رفع دعاوي قضائية علي بعض الأعمال الدرامية ظاهرة بدأت منذ سنوات كنوع من الحجر علي الإبداع والذي يسعي إليه البعض لتوجيه الفن وهذا العام واجه عدد من الأعمال الدرامية هذا النوع من الدعاوي تحت مسمي لا تليق بالعرض في رمضان كما حدث لمسلسل مزاج الخير والذي وصفه أحمد مهران أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات القانونية بانتهاكة حرمة الشهر الكريم لأنه يحتوي ألفاظا مبتذلة ويتناول حياة الراقصات والمخدرات وكانت هذه أسباب دعوته. وكذلك مسلسل الزوجة الثانية الذي تم رفع دعوي قضائية عليه لأن المنتج لم يتعاقد علي شراء المصنف من أصحاب, وقد يري البعض ان هذه الدعاوي التي قد تصل للمطالبة بوقف استكمال العمل أو منع عرضه يعد سلاحا ذا حدين قد يساعد علي جذب شريحة أكبر من الجمهور للأعمال التي تتعرض للهجوم وقد يكون هذا الهجوم سببا في نجاح العمل رافضين أي نوع من أنواع القيود علي حرية الإبداع وفي استطلاع لرأي النقاد وصناع الدراما في تأثير هذا علي العمل أكد الناقد رفيق الصبان أن الأمانة النقدية تحتم علينا النظر للأعمال الدرامية من منظور فني وبرأيي المسلسل الذي يثير الجدل و يجذب عددا من وجهات النظر حوله هو مسلسل ناجح وسوف يلتفت إليه المشاهد أما العمل الذي لا يستطيع خلق خلاف جوهري بين الناقد والمشاهد سوف يمر مرور الكرام علي المشاهدين, وأعتقد أن كل عمل تعرض للهجوم في بدايته أو تم رفع قضايا عليه كان أكثر مشاهدة من الأعمال الأخري, وعن نفسي فأنا ضد منع اي عمل فني وضد المطالبة بعدم عرض بعض الأعمال لأن المسلسل طالما أجيز رقابيا فهو يصلح للعرض ولست مع من يهاجمون العمل قبل مشاهدته فهذا استباق للأحداث وقد تتغير وجهه نظرهم بعد العرض الكامل للعمل. ويرفض السينارست مجدي الإبياري ملاحقة الأعمال الدرامية أثناء تصويرها أو حتي بعد عرضها علي شاشات التليفزيون مؤكدا أن لكل منا قناعاته بما يشاهد ومن يريد الحفاظ علي شعائرة الدينية والابتعاد عن المسلسلات الذي يري فيها تجاوزات في شهر رمضان فصوابه أكبر عند عرض هذه الأعمال وليس بمنعها, فليمنع هو نفسه من مشاهدتها أفضل, كما أكد الأبياري أنه كسينارست لا يحب ولا يتطرق في كتاباته إلي مشاهد أو ألفاظ تسيء للمشاهد وقال أنا أكتب دائما للكوميديا وهي تعتمد علي الفانتزيا والضحك ولا تحتاج لمثل هذه التجاوزات وأكد الإبياري أن المطالبة بالمنع تصحبها مفارقة غريبة هي أن هناك قاعدة تقول أن الممنوع مرغوب وأتذكر عندما عرض فيلم المذنبون في السينما لم يأت بإيرادات تذكر حتي منعته وزارة الثقافة من العرض ورفع اصحابه قضية وتم عرضه مرة أخري في السينما, عندها فقط وبسبب هذا المنع استمر عرضه في دور السينما ل40 أسبوعا. وتقول المخرجة رباب حسين كنا نضع لأنفسنا سقفا لا نتخطاه في أعمالنا لأننا نعلم أن التليفزيون يدخل البيت المصري دون استئذان ويشاهده أبناؤنا ويشكل وعيهم ولم نكن نفرق إن كان العمل سيعرض في رمضان أو غير رمضان لأن المبادئ لا تتجزأ ولابد أن أضع المشاهد أمام عيني وأكدت رباب حسين رفضها للألفاظ و المناظر التي تخدش الحياء في أي عمل درامي وقالت الفن لا يجب أن ينقل الواقع بهذه الصورة و بنفس الوقت رفضت الحكم علي أي عمل درامي قبل مشاهدته بشكل كاف وقالت لا تكفي مشاهدة حلقة أو أثنين أو خمس حلقات للحكم علي العمل لابد من وقت كافي لإعطاء كل عمل حقه وقالت أنا ضد الهجوم وعدم التروي والأحكام المسبقة علي أي عمل درامي