هدوء نسبي في الأرجاء لا يدلك علي شيء ولا تستطيع الخروج منه بأي تنبؤات بخصوص سيناريو30 يونيو.. هنا في ميدان التحرير يبدو كل شيء علي طبيعته فالزحام المروري لا يزال السمة الأساسية حول صينية الميدان الدائرية. فلا وجود لشرطة المرور فسائقو السيارات ينظمون حركة السير فيما بينهم بالتفاهم تارة وبالمشاحنات والصوت العالي تارة آخري.. كما يقف الباعة الجائلون في أماكنهم المعتادة التي اختاروها لأنفسهم وأصبحت ملكية خاصة تغتال شوارع التحرير, حيث تتنوع أنشطتهم وفقا لحالة الميدان فهناك باعة الأعلام وتيشرتات الثورة والشهداء وشخصيات الفيسبوك الشهيرة مثل أساحبي وهناك أكشاك بيع زجاجات المياه والمثلجات نظرا لارتفاع درجة حرارة الجو وهي تجارة رائجة في الميدان, وبطول الطريق المتجه نحو الميدان وتحديدا شارع محمد محمود تلاحظ حالة الترقب لذلك اليوم الموعود في عيون من حولك, حتي الحوارات الجانبية التي علت فيها الأصوات غلب عليها الطابع السياسي وترددت علامات الاستفهام حول السيناريو الأقرب للحدوث في هذا اليوم.. لذا كان سؤالنا عن الوضع في أكثر المناطق التي لازمتها الاشتباكات وأحداث العنف منذ اندلاع الثورة وحتي وقت قريب سؤالا كافيا لتنطلق سيناريوهات ذلك اليوم علي ألسنة مواطنين يمرون بحكم السكن أو العمل من الميدان يوميا وباعة وأصحاب محلات وشركات تضرر معظمهم من أحداث الاشتباكات ليعتادوا بعدها غلق أبوابهم تحسبا للوقوع ضحية أي اشتباكات جديدة.. في البداية يقول شريف سليمان, صاحب أحد المتاجر بميدان التحرير, إنه لن يغلق متجره يوم30 يونيو المقبل كسابق عهده في الأيام الاولي للثورة, حيث أوضح ان أغلب المتاجر المحيطة بالميدان ستغلق أبوابها تخوفا من تفاقم العنف بين المتظاهرين, وعلي الرغم من يتوقع اندلاع اشتباكات بين المتظاهرين بمختلف انتماءاتهم مع خروج التظاهرات عن النطاق السلمي, وأضاف قائلا: اليوم ده مش هيكون أسوأ من أيام ثورة يناير. وقاطعه محمد محمود موظف- قائلا: نحن نستبشر خيرا في الايام المقبلة ونتمني أن تكون التظاهرات في نطاق سلمي يعبر فيه كل مواطن عن رأيه بحرية دون تخريب للمنشآت العامة والخاصة أو إلحاق الاذي بأحد المواطنين, مؤكدا أنه ليس مع طرف ضد الآخر ولكنه فقط يتمني أن ينتهي اليوم علي خير علي حد وصفه. وأوضح صلاح حداد علي المعاش- أن السرقات تتفاقم بشكل ملحوظ في ميدان التحرير خاصة مع وجود التجمعات الكثيفة والتي يتعذر فيها التعرف علي هوية السارق, معربا عن تخوفه من التصريحات التي أعلنتها وزارة الداخلية بشأن تحديد المواقع المشمولة بحماية جهاز الشرطة والتي لا تدخل مقرات الاحزاب ضمنها. وطالب حداد الأجهزة الأمنية بضرورة تأمين المنشآت حتي لايتكرر سيناريو يوم28 يناير( جمعة الغضب) مؤكدا أن قيام الشرطة بدورها في هذا اليوم هو الضمان الحقيقي لخروج المظاهرات بشكل سلمي ودون خسائر في الأرواح أو المنشآت. وقال كريم رسمي, أحد المعتصمين بميدان التحرير, انه معتصم بالميدان منذ أكثر من7 أشهر, قائلا: انا مش تبع أي حزب أنا مستقل ومعتصم لحين تحقيق مطالبي, مؤكدا مشاركته في تظاهرات30 يونيو التي بات ينتظرها يوما تلو الآخر. وعندما تتجول داخل ميدان التحرير تجد أن المشهد أمام المجمع لا يخلو من التجمعات الصغيرة والنقاشات السياسية حول تظاهرات30 يونيو حيث يراها البعض شرا لابد منه, ويراها البعض الآخر تعطيلا للمصالح العامة للمواطنين, وفي حلقة نقاش جانبية علت فيها صيحات رجل كان يقف علي باب مجمع التحرير مع صديقه حيث حذره مرارا من تأجيل إنهاء كل أوراقه الموجودة بمكاتب المجمع لبعد يوم30 يونيو تخوفا من حدوث اشتباكات بين المتظاهرين والقوي السياسية المتناحرة من جهة وقوي التيار الإسلامي والتي يمكن أن تصل إلي حد غلق المجمع تماما كما حدث من قبل الأمر الذي ترتب عليه تعطيل مصالح آلاف المواطنين الذين ظلوا معلقين حتي فتحت أبواب المجمع من جديد. وتحدث أحمد أبو العلمين ذلك الشاب الذي كان يرتب أوراقه قبل دخول المجمع مؤكدا رغبته في إنهاء كل التزاماته من المجمع, حيث أنه يتوقع توقف كل المصالح الحكومية عن العمل يوم30 يونيو المقبل, خاصة ان غلق المصالح الحكومية وتعطيل العمل بها أصبح أسهل الوسائل المستخدمة في التصعيد. ومن التحرير إلي الاتحادية آخر المناطق المنضمة حديثا لميادين التظاهر وذلك منذ تولي الرئيس محمد مرسي الحكم وقد كان الهدوء الحذر سيد الموقف فالمحلات أغلقت أبوابها خوفا من حدوث أي اشتباكات مفاجئة وحتي حركة المرور والسير قليلة في هذه الأرجاء حيث يوجد عدد من الأحجار الكبيرة التي تم وضعها ليتم غلق الشارع في أوقات الاشتباكات كما ينتشر قوات الأمن المركزي حول أسوار القصر. وقد كان الحذر في الحديث أيضا حيث رفض الكثيرون ذكر أسمائهم أو التحدث عن أوضاع الاتحادية قبل أيام من آخر يونيو ولكنهم أكدوا إغلاق المحلات وأبواب المباني السكنية القريبة من منطقة الاشتباكات بالأبواب والأقفال الحديدية خوفا من الوقوع ضحية أحداث العنف المتوقع حدوثها تحديدا حول القصر بدءا من تجمعات يوم28 يونيو حيث قال أحد الباعة احنا في الأيام العادية بنخاف نفتح لأن الاشتباكات بتقوم في لحظة, مؤكدا أنه من الطبيعي أن يهجر الباعة وبعض السكان المكان بأكمله وإغلاق المحال الموجودة بالمنطقة قبل يوم30 نظرا للتصريحات التي تصدر عن الطرفين والتي تؤكد خطورة الوضع الأمني في الاتحادية في ذلك الوقت. رابط دائم :