قدمت لجنة الأممالمتحدة للتحقيق بشأن سوريا أحدث تقرير لها حول وضع حقوق الإنسان في سوريا. وجدت اللجنة أن جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لا تزال ترتكب علي نطاق أوسع من أي وقت مضي مع تصاعد وتيرة العنف فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الاوبئة في دمشق. واكد التقرير الذي وزعه مركز معلومات الاممالمتحدة بالقاهرة أمس أن هناك جرائم ضد الإنسانية ترتكب من قبل قوات الحكومة والميليشيات التابعة لها, من خلال تنفيذهم لهجمات واسعة النطاق ضد السكان المدنيين ولجوئهم إلي القصف العشوائي والقتل غير القانوني والتعذيب والاختفاء القسري, والعنف الجنسي. كما يحاصرون بشكل ممنهج المدن التي ينظر إليها علي أنها معادية, بينما يتم تهجير السكان قسرا. وقد قامت أيضا الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة بمحاصرة بلدات, خاصة في محافظة حلب. واكد التقرير أنهم بذلك يرتكبون جرائم حرب علي نحو متزايد, بما في ذلك عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء, والتعذيب, وأخذ الرهائن, والنهب. إلا أن الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبتها الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة لم تصل إلي كثافة وحجم تلك التي ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها. كما وجدت اللجنة أسبابا معقولة للاعتقاد بأن مواد كيميائية قد استخدمت كأسلحة, ولكن لا يمكن التعرف علي ماهية هذه المواد أو هوية الجناة. ولا تزال اللجنة مقتنعة بأن التوصل إلي تسوية سياسية هو الوسيلة الوحيدة لوقف العنف.. في غضون ذلك عبرت منظمة الصحة العالمية عن بالغ قلقها إزاء تزايد حالات الأمراض السارية داخل سوريا وبين النازحين السوريين في البلدان المجاورة في المنطقة, وحذرت من أن عدم وجود تدابير الوقاية والمكافحة سيترتب عليه أخطار محتملة لتفشي الأمراض. وقال الدكتور جواد محجور, مدير إدارة الأمراض السارية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ان كل عوامل الخطر التي تعزز انتقال الأمراض السارية في حالات الطوارئ موجودة في الأزمة الراهنة في سوريا والدول المجاورة لها, ويتابع قوله مؤكدا نحن نتوقع عددا من المخاطر الصحية العمومية من الأمراض المنقولة عن طريق المياه, وتحديدا التهاب الكبد والتيفوئيد والكوليرا. وفي الربع الأول من عام2013, وحسبما ذكر نظام الإنذار المبكر من تفشي الأمراض في سوريا, والذي يغطي14 محافظة في البلاد, وقعت زيادة كبيرة في حالات الإسهال المائي الحاد, والتي ارتفعت بنسبة172%: من243 حالة في الأسبوع الأول من يناير2013 إلي660 حالة في الأسبوع الثاني من شهر مايو عام2013; والتهاب الكبدA, والذي ارتفع بنسبة219%: من48 حالة إلي153 حالة في نفس الفترة الزمنية. وتم أيضا الإبلاغ عن زيادة حالات الحمي المعوية( التيفوئيد) في عام.2013 وقد عادت إلي الظهور حالات جديدة من الأمراض التي يمكن توقيها باللقاحات مثل الحصبة في سوريا, نظرا لتراجع التغطية الوطنية بالتطعيم من95% في عام2010 إلي ما يقدر بنحو45% في عام.2013 وفي الربع الأول من عام2013, بلغ عدد حالات الحصبة المؤكدة مختبريا في سوريا139 حالة, مقارنة بعدم وجود حالات في عام2010 و2011, واتضح أن71% من هذه الحالات لم يتم تطعيمها. وقد أعيقت الحملات الوطنية لتلقيح الأطفال دون سن5 سنوات بسبب صعوبة الوصول للأطفال والمخاطر الأمنية, مما أدي إلي ارتفاع أعداد الأطفال غير المطعمين في مناطق يتعذر الوصول إليها. رابط دائم :