مرة بعد مرة تجرنا مباريات كرة القدم الي التحدث عنها واستعراض ما حدث فيها ولعل المباراة القمية الاخيرة بين الزمالك والاهلي بما احاط بها من ايجابيات وسلبيات تعتبر مادة خصبة لأقلام وألسنة الاعلاميين في الصحف والقنوات الفضائية وتدفعني للإدلاء بدلوي في وقائع هذه القمة. ابدأ القول بأن السلوك الاخلاقي الذي لازم هذه المباراة من اهم ايجابيات الحدث اذ ان تلاقي المديرين الفنيين الحسامين البدري وحسن وتصافحهما وذهاب حسن الي دكة البدلاء للنادي الاهلي ومصافحة كل من يجلس عليها والحديث الودي الذي جمع بين العميدين.. كل هذا جعل الجماهير من الناحيتين يتأسون بهذه الاسوة الحسنة وتقل بل تكاد تنعدم الهتافات البذيئة المعادية لكل فريق ليخرج اللقاء نظيفا لا تشوبه شائبة. ساعدت علي ذلك حيادية الحكم وقوة شخصيته والتزام اللاعبين بقراراته دون ادني اعتراض.. ومع انطلاق صافرة البداية حدث مالم يتوقعه احد.. هجوم كاسح للفريق الابيض اسفر عن هدف رائع بعد دقيقتين فقط من البداية..وظلت امواج الهجوم المستمر التي قادها شيكا بالا حينا وحسين ياسر حينا آخر لفترة طويلة بدا فيها المارد الاحمر كالمخدر الذي لا يعرف اين تقوده قدماه.. معظم تمريراته تذهب الي المنافس ليبدأ بها طوفان الهجوم الي ان أفاق علي تسجيل هدف التعادل بخبرة ودراية المتعب.. ويبدأ سجال الهجوم المتبادل هنا وهناك الي ان يحقق الابيض تسجيل الهدف الثاني.. وتزيد حلاوة المباراة.. واثارتها ويحاول الاحمر باستماتة ادراك التعادل الي ان يحققه قبيل النهاية ليتعادل الفريقان للمرة الثانية وينتهي الشوط الاول. في الشوط الثاني تقل حرارة اللقاء الا انه لم يخل من الاثارة التي بعثها الهدف الثالث الذي احرزه عبد الشافي اللاعب الابيض.. وينتهي الوقت الاصلي ويستعد انصار البيض لاقامة احتفالات النصر علي الغريم الابدي ولكن اللاعب بركات يفاجيء الجميع بإحراز هدف التعادل الذي اصاب البيض بصدمة غير عادية قضت علي احلامهم بليلة بيضاء يجوبون فيها الشوارع والاحياء احتفالا بالنصر علي متصدر الدوري نأتي الي السلبيات ولعل ابرزها محاولة اتهام بركات بقيامه بإشارات شائنة لجماهير الزمالك بعد احراز الهدف الاخير.. واتساءل: ما المقصود بإثارة اتهام اللاعب الخلوق بهذا الفعل الشائن؟ هو بلا شك عصبية بيضاء من جراء التعادل الصادم للامال ومحاولة منع الجماهير الحمراء من الاستمتاع بحرمانهم من نصر تبدد.. ويأتي قرار لجنة الانضباط بعدم توجيه اي اتهام للاعب ليكشف مدي ماتبثه قلة حاقدة من سموم التعصب والانحراف. [email protected]