ما يجري في سوريا الآن ليس مجرد حرب إبادة للسنة علي أيدي الشيعة والعلويين, ولا مجرد قمع وحشي للمعارضة السورية علي أيدي الجيش النظامي السوري, ولكنه إرهاصات حرب عالمية يتسع نطاقها يوما بعد يوم. صحيفة الإندبندنت البريطانية نشرت في عددها أمس أن إيران أرسلت4 آلاف مقاتل إلي سوريا لدعم نظام الأسد, مؤكدة أن عناصر من حزب الله قامت بتدريب قرابة80 ألفا من قوات بشار علي حرب الشوارع التي تستعد الآن لدخول حلب للقضاء علي الثوار بعد تلقيها تدريبا إضافيا من الحرس الثوري الإيراني. قادة ومستشارين من حزب الله سيقومون بالإشراف مع قادة من الجيش السوري علي معركة حلب, كما سيقدمون لهم النصائح المتعلقة بالتكتيكات العسكرية وكيفية إدارة العمليات الهجومية. هذا هو الموقف الشيعي المتمثل في كل من إيران وحزب الله اللبناني. الموقف المتأزم في سوريا لم يقتصرعلي الصراع بين السنة والشيعة, وإنما تجاوزه إلي صراع المصالح بين روسيا والولايات المتحدةالأمريكية. فروسيا التي لم يتبخل بالسلاح ولا بالتأييد الدبلوماسي لدمشق تعارض القرار الأمريكي بتسليح المعارضة السورية. بشار وحلفاؤه في طهران وموسكو وبيروت وبكين يريدون سحق المعارضة السورية بأي ثمن كل بأجندته والإبقاء علي نظام الأسد القاتل, بينما تسعي أطراف أخري إقليمية ودولية لدعم الثوارفي حدود الإبقاء عليهم فقط وليس لتحقيق انتصارحاسم علي النظام السوري, وإلا فما تفسير الإبطاء والتراخي في تسليح المعارضين حتي الآن؟ تكلفة الحرب بالوكالة علي الأراضي السورية باهظة علي الشعب السوري الصامد, وهي مرشحة في الوقت نفسه لتصاعد مفاجئ سيجر مؤيدي الثوار للمشاركة الفعلية السافرة لتغيير مسار المعارك الدائرة هناك ردا علي الإسهامات الإيرانية والشيعية اللبنانية التي بدأت بالفعل مراحل الحسم بعد وصول مقاتلي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. طهران وحزب الله دقوا طبول الحرب في سوريا ولم يعد بمقدور أحدهما إنكار تورطهما في القتال الدائر هناك, غير أن حسم النتيجة النهائية للحرب مازال مرهونا بمشاركة أطراف دولية مترددة قد تغير من نتائج المواجهات إلي عكس ما يريده بشار وحلفاؤه تماما. وتبقي الأزمة علي وضعها تأكل أبناء الشعب السوري وتستنزف مقدراته حتي يتخلي المجتمع الدولي عن تخاذله وتردده في نصرة المظلومين, أو يتفجر الوضع إلي حرب كبري تأخذ في طريقها الأخضر واليابس. رابط دائم :