كشفت وسائل إعلام أمريكية ان طائرات حربية اسرائيلية قصفت اهدافا داخل الاراضي السورية يعتقد انها شحنة اسلحة علي حد زعمها, وذلك للمرة الثانية منذ مطلع العام الحالي, بينما حذرت المعارضة السورية من عمليات تطهير عرقي بعد العثور علي عشرات الجثث في حي سني في جنوب مدينة بانياس. وفي حين التزمت إسرائيل الصمت حيال الغارة, نفي مصدر عسكري سوري حصولها, بينما افادت مصادر دبلوماسية في بيروت بانها استهدفت صواريخ روسية في مطار دمشق الدولي. واعتبر الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس انه من حق إسرائيل ان تعمل علي حماية نفسها من نقل اسلحة سورية الي حزب الله, رافضا تأكيد حصول قصف اسرائيلي استهدف مواقع اسلحة في سوريا. وقال اوباما في تصريح الي قناة تليفزيون تيليموندو الأمريكية الناطقة بالاسبانية خلال زيارته الي كوستاريكا: لا اريد التعليق علي ما حدث في سوريا امس. واضاف الرئيس الأمريكي اترك للحكومة الاسرائيلية تأكيد او نفي القيام بقصف مواقع في سوريا. وقال الرئيس الأمريكي ايضا الا انني مازلت اعتقد ان علي الإسرائيليين, وهو امر مبرر, حماية انفسهم من نقل اسلحة متطورة الي منظمات ارهابية مثل حزب الله. واضاف نحن ننسق عن كثب مع اسرائيل ونعرف انها قريبة جدا من سوريا وقريبة جدا من لبنان. الا ان العضو في لجنة القوات المسلحة في الكونجرس ليندسي جراهام اعلن ان إسرائيل قصفت سوريا الليلة الماضية( ليل الخميس الجمعة), وذلك بحسب تصريحات خلال العشاء السنوي لجمع الاموال لصالح الحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولاينا الجمعة. واشارت قناة سي ان ان الاخبارية الي ان وكالات الاستخبارات الأمريكية والغربية تدقق في معلومات تحدثت عن قيام إسرائيل بضربة جوية علي سوريا ليل الخميس الجمعة. من جهتها, قالت شبكة ام اس ان بي سي الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين ان مسئولين إسرائيليين اعترفوا مساء الجمعة بشن غادرة جوية اصابت الداخل السوري. واستبعد المسئولون الأمريكيون ان تكون الطائرات الاسرائيلية قد خرقت المجال الجوي السوري, في حين افاد الجيش اللبناني عن تحليق مكثف للطائرات الحربية في الاجواء اللبنانية, وذلك علي ثلاث دفعات. وقال مسئول في وزارة الحرب الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان اسرائيل تتابع الوضع في سوريا ولبنان, وخصوصا في ما يتعلق بموضوع نقل اسلحة كيميائية واسلحة خاصة من النظام السوري الي حليفه حزب الله الشيعي. ونقلت قناة ان بي سي ان الهدف الرئيسي للغارة كان شحنة اسلحة سورية متجهة الي الحزب. وبينما نفي مصدر عسكري سوري حصول الغارة, افاد مصدر دبلوماسي في لبنان فرانس برس ان القصف الجوي دمر صواريخ ارض-جو روسية سلمت حديثا الي سوريا, وكانت مخزنة في مطار دمشق الدولي. وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية( سانا) افادت الجمعة عن اطلاق مقاتلين معارضين قذيفتي هاون فجرا علي حرم المطار, ما ادي الي حريق في خزان لوقود الطائرات واضرار في طائرة تجارية. واتي تحذير الائتلاف المعارض علي خلفية العثور أمس علي62 جثة علي الاقل في حي سني في جنوب مدينة بانياس المختلطة طائفيا, والواقعة في محافظة طرطوس ذات الغالبية العلوية, الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجثث وبينها14 طفلا, عثر عليها في حي رأس النبع, وان الضحايا استشهدوا خلال اقتحام القوات النظامية يرافقها عناصر من جيش الدفاع الوطني من الطائفة العلوية. واشار المرصد الي وجود عشرات المواطنين الذين فقد الاتصال بهم. وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن افاد ان مئات العائلات بدأت منذ فجر أمس بالفرار من الاحياء السنية في بانياس, خوفا من مجزرة جديدة غداة قصف هذه الاحياء من القوات النظامية, وبعد يومين من مقتل51 شخصا في قرية البيضا السنية المجاورة. واعلنت الولاياتالمتحدة أمس انها روعت ازاء الانباء التي تحدثت عن ارتكاب القوات السوريةمجزرة في البيضا, محذرة من ان المسئولين عن الخروقات لحقوق الانسان يجب ان يحاسبوا. وتواصلت اعمال العنف أمس في مناطق سورية عدة حاصدة36 قتيلا في حصيلة اولية للمرصد. وفي منطقة القصير في ريف محافظة حمص( وسط), افاد المرصد عن تقدم القوات النظامية مدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني تجاه مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال عبد الرحمن ان هذه القوات باتت علي بعد كيلومترات قليلة من المدينة التي تعرضت السبت لغارات جوية متواصلة, في حين تدور اشتباكات في البساتين المحيطة بها ادت الي مقتل12 مقاتلا معارضا. وقال ان ثمة تصميما لدي القوات النظامية علي دخول مدينة القصير, وذلك بعد ايام من سيطرتها علي قري عدة محيطة بها ابرزها جوسيه الحدودية مع لبنان. وعثر أمس علي62 جثة علي الاقل في حي سني في جنوب مدينة بانياس الساحلية في شمال غرب سوريا اقتحمته القوات النظامية ومسلحون موالون لها من الطائفة العلوية الجمعة, بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بريد الكتروني عثر علي جثامين عشرات المواطنين الذين استشهدوا خلال اقتحام القوات النظامية يرافقها عناصر من جيش الدفاع الوطني من الطائفة العلوية لحي رأس النبع في مدينة بانياس الذين يقطنه مسلمون سنة, وان عدد المواطنين الذين توثق استشهادهم بالاسماء او الصور او الاشرطة المصورة بلغ62 شخصا. واعتبر الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية في بيان أمس ان عمليات القتل العشوائي في قري الساحل السوري تأخذ بالتدريج طابع عمليات تطهير عرقي شبيهة بتلك التي قامت بها القوات الصربية في البوسنة قبل عقدين. ودعا الائتلاف مجلس الامن الدولي الي الانعقاد فورا, لإصدار قرار ملزم يدين بشدة مجازر النظام هذه, ويعتبرها جرائم إبادة جماعية.