جاء نشر معلومات سرية عن انتحار العميل الاسترالي اليهودي بن زيجير أو الملقب بالعميل* ليوجه لطمة للاستخبارات الإسرائيلية التي فشلت في التستر علي وجود العميل في أحد سجونها السرية. ويعد انتحار زيجير لغزا كبيرا يصعب فهمه, فكيف يتحول زيجير من عميل إسرائيلي يخدم مصالح الموساد إلي سجين أمني يحتجز في سجن سري شديد الحراسة, وهل كانت زيارته لإيران أو سوريا سببا في ذلك؟ وهل تم تجنيده من قبل أي جهة هناك؟.. ولماذا أمرت الحكومة الإسرائيلية بمنع النشر في هذه القضية؟.. والسؤال المهم: هل مات منتحرا أم مقتولا؟! وجاء الإعلان عن انتحار زيجير الذي كان يعمل لحساب الموساد قبل اعتقاله بعامين, ليتسبب في فضيحة لإسرائيل التي أكدت في البداية أنه ليس لها أي علم بمكان وجوده, ثم تراجعت بعد ذلك لتعترف بأنه انتحر شنقا داخل أحد سجونها السرية, وهو ما يسلط الضوء علي ملف السجون السرية التي تعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان. ويأتي إخفاء إسرائيل القضية ليسبب أزمة دبلوماسية بينها وبين استراليا, التي تعلم أن إسرائيل تقوم منذ سنوات بتجنيد اليهود الاستراليين للعمل لحساب الموساد وخدمة مصالحه. وتساءلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية: هل كانت خيانة زيجير للكيان الإسرائيلي وراء اعتقاله؟.. مشيرة إلي أن المخابرات الإسرائيلية وضعت ثقتها في العميلX لأنه كان يزودها بمعلومات غاية في السرية والحساسية, وسرعان ما انقلبت عليه, وجاءت سفريات زيجير بجوازات سفر استرالية لسوريا وإيران ولبنان, ليثير شكوك استراليا التي سارعت باستجوابه للاشتباه في ضلوعه في أعمال ضد مصلحة البلاد, لكنها أفرجت عنه حتي يلقي مصيره في سجون الاحتلال. وأجابت صحيفة الجارديان البريطانية عن هذه التساؤلات, مشيرة إلي أن سبب اعتقال زيجير يرجع إلي محاولته تسريب معلومات سرية عن كيفية القيام باغتيال القيادي بحركة حماس محمود المبحوح, الذي اغتيل عام2010 في دبي, وهو ما جعل إسرائيل تهرول لإلقاء القبض عليه قبل أن يفضح مخططاتها في اغتياله. ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي تخفي فيها ملفات سجناء سريين, بل أخفت إسرائيل الكثير من قضايا المعتقلين في قضايا تجسس, كما أخفت عن أنظار العالم أشكال العذاب الذي يتعرضون له.