انطلق أمس تحت رعاية الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية اللقاء الأول للمنتدي المصري للسياسة الخارجية, تحت عنوان:( رؤية جديدة للسياسة الخارجية المصرية). وذلك بمشاركة وزارة الخارجية المصرية والمجلس المصري للشئون الخارجية وعدد من الأكاديميين والمفكرين وممثلي المصريين بالخارج. وشمل اللقاء ثلاث جلسات, الأولي تناولت الرؤية الكلية للسياسة الخارجية المصرية, والثانية حول الإستراتيجية المرحلية للسياسة الخارجية, والثالثة حول العمل البحثي في مجال السياسة الخارجية. و تنظمه وحدة العلاقات الخارجية برئاسة الجمهورية. وقال الرئيس مرسي في كلمته: إنالجلسة الأولي للمنتدي تأتي في إطار جلسات تطوير الصياغة الثالثة لرؤية السياسة الخارجية التي تقودها مؤسسة الرئاسة بشكل رسمي و دستوري موضحا أن الصياغة الأولي تمثلت في الرؤية الحزبية التي تشكلت أثناء تأسيس حزب الحرية و العدالة و توليتي رئاسته وتم تطوير هذه الرؤية في برنامجي الانتخابي للرئاسة من خلال صياغة ثانية. وقال اليوم أقدم إليكم النسخة الثالثة من هذه الرؤية التي تم بناؤها من خلال جهد بحثي كبير تواصل خلال الأشهر الستة الماضية, بالإضافة إلي عدد من ورش العمل التي جاوزت الثلاثين جلسة,.. تمت خلالها دعوة مساعدي وزير الخارجية المختصين و مسئولي الملفات الأساسية في وزارة الخارجية والجهات الوطنية المختلفة منها جهاز المخابرات المصرية والوزارات المعنية ولجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشوري, بالإضافة إلي عدد من المتخصصين من أساتذة العلاقات الدولية و القانون الدولي بعدد من الجامعات المصرية. وأضاف الرئيس أنه تمت دعوة المختصين من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية اعتمادا علي الكفاءة والخبرة كمعيار أساسي, كما تم التواصل بشأنها مع بعض المراكز البحثية المتخصصة ذات السمعة العلمية المتميزة. وأعرب الرئيس عن امله في توصل المنتدي لرؤية السياسة الخارجية المصرية بشكل عام وإزاء بعض القضايا الحيوية بتركيز خاص,..مؤكدا أن مؤسسةالرئاسة تري ضرورة توسيع نطاق المناقشة حولها بين المتخصصين,.. والانتقال بها إلي بعد آخر إلي جانب البعد المؤسسي وهو البعد المجتمعي الأشمل بهدف إضافة جوانب جديدة تتصل بفئات المجتمع المختلفة لا تتضمنها الرؤي المؤسسية للسياسات و مراعاة لاستقامة هذه الرؤية مع توجهات الرأي العام. وأكد الرئيس أن اللقاء انطلاقة لمركز فكري رسمي أطلقنا عليه المنتدي المصري للسياسة الخارجية, يتواصل مع جميع المراكز البحثية الفاعلة في مجال السياسة الخارجية في مصر ويشكل معها أساسا لدعم اتخاذ القرار وبنائه علي الدراسة العلمية, وإشراك أهل الاختصاص علي مختلف المستويات.. والتواصل مع المجتمع من خلال فعاليات تضم ممثلي النقابات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال وطلبة الجامعات وغيرهم من فئات المجتمع التي نري ضرورة إشراكها في عملية صنع السياسة الخارجية وتنفيذها بحيث تنسجم الحركة المصرية الخارجية بمختلف مستوياتها وتوظف فيها الأدوات الرسمية وشبه الرسمية والشعبية بشكل متكامل. وقال الرئيس إن مؤسسة الرئاسة إذ تقدم التوجيه السياسي العام وفقا لرؤية فكرية وسياسية يحملها أفرادها فإنها تدرك حجم المسئولية الملقاة علي عاتقها في قيادة مجتمع كامل متعدد التوجهات, وتري في اختلاف الآراء والأفكار إثراء لمشروع تغيير حقيقي تسعي مخلصة في تحقيقه علي كل المستويات بالاستعانة بكل أبناء الوطن. وأوضح الرئيس في كلمته: اننا إذ نطرح الرؤية الرسمية لمؤسسة الرئاسة بهدف المناقشة والتنقيح والإضافة والنقد البناء ننطلق من إيماننا الراسخ أن المجتمع المصري بكل تنوعاته واتجاهاته أصبح شريكا أساسيا في رسم وتوجيه السياسات العامة في وطننا الحبيب مصر بعد الثورة, ومن حرصنا الأكيد علي أن تخرج الرؤية الرسمية للسياسة الخارجية المصرية في صورتها النهائية مكتملة الأركان, واضحة الاتجاهات, حاملة للهموم الوطنية المصرية, حامية لمصالحها العليا, ومعبرة عن المشترك المتفق عليه من كل أطياف الشعب المصري العظيم علي اختلاف توجهاته و انتماءاته الفكرية والسياسية. وقال الرئيس: إنني علي ثقة أننا جميعا ندرك حجم التحديات الجسام التي تواجهنا في مهمة إعادة بناء مؤسسات الدولة المصرية بعدما أصابها من تشوهات علي مدار عدة عقود مضت.. لنرتقي بها إلي مستوي الاحترافية والكفاءة المطلوب لبناء الدولة المصرية الديموقراطية الحديثة التي ننشدها جميعا.. وإنني علي ثقة كذلك أننا ندرك وجود الاختلافات والتباينات في الرؤي والأفكار بين عدد من التيارات الموجودة في الحياة السياسية المصرية اليوم.. ولكنني في ذات الوقت أؤمن.. وأتمني أن تشاركونني جميعا الرأي.. أن حسن إدارة هذا التنوع والاختلاف يحوله إلي مظهر صحي للحراك السياسي.. وإلي مصدر ثراء للحراك المجتمعي نستطيع بالحكمة وبإعلاء المصلحة العليا للوطن في أثناء هذه المرحلة الفاصلة من تاريخه أن نستفيد منه وأن نوظفه للصالح العام لبلادنا وشعبنا بإذن الله تعالي وتوفيقه. وقال الرئيس: انه من هذا المنطلق فإنني علي يقين أن مشاركاتكم القيمة سترقي بهذه الرؤية المطروحة علي حضراتكم وتصقلها لتصبح جديرة باعتمادها كمنطلق للسياسة الخارجية المصرية الجديدة الطامحة إلي بناء قدرات مصرية حقيقية.. تمكننا من بناء منظومة علاقاتنا الخارجية علي أسس ثابتة من الندية والاحترام المتبادل و حماية المصالح الوطنية.