تتنوع أشكالها مابين جهود ذاتية لبعض الجهات الخاصة مثل منظمات المجتمع المدني وكليات بعض الجامعات الخاصة والحكومية بالتنسيق مع أصحاب الشركات الساعية لتوظيف عمالة جديدة. ولكن دائما مايسلط الضوء علي الملتقيات الرسمية التي تنظمها الحكومة بالتنسيق بين الوزارات المعنية بهذا الشأن وعلي رأسها وزارتا الشباب والقوي العاملة, حيث تلاحقها الشائعات بين الحين والآخر للتشكيك في مدي مصداقيتها وقدرتها علي الوصول إلي أهدافها المتمثلة في توظيف أعداد كبيرة من العاطلين وبالتالي الحد من نسبة البطالة.. وفي إطار البحث عن حقيقة ملتقيات التوظيف نستعرض بعض وجهات النظر المتباينة للنقابات العمالية المستقلة والقائمين علي هذه الملتقيات في السطور التالية.. يري عادل ذكريا مسئول برنامج العمل اليومي بدار الخدمات النقابية والعمالية أن ماتنظمه بعض الوزارات والأحزاب من ملتقيات توظيف يعد إهدارا للمال العام, مرجعا ذلك إلي أن جميع الشواهد في المجتمع تؤكد عدم مصداقية هذه الملتقيات, حيث استمرار المظاهرات الفئوية والعمالية والتي كان آخرها احتجاجات حملة الماجستير والدكتوراة, للمطالبة بتوفير فرص عمل أو تثبيت العمالة المؤقتة,علاوة علي أن المرحلة الحالية تفتقد جميع مظاهر التنمية وخلق فرص للاستثمار سواء المحلي أو الأجنبي وإنشاء المشروعات والمصانع الجديدة,مايثير العديد من التساؤلات حول كيفية خلق فرص عمل جديدة في ظل هذا المناخ الراكد,مع الوضع في الحسبان أن الجهاز الإداري للدولة يعاني من تخمة حيث ارتفاع نسبة البطالة المقنعة. وأوضح أنه لايوجد دليل علي مصداقية هذه الملتقيات,والتي يقتصر نشاطها علي إعلان الحكومة عن عدد معين من فرص العمل للشباب فحسب,دون الإعلان عن الشروط الواجب توافرها ومتطلبات الوظيفة وسبل التقدم لها, كما لايعقبها أي إعلان رسمي عن أسماء من تم توظيفهم, موضحا أن غالبية من يتم توظيفهم من خلال هذه الوسائل يحصلون علي مكافآت ضئيلة لاتكفي سوي لتغطية أجرة المواصلات خلال الشهر. ويشير طلال شكر عضو المجلس الاستشاري في اتحاد عمال مصر الديمقراطي إلي أن ملتقيات التوظيف محكوم عليها بالفشل,لأن الوظائف المعلن عنها غالبا ماتفتقد لجميع عناصر الجذب التي تحقق أحلام الباحثين عن الوظائف ا, موضحا أنها تتسم برواتب ضئيلة, كما لا تتناسب في كثير من الأحيان مع مؤهلات بعض الشباب, إلي جانب غياب عنصر الأمان الوظيفي, حيث يتم توظيف الأفراد وفقا لعقود مؤقتة يتم تجديدها كل عام لفترة زمنية طويلة, ممايؤدي إلي عزوف المواطنين عن السعي للالتحاق بهذه الوظائف. من جانبه نفي النائب وليد الكحكي عضو مجلس الشوري عن الدائرة الأولي بمحافظة الاسكندرية مايشاع حول عدم جدوي ملتقيات التوظيف التي تنظمها وزارة الشباب بالتنسيق مع وزارة القوي العاملة, لافتا إلي إعلان أسامة ياسين وزير الشباب عن توظيف نحو8000 شاب منذ توليه حقيبة الوزارة,وتوظيف2500 شاب إثر مشروع مهرجان التوظيف بالاسكندرية بقصر ثقافة برج العرب بالتنسيق بين المحافظة ومديرية القوي العاملة وحزب الحرية والعدالة بالاسكندرية بالإضافة إلي1200 شاب تم توظيفهم علي خلفية الملتقي الثاني في الإسكندرية أيضا بحد أدني1200 جنيه للراتب, بخلاف الملتقيات الأخري التي يتم تنظيمها في مختلف المحافظات, والتي تقتصر علي فرص العمل بالقطاع الخاص لأنه كان ولايزال يعاني من نقص في العمالة بسبب عزوف عدد كبير من الشباب عن العمل فيه. وأكد أن ملتقيات التوظيف تشهد إقبالا كبيرا من قبل الشباب من مختلف الفئات العمرية, حيث يفوق عددهم عدد الوظائف المطروحة, مشيرا إلي أنهم يباشرون اتصالهم الدائم بالشباب بعد التوظيف لقياس مدي الرضا الوظيفي, ومدي إمكانية الالتحاق بفرص عمل أخري في حالة عدم تحقيق الحد الأدني من الرضا الوظيفي المنشود, كما أن وزير القوي العاملة يقوم بمتابعة المسار الوظيفي فيما بعد وسبل تثبيت العمالة المؤقتة.. وعن المعوقات التي تواجه بعض الشباب أثناء تقدمهم للوظائف, أشار الكحكي إلي أنهم علي الرغم من امتلاكهم للخبرات والمؤهلات اللازمة إلا أنهم غير قادرين علي تسويق تلك الخبرات,مادفعهم إلي تنظيم دورات تأهيلية لتدريب الشباب علي كيفية تسويق تلك الخبرات والاستفادة منها في سوق العمل, إلي جانب بعض المهارات والفنون الأخري كالحياكة والرسم التشكيلي والطباعة. فيما أوضح صابر أبو الفتوح رئيس لجنة القوي العاملة بمجلس الشعب السابق وأحد المشاركين في مهرجان التوظيف بالاسكندرية أن منتديات توظيف الشباب ليست وهما ولكنها غير كافية لتلبية احتياجات المجتمع المصري الذي يئن من ارتفاع معدلات البطالة لتزيد علي13%, لافتا الي أن القضاء علي المعدلات الضخمة للبطالة لن يتأتي إلا بتضافر جهود جميع الوزارات المعنية كالشباب والقوي العاملة والمالية والصناعة والتجارة والاستثمار لإقامة مشروعات من أجل خلق الآلاف من فرص العمل الإضافية. وأكد أن هذه الملتقيات لاتوفر وظيفة العمر للشباب أي التي تناسب مع مؤهلاتهم العملية وتتسم بمكتب مرفه وراتب مجز,بقدر ماتوفر فرص عمل في شركات القطاع الخاص والتي غالبا ماتتسم بالعمل الجاد والشاق, مؤكدا أن هذا هو الأمر المتعارف عليه في كل بلدان العالم فلو سافر أحد الشباب للخارج لقبل العمل في أي وظيفة حتي لو لم تتناسب مع مؤهله العلمي مقابل الحصول علي راتب شهري. ولفت إلي أن الثقافة المجتمعية لها تأثير علي معتقدات الشباب,والتي تقر بأن من يحظي بفرصة عمل في القطاع الخاص, يندرج تحت مسمي العاطلين أو الباحثين عن وظيفة نظرا لافتقار العمل الخاص للأمان الوظيفي والاجتماعي اللازمين من وجهة نظر الكثيرين. وأشار أبو الفتوح إلي أن المتقدمين لهذه الوظائف تتنوع مؤهلاتهم العليمية بين المتوسطة كخريجي المعاهد والمؤهلات العليا كخريجي بكالوريوس تجارة وحاسب آلي ونظم ومعلومات,كما تتراوح أعمارهم من20 إلي30 عاما, كما تصل نسبة المشاركين من الشباب إلي300% من إجمالي عدد الوظائف المتاحة, مما يعد دليلا كافيا علي ماتشهده ملتقيات التوظيف الرسمية من إقبال شديد,كما أنه يدفع الشركات لإجراء نوع من الفرزبين المتقدمين لشغل الوظائف. وردا علي هجوم النقابات العمالية علي الجهود التي تبذلها الحكومة لتوفير فرص عمل للشباب, أكد أن هذه النقابات تنظر دائما للطموحات والآمال لا الواقع, وبالتالي فهي دائما ماتشعر بتقصير الحكومة أو عدم كفاية ماتبذله من جهود, مايضعها دائما في موقع الهجوم بدلا من التحرك وتقديم مقترحات للحد من وطأة مانواجهه من أزمات. من جانبه قال رمضان الموصل المستشار الإعلامي والمتحدث باسم وزارة الشباب إنه في الفترة بين أواخر شهر أغسطس العام الماضي وحتي أواخر شهر مايو من العام الجاري, نجحت الوزارة في تنظيم8 ملتقيات للتوظيف بالتنسيق مع وزارة القوي العاملة وشركات القطاع الخاص بمراكز الشباب في محافظات القاهرة والجيزة والشرقية والدقهلية وبني سويف, علاوة علي الملتقي الذي كان يفترض انعقاده في مدينة العريش بسيناء,إلا أنه تم تأجيله إثر حادث خطف الجنود لحين استقرار الأوضاع في المنطقة. وأشار إلي أنه تم توفير نحو15 فرصة عمل للشباب حتي الآن في مختلف المجالات, كما أن دور وزارة الشباب لايقتصر فقط علي إلحاق الشباب بفرص العمل في القطاع الخاص, بل يمتد للتواصل مع وزارتي القوي العاملة والتأمينات للتأكد من التأمين علي الشباب بعد فترة من توظيفهم, مايعني تحويل فرص العمل إلي فرص عمل حقيقية, وتعد بمثابة خطوة أولي نحو تثبيتهم, لافتا إلي أنه وفقا للبيانات التي تم رصدها أخيرا فقد تم التأمين علي نحو نصف مليون شاب من أصحاب الوظائف الجديدة في الأشهر القليلة الماضية. رابط دائم :