شهدت سوق الصرافة حالة من الهدوء المشوب بالحذر من حيث استقرار أسعار التعاملات الرسمية للدولار الأمريكي في ظل وجود تخوفات من ارتفاعه مرة أخري. وعلي الرغم من إرجاع ارتفاعه المفاجئ الي بعض الآليات التي يتبعها المركزي لحسر السوق الموازية من خلال تلبية احتياجات البنوك إلا أن أسعار الصرف بالسوق السوداء بدأت في الارتفاع من جديد لتسجل7.43 للبيع و7.40 للشراء. في البداية.. أشار بلال خليل, نائب رئيس الشعبة العامة لشركات الصرافة بإتحاد الغرف التجارية, الي استقرار الاسعار الرسمية للدولار حيث سجل6.980 للشراء و7.0120 للبيع, موضحا أن ارتفاع أسعار الصرف بالسوق الموازية أمر طبيعي في بداية التعاملات الأسبوعية نظرا لزيادة الإقبال علي تحصيل الأموال لتسوية الالتزامات المالية للشركات ورجال الأعمال. وأرجع عجز السوق الرسمية في سد الاحتياجات الي نقص العملة الخضراء بشركات الصرافة لتلبية الاحتياجات, لافتا الي أن السوق الموازية توفر الكميات المطلوبة للشركات والافراد معا مما يزيد معدل الإقبال عليها مسببا ارتفاع أسعار الصرف. وأوضح حافظ الغندور, خبير بالسياسة النقدية, إنه بالتوازي مع وجود أي نقص بالموارد المالية داخل البنوك وعدم قدرتها علي تلبية الطلب علي الدولار ترتفع أسعار الصرف مباشرة داخل الاسواق الموازية, مضيفا أن الموارد المالية التي يقوم البنك المركزي بعرضها علي البنوك تمثل جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية للأسواق وبالتالي يتم الاتجاه الي الأسواق الموازية لتلبية باقي الاحتياجات. وأرجع زيادة الفرق في أسعار الصرف بين السوق الرسمي والموازي الي أن الطلب يفوق كثيرا الكميات الموجودة داخل كل من البنوك وشركات الصرافة والسوق السوداء والتي بدورها تؤدي الي اتساع الفارق بينهم. وأشار الغندور إلي أن أزمة نقص الدولار في مصر ستظل قائمة بل ستتفاقم علي المدي الطويل إن لم يتم التصدي لها والعمل علي زيادة مصادر الدخل من العملات الأجنبية من خلال تنشيط السياحة وتنمية عملية التصدير مع زيادة الموارد المالية الواردة من الخارج. من جانبه, يري سلامة الخولي, خبير مصرفي, أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لإرتفاع أسعار الصرف بالسوق السوداء وأهم هذه الأسباب أن الآليات التي يعمل بها البنك المركزي تكفي احتياجات البنوك من السلع والواردات الأساسية فقط, أما الواردات من السلع الترفيهية فتتم تغطيتها من خلال السوق الموازية, فضلا عن انخفاض أسعار الذهب عالميا والتي أدت الي زيادة الاقبال علي الاستيراد تحسبا لأرتفاع سعره من جديد, مؤكدا أن هذا الاقبال المفاجيء يمثل ضغط علي العملات الأجنبية المتوفرة بالسوق. أضاف أن اقتراب انتهاء العام المالي واتجاه بعض رجال الأعمال الي دفع التزاماتهم المالية وتسوية المديونيات والقروض قصيرة الاجل من شأنه أيضا من يمثل ضغطا علي البنوك في تلبية حاجات رجال الأعمال من العملات الأجنبية وبالتالي يتم اللجوء للسوق الموازية.