خرج الالاف من المصريين أمس للاحتفال باعياد الربيع, مبتعدين عن هموم السياسة وللاستجمام وقضاء احلي الاوقات مع ذويهم. واستقبلت الحدائق العامة والميادين أعدادا غفيرة من الأسر المصرية للاحتفال بعيد الربيع شم النسيم منذ فجر أمس وحتي الساعات الأولي من صباح اليوم, فيما احتفظت دور السينما بنصيبها فقد أقبل عليها الكثير مساء أمس لمشاهدة الأفلام الجديدة في هذه الاحتفالية. وشارك الأهرام المسائي خلال جولته بالميادين والحدائق العامة المواطنين الاحتفال بالمناسبة والتي بدت عليهم لحظات السعادة, خاصة الاطفال والشباب الذين لا تفارق البهجة اعينهم. وبدأت الجولة بحديقة الحيوان بالجيزة التي شهدت تكدس المواطنين أمام جميع الأبواب فور أن تطأ قدماك هناك, في ظل انتشار واضح وملحوظ للباعة الجائلين سواء خارج أو داخل الحديقة. و قام الباعة الجائلون بتوفير العصائر والمشروبات الباردة التي شهدت إقبالا كبيرا من قبل الأسر بسبب ارتفاع درجة الحرارة, بالإضافة إلي بيع العاب أطفال وقام الزائرون بافتراش الأرض لتناول المأكولات من الفسيخ والرنجة. ثم أخذوا في التقاط الصور التذكرية مع الحيوانات خاصة المفترسة منها مثل السباع والأسود, بينما أقبل الأطفال علي الأماكن التي بها طيور أو الحيوانات البحرية وقاموا بتقديم المأكولات لهم وسط فرحة عارمة. وأكد المواطنون انهم قرروا الاحتفال بتلك المناسبة في حديقة الحيوان للخروج عن النمط اليومي المتكرر سواء العمل أو المذاكرة, بالاضافة إلي الابتعاد ونسيان الاحداث السياسية المتتالية التي تشهدها البلاد إلي جانب العادات والتقاليد المصرية لمثل هذا اليوم بغض النظر عن الديانة. وقال محمد عبدالرحمن مدرس إنه يشارك في عيد الربيع من كل عام كعادة سنوية, موضحا أنه يلعب دورا كبيرا في سعادة أولاده وذلك بعيد عن جو المذاكرة والاستعداد للامتحانات. وأشار إلي أن الحدائق العامة مناسبة للفئات ذات الدخل المحدود, خاصة أنها لا تحتاج إلي مصروفات كبيرة ورسم دخولها في متناول الجميع بعكس الأماكن السياحية التي يذهب اليها أصحاب الدخل المرتفع. بينما تري منال عمر ربة منزل أن أسرتها خرجت للمشاركة في عيد الربيع للهروب من هموم الحياة والظروف الاجتماعية التي تمر بها البلاد و أصابت الناس بحالة من الملل والاكتئاب. يأتي ذلك فيما قدمت الادارة المركزية لحديقة الحيوان بالجيزة عروضا جديدة للزائرين مع وضع إجراءات مشددة لمنع دخول المواد المشتعلة ومراقبة التعامل المباشر مع الحيوانات, بالاضافة إلي توسعها في منافذ بيع التذاكر للمواطنين امام ابواب الحديقة لتوفير سبل الراحة للزائرين وعدم التكدس والزحام امام شبابيك التذاكر, وعمل خطة تفصيلية لمواجهة الزحام والمحافظة علي الحيوانات, ونظافة الحديقة. بينما شهدت الشوارع المحيطة بالحديقة زحاما شديدا علي عكس الساعات الاولي من بدء الاحتفال بالمناسبة والتي شهدت سيولة مرورية وسط وجود أمني مكثف لتأمين وحماية الوافدين والمرتدين علي الحديقة. فيما شهد كورنيش النيل الليلة الماضية توافد الالاف من المواطنين للاحتفال باعياد الربيع, حيث اصطف المواطنون علي اسوار الكورنيش للاستمتاع باوقاتهم, وانتشرت عربات الحنطور علي جانبي الكورنيش لتقديم الرحلات والاستعراضات للوافدين, فيما انتشر العشرات من باعة المرطبات لتقديمها للمواطنين للتخفيف عنهم من حرارة الشمس. وعززت مديرية امن القاهرة وشرطة المسطحات من وجودها امام المنتزهات والحدائق لحماية وتأمين المواطنين والزوار ومنع حدوث اي حالات تحرش, حيث شهد كورنيش النيل وجودا امنيا مكثفا بطول الشارع, مع وضع حواجز حديدية علي الارصفة لمنع الحوادث. يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه حديقة الاسماك بالزمالك, اقبالا ضعيفا من المواطنين علي عكس المتوقع, وباتت الحديقة شبه خالية تماما من المواطنين, واقتصر الدخول علي الحبيبه والعشاق فقط.