بينما مازالت دول العالم في عصرنا الحاضر تنادي بالقضاء علي التمييز ضد المرأة إلا أن الشريعة الإسلامية قضت علي هذا التمييز منذ أربعة عشر قرنا من الزمان. ففي18 ديسمبر1979 اعتمدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة القضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة30 مادة. المادة6 تتخذ الدول الاطراف جميع التدابير المناسبة, بما في ذلك التشريع لمكافحة جميع أشكال الاتجار بالمرأة واستغلال دعارة المرأة. تعقيب: نهي الإسلام عن اتخاذ النساء مجالا للدعارة( والتي كانت منتشرة في الجاهلية) حيث قال تعالي( ولاتكرهوا فتياتكم علي البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله بعد إكراهمن غفور رحيم النور.33 وقال تعالي وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتي يغنيهم الله من فضله النور/33 والجزء الثاني من الإتفاقية يشتمل علي ثلاث مواد( من7 9) من أهمها المادة السابعة ( أ,ج,ب) وهي عن: المشاركة في جميع المنظمات والجمعيات غير الحكومية التي تعني بالحياة العامة, والمشاركة في صياغة سياسة للبلد,والتصويت في جميع الانتخابات والاستفتاءات العامة والمشاركة في صياغة سياسة الحكومة وتنفيذ هذه السياسة في شغل الوظائف العامة وتأدية جميع المهام العامة علي جميع المستويات الحكومية تعقيب: علي المادة السابعة(أ,ب,ج كانت المرأة في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم في مجال التصويت والانتخابات في الإسلام تبايع رسول الله صلي الله عليه وسلم مبايعة دينية وسياسية بنفسها, فهو نبي الله ورسوله وقائد الأمة الإسلامية ورئيسها وبالنسبة لشغل الوطائف العامة, كانت هناك نساء من الصحابيات يتولين أمور السوق, ويأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر مثل الشفاء بنت عبد الله وغيرها من النساء كما كانت المرأة في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم تشارك في صلاة الجماعة والجمع والأعياد وكان النبي صلي الله عليه وسلم يأمر النساء أن يصلين مع الرجال في هذه المناسبات فيصلين خلف الرجال ويسمعن خطب النبي صلي الله عليه وسلم كما فرض لهن النبي صلي الله عليه وسلم يوما خاصا للعظة والاعتبار وطرح القضايا المختلفة إهتماما بهن والإجابة عن كل مايجيشه في صدورهن من أسئلة واستفسارات وبذلك شاركت النساء في صدر الاسلام في كل ميادين الحياة العامة مثلهن مثل الرجال. والجزء الثالث من الاتفاقية: يشتمل علي خمس مواد( من المادة14.10) فأهمها: المادة(10) وتحتوي علي التدابير المناسبة التي تتخذها الدول الأطراف للقضاء علي التمييز ضد المرأة لكي تكفل لها الحقوق المساوية لحقوق الرجل في ميدان التعليم بجميع أنواعه ومستوياته حتي الدراسات العليا والدرجات العلمية من جميع الفئات في المؤسسات التعليمية. التعقيب: أمر الله تعالي بالعلم والتعلم للرجل والمرأة سواء, قال تعالي: إقرأ باسم ربك الذي خلق1 خلق الإنسان من علق2 إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم(4) علم الإنسان مالم يعلم(5) العلق1 5وهذه هي أول أية نزلت علي قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم والخطاب هنا لكل مسلم, للإنسان سواء كان ذكرا أم أنثي كما أمر تعالي أزواج النبي صلي الله عليه وسلم أن يتعلمن من كتاب الله تعالي وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم قال تعالي:( واذكرن مايتلي في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا) الأحزاب/34 كما قال تعالي( شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لاإله إلا هو العزيز الحكيم) آل عمران/18 وبذلك كرم الله تعالي العلماء والعلم وفي حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم مارواه أنس وابن عباس وابن مسعود وغيرهم قال صلي الله عليه وسلم العلم فريضة علي كل مسلم كما أمر صلي الله عليه وسلم الشفاء بنت عبد الله أن تعلم أم المؤمنين( حفصة) رضي الله عنها الكتابة. ومن تقدير الإسلام للعلماء و الخطاب موجه للرجل والمرأة, قال صلي الله عليه وسلم العلماء أمناء الله علي خلقهأخرجه, ابن عساكر,والسيوطي في الجامع الصغير عن أنس رضي الله عنه رقم5700 وقال صلي الله عليه وسلم: العلماء أمناء أمتي رواه عثمان ابن عفان رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس والسيوطي في الجامع الصغير( رقم5702). وقال صلي الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء: تحبهم أهل السماء, وتستغفر لهم الحيتان في البحر اذا ماتوا إلي يوم القيامة رواه أنس رضي الله عنه, وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير( رقم5705) هذا وقد تعلمت الصحابيات من رسول الله صلي الله عليه وسلم أحكام الشريعة الإسلامية سواء من القرآن الكريم أومن أحاديث رسول الله صلي الله وسلم,وذلك في مدرسة الرسول صلي الله عليه وسلم والتي خرجت راويات حديث وشاعرات, ومجاهدات في سبيل الله ونساء نزل فيهن تشريع اسلامي.., الخ, وكانت المرأة تقوم بين النساء والرجال لتسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن كل مايجيش في صدورها من أسئلة فيجيبها النبي صلي الله عليه وسلم بما يثلج صدرها هذا, وقد كان في مقدمة راويات الحديث أمهات المؤمنين وعلي رأسهن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعنهن جميعا,حيث روت عن النبي صلي الله عليه وسلم(2210) أحاديت, وأم سلمة رضي الله عنها روت عنه(378) حديثا.. وغيرهن من الأمهات والصحابيات.. الخ.. كما كان النبي صلي الله عليه وسلم يستمع الي شعر الخنساء ويوافقها عليه.