في كل يوم, ومع كل موقف يؤكد قادة تيار الاسلام السياسي, انهم حديثو عهد بالسياسة, وفاقدو خبرة, ومنزوعو البصيرة.. أوراقهم صارت مكشوفة.. مواقفهم اصبحت مفضوحة.. تصرفاتهم باتت مرتبكة.. افعالهم غير مدروسة.. حتي انك تستطيع توقع ردة فعلهم تجاه أي موقف, دون عناء, في البحث أو مشقة في التحليل.. هم يقولون ما لا يفعلون, وإذا وعدوا أخلفوا, وإن خاصموا فجروا. هذه المراهقة السياسية تجلت, في رد الفعل تجاه حملة تمرد الذي يقوم بها شباب غاضب, وجد احلامه ضاعت, وطموحاته تحطمت, وآماله انهارت, فاضطر الي جمع توقيعات بسحب الثقة من الرئيس المسئول الاول للبلاد, بأسلوب حضاري يعكس نضج الشباب, وحرصهم علي الاصلاح, إلا ان الطرف الثاني برعونته المعتادة, ومواقفه السلبية, اندفع الي تدشين حملة مضادة باسم تجرد لتأييد الرئيس, وكأن الازمة في تأييد أو معارضة الرئيس, بل لم يتوقف رد الفعل عند هذا الحد, فتم نصب منصات الاتهام, واطلاق سهام التخوين والعمالة, لتنال من شباب حملة تمرد! وإذا لجأ الشباب إلي تنظيم مظاهرة احتجاجية, بادر الطرف الآخر بتنظيم مظاهرة مماثلة, وإذا قررت بعض الاحزاب المعارضة الاحتجاج بتشكيل حكومة موازية, وجدنا3 أحزاب لتيار الإسلام السياسي تنتهج نفس الإجراء, في اصرار واضح, وتحد سافر لإفساد أي نشاط للمعارضة, وانتزاع أي شرعية, لها في الشارع, بينما لا يدرك هؤلاء أعداء الحرية ان عصا القمع, مهما تشتد, وآلة القهر مهما تتجبر لن تنال من عزيمة شعب صابر, أو إرادة شباب ثائر. كيف لنظام لا يوفر لمواطنيه رغيف الخبز, ولا يريد ان يسمع صراخ الجائعين, كيف لحاكم اعتلي مقعده الرئاسي, بأصوات المواطنين, ولا يريد ان يسمع صوت المحتجين, وآلام المقهورين, وأنين المكلومين كيف له أن يكون كذلك, وهو من قال إذا أصلحت أعينوني, وإذا أسأت قوموني, متخذا من هذه المقولة الشهيرة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه سبيلا للوصول الي المقعد فما كان منه إلا أن نقض العهد, وخلف الوعد. تجرد كما شئت فأنت بالفعل تجردت, وتنصلت, وتراجعت, ويا شعب تمرد كما شئت, فانت السيد, ولا سواك, وانت الحاكم ولاغيرك, والسلطان ولادونك. وهذا هو الفرق بين المتمرد والمتجرد. رابط دائم :