والله الذي لا إله غيره سوف نسأل جميعا عن المأساة التي يعانيها الشعب السوري البطل. ليس مطلوبا من الأفراد أن يحملوا السلاح ليقاتلوا الجيش السوري المجرم الموالي للأسد جنبا إلي جنب مع المواطنين السوريين, ولا نطالب الشعوب العربية المأزومة أن تقتطع من قوتها لإمداد المعارضة المسلحة بالمؤن والذخائروالسلاح, فهذه أمور تتكفل بها حكومات ومعلقة في رقبة المجتمع الدولي المنافق, ولكن الحد الأدني المطلوب من العرب والمسلمين كأفراد أن يحسنوا استقبال اللاجئين السوريين في بلادهم, ويوفروا لهم المأوي والمأكل والمشرب والعمل كل بقدر طاقته. المآسي السورية مجلد ضخم يتسع لملايين القصص المؤلمة, حكايات عائلات نزحت وتركت وراءها كل شيء ولم يعد أمامها إلا مصير مجهول ومعاناة لا تنتهي. عائلة سورية لاجئة في تركيا اضطرت للإقامة في حظيرة حيوانات تملكها سيدة تركية فاضلة لأنها وجدت فيها الأمن الذي لم تجده في وطنها, هذا أقصي ما استطاعته هذه السيدة المحترمة, إلا أن أفراد الأسرة وبينهم8 أطفال يعانون الجوع, فيما بطون أثرياء وفقراء العرب تعاني التخمة وزيادة الوزن. المكان الذي تسكنه مريم وأولادها الثمانية الفاون من جحيم القصف في إدلب, تشاركهم الإقامة فيه حيوانات ودجاج وأبقار, وعليهم أن يتدبروا أمور الطبخ والنوم واللعب والاستحمام بين الحيوانات والطيور!! أفراد الأسرة المكلومة هربوا من الموت تحت القصف إلي الموت البطيء, خرجوا من مدينتهم خائفين حفاة, وتركوا وراءهم كل شيء حتي ملابسهم, ووصلوا إلي تركيا صفر اليدين, يعيشون علي هبات ومساعدات فاعلي الخير إن وجدوا طعاما أكلوا وإن لم يجدوا جلسوا ينتظرون الفرج بلا حيلة. أسرة مريم نسيت معني الشبع! جحيم من نوع جديد, ولا سبيل أمامهم إلا مقاومة الجوع والفقر والعوز.. تبا لنا جميعا. الحظيرة هي كل ما تملكه السيدة التركية ولكنها لا تملك مدارس لتعليم الأطفال, ولا تسمح ظروفها بإطعاهم طول الوقت..هذا حال أسرة سورية من ضحايا الأسد, مجرد عينة للمعاناة التي كتبت علي الشعب السوري بسبب الديكتاتور. هؤلاء الأطفال لم يتصورا يوما أن ينحدر بهم الحال ليتركوا مقاعد الدراسة في فصولهم ويقضوا وقتهم في زريبة بهائم, لكن ماذا بعد القهر إلا الهوان, وماذا بعد الهوان إلا الذل بسبب تقاعس أمة عن نجدة شعب في محنة؟ سندفع ثمن لا مبالاتنا يوما,إن لم يكن في حياتنا ففي يوم المشهد العظيم وقد ينتهي بنا الحال إلي حظيرة حيوانات.. سلم يارب. رابط دائم :