عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الصيام جنة وحصن حصين من النار رواه مسلم وعن هذا الحديث الشريف يقول الداعية أحمد حامد حسن فالصوم كما أخبر الصادق المصدوق جنة أي حماية ووقاية للصائم من العذاب لأن الصوم يطهر المؤمن من آفات النفس ويحمله علي التقوي والمراقبة ويضيق علي الشيطان مجاريه فهو يجري من ابن آدم مجري الدم في العروق لكنه لا سلطان له علي الصائمين خاصة في رمضان لأن في شهر رمضان تغل فيه الشياطين. وحتي يكون الصوم بهذه المثابة يجب علي الصائم أن يحفظ جوارحه عن محارم الله لأن الصيام لا يعني فحسب الإمتناع عن الطعام والشراب والشهوة وإنما يستلزم الصوم عن كل ما حرم الله تعالي من الأقوال والأفعال والأخلاق فعن أبي عبيدة بين الجراح رضي الله عنه قال سمعت رسول الله عليه السلام يقول الصيام جنة ما لم يخرقها رواه النسائي وأخرجه الطبراني في الأوسط حديث أبي هريرة وزاد: قيل وبم يخرقها قال بكذب أو غيبة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم رب صائم ليس من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس من قيامه إلا السهر فالصيام لا يكون جنة للصائم إلا إذا آثر في قلبه تقوي وخشية ومراقبةوورع ومحبة لله تعالي وأثر في جوارحه طاعة وعبودية وخضوع لله جل وعلا. ويشير الداعية أحمد حامد حسن إلي أن العلماء قسموا الصوم إلي ثلاث مراتب. الأولي صوم العوام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة دون النظر إلي ما وراء ذلك من غايات. والثانية صوم الخواص وهم الذين تصوم جوارحهم عن الحرام كما يصومون عن الطعام والشراب. والثالثة وهي صوم خواص الخواص وهم الذين صامت قلوبهم عن الإنشغال والتعلق بغير الله سبحانه فلا تغفل قلوبهم لحظة عن ذكر الله عز وجل. فالصائم يلزمه ألا يخرق صومه بالمعاصي والسيئات كالغيبة والنميمة وقول الزور وأكل الحرام وسماع ما يغصب الله. حيث ورد في الحديث الشريف من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه