علي الرغم من عراقة مستشفيات مدن البحر الأحمر وخاصة مستشفيات الغردقة والقصير ورأس غارب التي تخدم أبناء تلك المدن إلا أن شكوي أبناء المدن الثلاث من الإهمال الذي يلاقونه والمعاناة التي يعانونها لاتتوقف خاصة بالقصير ورأس غارب. والتي يطالبون فيها بترميم وتطوير المستشفيات وتزويدها بالمعدات والأدوية حيث يري أبناء هاتين المدينتين أن كلا من مستشفي القصير ورأس غارب قد فقدا هويتهما في منذ سنوات طوال بعد أن أصابتهما يد الإهمال فكلاهما وكما يري أبناء المدينتين يفتقدون لأبسط المقومات الطبية ويعانيان من ضعف الإمكانات وقلة الموارد. الأهرام المسائي إلتقت مع عدد من المرضي والذين يتحسرون علي الحالة التي وصل إليها مستشفيا القصير ورأس غارب ويطالبون المسئولين في مقدمتهم محافظ البحر الأحمر بسرعة التدخل لتطويرهما وانتشالهما من حالة التخلف التي يمران بها منذ عدة سنوات طويلة. نادية عبدالله- إحدي المرضي بمدينة رأس غارب تقول أعاني من أزمات صدرية وضيقفي التنفس وأتردد علي المستشفي كثيرا إلا أنني ألاحظ نقصا حادا في الأدوية والمعدات داخل المستشفي لدرجة أنه يفتقد لوحدة أوكسجين ومريض الصدر لايمكن أن يستغني عن الأوكسجين. ويضيف أحمد عثمان- أحد أبناء رأس غارب ان نقص المعدات والأدوية بمستشفي غارب تسبب في حدوث حالات وفاة بين أبناء المدينة وأقربها زميل لنا كان قد أصيب بأزمة قلبية في منزله وعلي الفور توجهنا به إلي المستشفي حيث كان لابد من وضعه علي جهاز التنفس إلا أننا فوجئنا بأن إسطوانة الأوكسجين فارغة وعلي الفور قمنا بالتوجه لسيارة الإسعاف الموجودة بالمستشفي لنقله لمدينة الغردقة وبمجرد وصولنا لفظ أنفاسه الأخيرة والسبب كما أشرنا لعدم توافر الأوكسجين والمسافة بين الغردقة وغارب مايقرب من150 كم وبالتالي فإن مرضي الصدر وضيق التنفس يعانون من عدم وجود أوكسجين بالإضافة لعدم توافر المعدات والإمكانات وإلي مدينة القصير بجنوب البحر الأحمر حيث كما يصف أبناء مدينة القصير فإن مايحدث هو عجب العجاب فالمستشفي قديم ومتهالك ويعاني من سوء الخدمات الطبية إضافة إلي أنه تم الإنتهاء من المبني الجديد الذي تم بناؤه حيث تم الانتهاء منه منذ عام2001 ولم يتبق منه سوي التشطيبات والتجهيزات لكي يتم افتتاحه. يقول ياسر خليل- أحد أبناء القصير المستشفي قديم ويعاني من سوء الخدمات الطبية حيث تم بناؤها في عام1928 علي يد شركة الفوسفات الإيطالية ومنذ ذلك التاريخ لم يطرأ علي المبني أي تجديدات إضافة لعدم وجود الوسائل والمعدات التي يحتاجها المرضي فعلي سبيل المثال كلما نتوجه لعمل أشعة مقطعية لانجد أما جهاز الأشعة العادية فهو قديم منذ عام1953 كما أنه لاتوجد حضانات للأطفال. . ومن جانبها توجهت الأهرام المسائي إلي المسئول الأول عن القطاع الصحي بمحافظة البحر الأحمر الدكتور أيمن خضاري- وكيل وزارة الصحة بالمحافظة حيث تمت مواجهته بكل هذه المشكلات التي عبر عنها المواطنون. وأكد الدكتور أيمن خضاري: العمليات نوعان منها طارئ ومنها معد أي سابق الإعداد ويجد الكثير من المواطنين الذين ينتظرون الأجازات لكي يقوموا بإجراء العمليات مثل عمليات إستئصال اللوزتين والتي دائما يتم إجرائها في بداية الأجازات وهي التي تتسبب في تكدس قائمة العمليات في أوقات معينه أي أن كل مواطن يريد إجراء العملية في بداية الأجازات. وبالنسبة لمستشفي القصير فقد أكد الدكتور أيمن خضاري أن جميع الأجهزة بمستشفي القصير كاملة باستثناء جهاز الأشعة المقطعية أما بالنسبة لترميم المبني فنحن في إنتظار إفتتاح المبني الجديد خلال الأشهر القادمة فمثلا الإسبوع الماضي تم توصيل التيار الكهربي للمبني الجديد وفي الفترة القادمة سوف يتم بدء العمل به وسستوافر به جميع الأجهزة الطبية وهذا هو سبب عدم التوجه نحو ترميم المستشفي القديم حرصا منا علي عدم إهدار المال العام. أما بالنسبة لمستشفي رأس غارب فأكد وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر أنه تمت الموافقة علي إنشاء مستشفي رأس غارب المركزي الجديد بتكلفة60 مليون جنيه للأعمال الإنشائية علي مدار عامين من صندوق المحافظة علي أن تتولي وزارة الصحة عمليات التأسيس والتجهيزات وبالنسبة لضيق مساحة مستشفي رأس غارب في الوقت الحالي فأكد خضاري علي أنه جاري استلام مستشفي الهيئة العامة للبترول وهي ملاصقة لمستشفي رأس غارب وسوف تتم تهيئتها بمعرفة الوحدة المحلية لمدينة غارب والمحافظة كما أنه يجري حاليا عمليات إحلال وتجديد وحدة الأمل الصحية برأس غارب بتكلفة600 ألف جنيه.