أثار قبول الكاتب الهندي اميتاف جوش, والأدبية الكندية مارجريت أتوود لجائزة دان دافيد الاسرائيلية استياء عدد من الأدباء والأكاديميين المهتمين بالشأن العربي, والمناصرين للقضية الفلسطينية في الداخل الخارج. كانت ادارة الجائزة التي تمولها جامعة تل أبيب الاسرائيلية بالتنسيق مع مؤسسة دان دافيد, قد اعلنت عن فوز كل من أتوود وجوش علي الجائزة التي تمنح لكتاب وعلماء ومفكرين لهم تأثير واحد من مجالات الثقافة, أو التكنولوجيا, أو العلوم, ومن المقرر أن يحصل الكاتبان علي الجائزة التي تبلغ قيمتها مليون دولار, بالمناصفة في التاسع من مايو باحتفالية بمقر المؤسسة بتل أبيب. وانتقد رئيس اتحاد الكتاب المصري محمد سلماوي الموقف التي اتخذه الكاتبان اللذان يحظيان باحترام وتقدير كبيرين في مصر والوطن العربي, وخصوصا أميتاف جوش الذي عاش بمصر أكثر من خمس سنوات وألف كتابا هو في الأرض القديمة عن مصر قائلا: في الحقيقة الموقف يدعو للدهشة, لأن اميتاف من الناس الملمين بطبيعة الوضع في الشرق الأوسط, وعاش في مصر لفترة طويلة, رفضه للجائزة كان فرصة للفت النظر لممارسات الادارة الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وفرصة للتأكيد علي محاصرة ومقاطعة اسرائيل ثقافيا كلما استمرت في هذه الممارسات, لذلك فأنا أدعو كل اصدقائه في مصر أن يرسلوا خطابات ليعربوا عن رفضهم وخيبة أملهم من قبول الجائزة من دولة تنتهج سياسية لا يقرها الضمير العالمي. كما ذكرت صحيفة تايمز أوف انديا الهندية في تقرير لها الخميس أن الكاتبين قد تلقيا عددا من الرسائل والايميلات المنددة بموقفهما, من عدد كبير من الجماعات الأكاديمية المناصرة للقضية الفلسطينية من الهند وباكستان والولايات المتحدةولندن وغيرها, منها الحملة الأمريكية المقاطعة الأكاديمية والثقافية لمقاطعة اسرائيل, والبريطانية للجامعات الفلسطينية. وكتب الناشط الفلسطيني المستقر بلندن حاليا الي أتوود في خطاب نشره علي الموقع الإلكتروني للحملة الأمريكية للمقاطعة جاء فيه: تمسكي بموقفك, وكوني مثالا للمثقفين المحترمين. كما أرسلت اللجنة البريطانية للجامعات الفلسطينيةBRICUP بيانا علي رأسه الباحث البريطاني هايم بريشتيث بجامعة ايست لندن, والبيولوجي دافيد بيج الي جوش جاء فيه: من الصادم أن يكون المروج للكولونيالية الاسرائيلي كاتبا كنا نعتقد أن رسالته تصوير الخراب الذي خلفه الاحتلال في القرن التاسع عشر والعشرين.. نرجوك أن تفكر مرة أخري. واميتاف جوش من مواليد1956 بمدينة كالكاتا بالهند وحصل علي الدكتوراه في الانثربولوجيا, ويقيم حاليا في نيويورك سيتي حيث يعمل أستاذا للأدب المقارن بكوينز كوليدج, واستاذا زائرا بجامعة هارفارد, ومن أشهر أعماله الروائية: دائرة العقل, خيوط الظل, القصر الزجاجي, المد الجائع, بلد المستنقعات, وغيرهم, حصلت روايته دائرة العقل علي جائزة ميديسيس للأعمال الأجنبية عام1990 م, بينم حصلت روايته خيوط الظل الصادرة عام1992 علي جائزة ساهيتيا وهي أرفع جائزة أدبية في الهند, كما حصلت روايته كروموزوم كالكاتا الصادرة عام1995 علي جائزة آرثر كلارك عام.1997 وكان جوش قد رد علي هذا الهجوم في ايميل نشره الموقع نفسه قال فيه: الجائزة تمنحها جهة أكاديمية بالتنيسق مع مؤسسة مستقلة, ولا تمنحها دولة اسرائيل نفسها.. كما أنني لا أعتقد بجدوي الحظر والمقاطعة في الأمور التي تخص الثقافة والعلم. وردا علي التفسير الذي ساقه جوش, قال سلماوي: ليس شرطا أن يمنح نتانياهو بنفسه الجائزة حتي نرفضها, عندما كانت حكومة جنوب افريقيا تنتهج سياسة تعسفية داخلية, قاطعها العالم كله.