سمع الجميع أصوات طلقات الرصاص في قرية أولاد خلف بسوهاج تدوي بغزارة في الظهيرة من ناحية مساكن عائلة الضواحي وظن الجميع في بادئ الأمر أن العائلة تحتفل بمناسبة سعيدة كالزواج أو النجاح أو غيرها من المناسبات التي لا تستدعي إطلاق نيران بهذا الشكل من الأسلحة الآلية كعادة أبناء الصعيد في التباهي بحيازة الأسلحة وحيازة كل جديد منها.وبعد دقائق سمع الجميع صرخات وعويل النساء.. تلك الأصوات التي لا تنطلق إلا في حالات وقوع قتلي وهرع الجميع إلي مكان الحادث حتي تبين لهم أن مشاجرة نشبت بين أبناء العائلة بسبب خلافات الجيرة وفتح كل منهما نيران بنادقه علي الآخر سقطت احدي فتيات العائلة قتيلة غارقة في دمائها بطلق ناري وهو الأمر الذي جعل الجميع يضرب كفا بكف في القرية لأن سقوط قتيل في المشاجرة ينذر بأن هناك جولات أخري من الصراع. مرت الشهور سريعا وقضت المحكمة بإدانة القاتل صبري أحمد وحكم عليه بالحبس المشدد خمسة عشر عاما بتاريخ3 فبراير2012 م بينما بقي جرح مقتل الفتاة امال ذات الثمانية عشر ربيعا مؤلما في قلب الأب سليم عبدالرحيم ليس فقط لفقدان ابنته وفلذة كبده ولكن أيضا لمبدأ الثأر الذي فرضته العادات والتقاليد الصارمة بوجوب الانتقام من القاتل وأقاربه حتي وإن دخل السجن واقتص القانون له.. فقانون القرية لايرحم ضعيفا خائفا أو قويا متسامحا لا يقدر علي الأخذ بثأره مهما صغر الضحية أو كبر القاتل. كانت النيران تشتعل بين جوانح الأب ورغم ذلك كان قادرا علي إطفائها وكبح جماحها ولكنه لم يستطع لملمة جراح باقي العائلة واض ر إلي الرضوخ إلي قوانين العائلة والتخطيط للأخذ بالثأر.ولما حانت اللحظة الحاسمة حمل الجميع سلاحه واستعد لمعركة رد الشرف معتبرين أنها يوم الكرامة وكمن الأب سليم عبد الرحيم60 سنة ونجله عبد الرحيم وأبناء عمومتهم طيار عبد الحميد, وجابر محمد لأقارب القاتل الذي يقضي عقوبة السجن وأمطروهم بوابل من الأعيرة النارية ليسقط محمد أحمد47 سنة عامل جثة هامدة بعد إصابته بطلق ناري بالرأس بينما أصيب شوقي راشد45 سنة موظف وشقيقه عاطف50 سنة بكسر بعظام جنبه الأيمن وكذلك أصيب ابن عمهم إسلام رشيد21 سنة طالب بطلق ناري بالقدم. ليبدأ بذلك فصلا جديدا من مسلسل لم ولن ينتهي في القرية تتخذه الأجيال رواية يتحاكي بها الأجداد للآباء ويسردها مجددا الآباء للأبناء والأحفاد حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا. كان اللواء محسن الجندي مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج قد تلقي إشارة من مستشفي دار السلام المركزي تفيد بوصول, محمد أحمد مصطفي47 سنة عامل لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله للمستشفي متأثرا بجراحه فانتقل علي الفور المقدم سامح محيي الدين رئيس مباحث المركز بإشراف العميدين الحسن عباس ومحمود العبودي مدير ورئيس المباحث الجنائية لمكان الواقعة وبسؤال المصاب الثاني اتهم والد الفتاة بإطلاق عيار من سلاح ناري كان بحوزته نحوه مما نتج عنه إصابته وقيام باقي المتهمين بإطلاق أعيرة من أسلحة نارية كانت بحيازتهم تجاه ابن عمه نتج عن وفاته وإصابة الباقين. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي صرحت بدفن الجثة بعد تشريحها وأمرت بسرعة ضبط وإحضار المتهمين والسلاح المستخدم في الواقعة وتولت التحقيق.