عاد الفريق الأول لكرة القدم بالزمالك لفصوله الباردة جدا والمزعجة للغاية وحرق دم جماهيره من جديد ووضعها علي نيران الانتظار لما تسفر عنه مواجهة العودة مع سان جورج الإثيوبي بعدما فرط في كل فرص الفوز علي منافسه في لقاء الذهاب الذي أقيم مساء أمس في دور ال16 لبطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري في ستاد الدفاع الجوي واكتفي بتعادل هزيل غير مريح مع المنافس1 1 لتصبح فرصه في التأهل لدور الثمانية دوري المجموعتين غاية في الصعوبة. وباتت مهمة الزمالك في تخطي سان جورج غير سهلة بعدما أكدت المباراة أنه منافس صعب بعدما أحرج صاحب الملعب بتقدمه عليه أولا1 صفر سجله مهاجمه أوكيبي في الدقيقة18 من الشوط الثاني وإنتظر الزمالك ما يقرب من نصف ساعة حتي نجح عبد الله سيسيه في التعادل له في الدقيقة38 ليصبح الزمالك في مأزق صعب وفي حاجة لمعجزة لتخطي منافسه القوي. جاء الشوط الاول متوسط المستوي تحكم فيه سان جورج كما يريد بصرف النظر عن نسبة السيطرة التي كانت لمصلحة الزمالك ولكنها كانت سلبية لحد كبير وبلا خطورة بعدما بدا أن الفريق يلعب بدون تنظيم أو بشكل جماعي مما قلل من فاعليته في الثلث الهجومي. ولأول مرة منذ بداية الموسم يظهر الزمالك عاجزا غير قادر علي الاختراق وصناعة هجمات منظمة أو اللعب بكثافة هجومية مناسبة لضرب دفاعات سان جورج رغم أن الأخير لم يكن يلعب بشراسة دفاعية أو بصرامة في الثلث الخير بل أنه سير الأمور كما يتناسب معه وظهر وكأنه هو الذي يفرض إيقاع اللعب الذي يريده في المواجهة فعندما كان يريد سرعة متوسطة كان يفعل ويلتزم الزمالك رغما عن أنفه وحينما أراد اللعب بشكل اسرع واعلي لم يكن يتردد ولكن من حسن حظ الزمالك أن الفريق لم يعتمد علي أسلوب لعب هجومي يتميز يالسرعة رغم أنه عندما فعلها هدد مرمي عبد الواحد السيد مرتين وتدخل مساعد الحكم في ثالثة لإفساد الهجمة. ولعب الزمالك بطريقة لعبه الرقمية4 2 3 1 وبتشكيل مكون من عبد الواحد السيد وأمامه صلاح سليمان ومحمود فتح الله وأحمد سمير وصبري رحيل.. وإبراهيم صلاح ونور السيد, وعمر جابر ومحمد عبد الشافي وأحمد عيد عبد الملك.. وأحمد جعفر كرأس حربة. وفي المقابل فإن سان جورج اعتمد علي الطريقة الرقمية4 3 2 1 وبتشكيل مكون من روبرت أوتو كار.. وديابيبي وإلياس وإيزاك وعبده موتابو.. ودانيالو ووليم وتسفاي.. وديكيلي وأوكيبي.. ويوناتان. والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا كان الزمالك بكل هذا السوء في الشوط الأول رغم أنه لم يغير من طريقة لعبه ولا أسلوب الأداء بصرف النظر عن غياب محمد إبراهيم الذي لم يبدأ اللقاء للإصابة ومع الاعتراف بقدراته وتأثيره الكبير خاصة أن الزمالك كثيرا ما حقق انتصارات رائعة بدونه أو علي الاقل فإن عروضه لم تهتز لهذه الدرجة في غيابه عن الفريق. والإجابة تمثلت في ثلاثة اشياء الأول أن الزمالك لم يعتمد علي اسلوب منظم في الثلث الهجومي وإنتظر القدرات الخاصة للاعبيه لصناعة الفارق خاصة أحمد عيد عد الملك وكان من الممكن أن يكون للاعب تأثير أكبر وأقوي لولا أنه إصطدم بدفاع له من الوعي والخبرة ما منحه القوة علي مواجهته بل أنه نجح في فترات عديدة في إجباره علي الإستلام من خارج منطقة الجزاء أو الإحتفاظ بها انتظارا للمساندة والمساعدة.. والشيء الثاني تمثل في حالة ظهيري الطرف أحمد سمير وصبري رحيل وكانا في حالة غاية في السوء مما أدي لخسارة الزمالك لورقتين غاية في الأهمية في الثلث الهجومي بالإضافة إلي أن فشلهما في الثلث الهجومي أدي لعدم ضرب الزيادات الدفاعية لسان جورج سواء في الثلث الأوسط أو في الثلث الدفاعي. وآخر الاشياء التي أدت لفشل الزمالك يكاد يكون مزدوجا الأول أن الزمالك إفتقد اللاعب القادر علي صناعة اللعب في المساحات الضيقة المغلقة والتحكم في الكرة وإيقاع المباراة أو ما يطلق عليه النجم القادر علي إدارة الفريق عن إمتلاك الكرة لبناء هجمات مؤثرة خطرة.. والشق الثاني أن سان جورج بدا أن يعرف عن الزمالك الكثير ومديره الفني مايكل كروجر يتعامل معه وكأنه كتاب مفتوح مما دفعه لإغلاق المساحات علي الطرفين وفي عمق الملعب للحد من سرعات لاعبيه مثل صبري رحيل وأحمد عيد عبد الملك بدليل أن محمد عبد الشافي لاعب الوسط كان غير موجود في الشوط الأولي وغاب معظم فتراته ولم يشعر أحد بوجوده بل لولا اجتهاد عمر جابر وما بذله من جهد كبير ومحاولات للإختراق لما كانت هناك خطورة للزمالك من الأساس. ويكفي أن التنظيم الجيد لسان جورج الأثيوبي والوعي الكبير للاعبيه والدراية الكاملة لمديره الفني مايكل كروجر منحت الفريق القدرة علي أن يكون مؤثرا بشكل كبير حتي أن أول فرص اللقاء وبداية الخطورة كانت علي مرمي عبد الواحد السيد عندما إنطلق ديكيلي من الناحية اليسري مراوغا أحمد سمير ولعب عرضية رائعة أمسكها عبد الواحد السيد بإقتدار رغم صعوبتها وإرتفاعها الصعب علي الحراس. ورغم أن الزمالك شن هجمة في الدقيقة12 وبعد هجمة سان جورج مباشرة عندما تسلم أحمد عيد عبد الملك الكرة من علي حدود منطقة الجزاء وراوغ وسدد كرة قوية مرت من فوق العارضة وهي الوحيدة للاعب حتي خروجه في الشوط الثاني فإن الزمالك لم يجتهد ولم تكن الفرصة دافعا له للمزيد من الضغط علي منافسه بل علي العكس فإن سان جورج هو من عاد للتهديد والهجوم وكاد يسجل في الدقيقة19 عندما تلقي ديكيلي كرة ضرب بها دفاع الزمالك بسرعته وإنفرد تماما بعبد الواحد السيد الذي أحسن توقيت خروجه لملاقاته ليسدد المهاجم ويتصدي لها الحارس باقتدار وبكفاءة عالية غير عادية. ولم يكن في الشوط الأول أي إثارة علي الإطلاق من الزمالك ولا محاولات من لاعبي الزمالك في ظل حالة الشرود من كل أوراقه الرابحة في مقدمتهم صبري رحيل وأحمد سمير وأحمد عيد عبد الملك والوحيدة التي كانت فيها رائحة خطورة تمثلت في تسديدة لأحمد جعفر أمسكها الحارس باقتدار لينتهي الشوط الأول بالتعادل صفر صفر. واضطر البرازيلي جورفان فييرا لإجراء تعديله الأول في الفريق بسحب أحمد سمير والدفع بحازم إمام ليلعب جناح أيمن ويتحول اسلوب لعب الزمالك تماما وتصبح طريقته الرقمية34-3 بوجود ثلاثة مهاجمين هم أحمد عيد عبد الملك وأحمد جعفر وحازم إمام. ولم يمض الكثير من الوقت حتي نجح أحمد عيد عبد الملك في الإختراق من الناحية اليسري ولعب عرضية رالئعة في أقصي اليمين يقابلها عمر جابر مباشرة بقدمه تمر بجوار القائم بقليل ولكنها منحت الزمالك الكثير من الثقة حتي في شكله التنظيمي بعدما فتح عرض الملعب ولكن بقيت المشكلة في اللاعب القادر علي صناعة اللعب من العمق خاصة وأن محمد عبد الشافي لم يكن في حالته علي الإطلاق وهو ما دفع البرازيلي جورفان فييرا لإجراء تعييره الثاني بسحب صبري رحيل وإعادة محمد عبد الشافي لمركزه كمدافع أيسر ونزول عبد الله سيسيه كراس حربة ثاني ليزيد من كثافته الهجومية بشكل كبير. وعلي عكس المتوقع وسير المباراة يخطئ صلاح سليمان في تمرير كرة بالقرب من دائرة الوسط ليقتنصها أوكيبي ويسيطر عليها وينطلق دون ضغط من أحد خاصة أن محمود فتح الله كان علي خط واحد مع المهاجم الذي تفوق بفارق السرعة وينفرد بعبد الواحد السيد ويسدد كرة قوية زاحفة علي يمين الحارس مسجلا هدف سان جورج. ويهاجم الزمالك بكل خطوطه ويتألق عبد الله سيسيه تماما في وجود محمد إبراهيم وحازم إمام وينجح محمد إبراهيم في الدقيقة37 في صناعة الفارق عندما مر من عبده كوتابي ولعب عرضية رائعة من الناحبة اليمني علي القائم الأول يقتنصها عبد الله سيسييه بإجادة ويسددها داخل المرؤمي مسجلا هدف التعادل. ويستمر ضغط الزمالك ويبدأ مسلسل الفرص الضائعة التي يعد بطلها عبد الله سيسيه الذي ضرب رقما قياسيا في إهدار الفرص التي بدأها في الدقيقة38 عندما تلقي تمريرة قطرية من محمود فتح الله لعبها براسه إرتطمت بالعارضة والثانية في الدقيقة الأولي من الوقت بدل الضائع عندما إنفرد وأنقذ الحارس والثالثة في الدقيقة الخامسة وحولها الحارس لضربة ركنية لينتهي اللقاء1 1 وتصبح مهمة الزمالك صعبة في العودة للصعود لدور الثمانية.