نظر الضابط إلي شاشة هاتفه محاولا تذكر صاحب رقم المتصل به وبعد ثوان أجاب في سرعة ليفاجأ بصوت منخفض هل أنت الضابط سامح القللي رئيس مباحث قسم دار السلام؟ فأجابه بنعم قال المتصل نحن نعيش في رعب وخوف بسبب أصوات صراخ وبكاء أطفال تصدر من إحدي الشقق ليلا ولا نقوي علي مواجهة صاحبها. كعادته استعلم الضابط عن عنوان المكان المذكور وبدأ يجري اتصالاته لجمع التحريات حول العقار وقبل أن يتخذ قراره طلب الضابط المتصل ثانية واستفسر منه عن بعض المعلومات ليكون صورة واضحة أمامه عن بيانات الامر. وانطلق بصحبة القوة إلي المكان ووقف الضابط أمام باب الشقة المذكورة ولكن المكان كان هادئا فقرع الباب ولم يستجب له أحد فعاد يرن الجرس ولكن بلا فائدة فحطم الباب ودلف مسرعا إلي الداخل ليفاجأ بأغرب مشهد يدغدغ المشاعر فما إن دخل من باب الشقة حتي انطلق نحوه في سرعة ولهفة4 أطفال يقولون في وقت واحد خذنا معك لا تتركنا اهتزت مشاعر الضابط ورجف قلبه وفي أقل من ثانية تيقظت حاسته الأمنية واستشعر أن جرما خطيرا يدور في المكان وأصر علي معرفة سبب فزع ولجوء الأطفال إليه بهذا الانكسار الكبير. أمر رئيس المباحث بالقبض علي كل إنسان في المكان فظهرت له سيدتان إحداهما والدة الأطفال ومعهما رجل فقام باصطحابهم إلي قسم الشرطة ليستمع إلي أغرب تفاصيل واقعة تستحق الدراسة لمعرفة كيف يصل الشر بالانسان للتفنن في إلحاق الأذي بغيره. وقفت أم الاطفال أمام الضابط تسرد حكايتها قائلة فوجئت في احدي الزيارات لأمي بوجود ابن خالتها فانبهرت من اناقته وشياكته وثرائه الكبير البادي عليه وفي نهاية الزيارة علمت بأنه يمتلك سيارة حديثة جدا وما أن انصرف حتي عقدت مقارنة بينه وبين زوجي السمكري المصغي دائما لأخوته وفي اليوم التالي تهاتفنا ودار حديثنا حول حياة البؤس التي أعيشها وفي نهاية الامر حثني علي ترك زوجي بالخلع أو الطلاق. واستمرت المكالمات بيننا وتحولت إلي علاقة عاطفية حتي وعدني بالزواج والمعيشة الافضل معه بعد تركي زوجي وسكتت شاهيناز ونظرت إلي الارض وقالت: ذهبت إليه ولا أعلم كيف أقنعني بأن نتزوج عرفيا حتي لاتتأثر وجاهته بين أوساط الاغنياء أقرانه وتزوجنا في الاسكندرية. وبعد شهرين من الإلحاح المستمر استجاب لطلبي بعقد زواج رسمي بيني وبينه ولا حظت أنه طوال مكوثه في المنزل يجلب معه بعض نماذج من أوراق البيع والاستئجار وتراخيص السيارات ويقوم بتوقيعها وملء بياناتها.. وفي احدي المرات طلب مني أن أوقع علي الاوراق باسمي فترددت في البداية إلا أنه أصر مدعيا أنها لصالحنا حتي لا تتصيده الضرائب وكان له ما أراد. واستمر الحال علي هذا المنوال ووقعت علي عشرات الاوراق خلال الشهور الأربعة الماضية وتوقفت السيدة عن الكلام وضمت احد أطفالها الصغار إلي صدرها وهي تقول: في إحدي الليالي فاجأني بطلب غريب بأن انتقل مع أطفالي إلي المبيت في منزل إحدي عميلاته الراغبة في شراء سيارة وعندما اعترضت أخبرني بأن المدة لن تتجاوز بضع ليال حتي يدبر المبلغ ليرده إلي السيدة في سرعة. فلم أتردد في طاعته وبالفعل جمعت ملابسي وحاجيات الاطفال واستقبلتنا عميلته شيماء بشكل عادي مع زوجها الذي لايعمل وكانت الامور طبيعية جدا لمدة شهر ونصف الشهر. وفي الاسبوع الاخير تفجر غضب شيماء وأيقنت أن زوجي نصب عليها وأضاع أموالها فتحولت إلي وحش مفترس. مسحت شاهيناز بعض قطرات الدموع التي انهمرت علي وجنتيها وقالت جلدتني بالحزام أمام أطفالي ولم تكتف بذلك بل أطفأت السجائر في جسدي وطال الضرب أطفالي الاربعة حتي كاد يغمي عليهم ولم أصدق نفسي ولكنها أظهرت جبروتها وقسوتها وهددتني بقتل أطفالي إذا حاولت الهرب. وسكتت شاهيناز للمرة الثالثة وأحمر وجهها وهي تضغط علي حروف كلماتها وهي تقول تحولت إلي كائن هش بلا حول ولا قوة أمام جبروت شيماء وزوجها وأذلتني بإجباري علي خلع ملابسي وتصويري عارية أمام أطفالي وأجبرتهم وهم يرتعشون بوضع الشطة في فمي وأماكن أخري حتي كدت أموت وهي تتلذذ بتصويري ولم تهتم بقسمي لها أنه لا دخل لي بأموالها من قريب أو بعيد ولكنها لم ترتدع حتي جئت إلينا وأنقذتنا. التفت سامح القللي إلي شيماء التي اتسعت عيناها وحاولت التماسك وهي تقول زوج هذه السيدة بيني وبينه معاملات مالية وأعطيته75 ألف جنيه لشراء سيارة ميكروباص وعندما واجهته بأني لاأثق فيه طمأنني بإيداع زوجته وأولادها عندي حتي يرد لي نقودي لمماطلته قبل ذلك وعدم وفائه بشراء السيارة. وبعد فترة من مكوثها عندي مع أولادها علمت من بعض المصادر أن أموالي تبخرت ولن تعود وأن شاهيناز شريكته وأنا ضحية لعبة منهما فجن جنوني وتعديت عليها بالضرب ولكني لم أعذبها بالحرق كما ذكرت وإنما صورتها عارية فقط لإرغامها علي عدم الهروب وإلا فضحت أمرها وسكتت شيماء قليلا عن الحديث وأصرت أنها قالت ما عندها وأنها ضحية وليست جانية. وبدأ الاطفال يتسارعون في الحديث أمام الضابط وفوجئت شيماء بهم وهم يؤكدون تعذيبهم علي يديها بمساعدة زوجها الذي دفعهم لتنفيذ أمرها خاصة في تعذيب أمهم بالشطة كما أرادت شيماء. كما هو مبين بالفيديو المصور الذي تم ضبطه بهاتف شيماء وبإخطار اللواء جمال عبد العال مدير الادارة العامة للمباحث أمر بإحالتهم إلي النيابة التي حرزت الفيديو وأمرت بإعادة مناقشة مرتكبي الواقعة. رابط دائم :