وتاب وأناب وعاد إلي رشده في شهر رمضان غفر له ما كان لما حدث من يوسف وأخوته فهم ادين حاولوا أغتياله وبعد عشرات السنين التقوا به فنسي كل ما كان وقال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لك وهو أرحم الراحمين.