في الوقت الذي تعاني فيه معظم القري في ريف مصر من النقص في جميع مرافقها الاساسية وتشكو من الشكوي من تجاهل الدولة وعجزها عن إنشاء بنية تحتية لتزويدها هذه القري بالخدمات الاساسية التي توفر لمواطنيها حياة ومعيشة آدمية مثل سكان المدن فإن قرية سامول التابعة لمركز المحلة الكبري وتبلغ مساحتها نحو630 ألف متر ويصل تعداد سكانها إلي30 ألف نسمة تختلف كليا وجزئيا عن هذه القري بعد أن قرر أبناؤها وجميع سكانها عدم الاستسلام للأمر الواقع والوقوف مكتوفي الأيدي في انتظار عطف الدولة مثل بقية القري الأخري, حيث قرر أبناؤها خوض تجربة مضيئة وعملية وايجابية لتحقيق حياة معيشية جيدة ومتحضرة من خلال وضع خطة متكاملة لإقامة وإنشاء وتطوير جميع المرافق الاساسية والحيوية اعتمادا علي جهود أبناء سكان القرية الذاتية وذلك من خلال جمع التبرعات والاعتماد علي المجهود الجسماني والبدني والذهني لقيادات القرية التي وضعت هدفا أمامها للانتقال من حياة العصور الوسطي البدائية إلي حياة حديثة, ومتحضرة, حيث كانت البداية مع المرافق الاساسية مثل الصرف الصحي وإقامة المدارس بجميع مراحلها وإنشاء وحدة اسعاف وغسيل كلوي وسجل مدني وتضامن اجتماعي ومكتب بريد وغيرها من المشروعات المهمة والتي خففت الكثير من الأعباء عن جميع سكان القرية. والتقي الأهرام المسائي مع درويش عبدالسلام عمدة قرية سامول للتعرف علي هذه التجربة المضيئة والتي حولت القرية إلي قرية نموذجية. أكد العمدة بان قرية سامول كانت مثل بقية القري الريفية العادية التي لاتزال تشكو وتستغيث من نقص في جميع مرافقها الخدمية ولكن أهالي وسكان سامول لم يستسلموا للأمر الواقع وأعلنوا التمرد علي الوضع المتردي خاصة ان معظم سكان وشباب وقيادات القرية من المثقفين والمتعلمين وتحت شعار اخدم نفسك بنفسك تحرك الجميع معا يدا واحدة وتم وضع خطة للنهوض بالقرية وتطويرها واستغلال مجهودات أبنائها, حيث بدأنا بتقسيم القرية البالغة مساحتها150 ألف فدان إلي أربع مناطق وتم تشكيل أربع لجان كل لجنة مسئولة عن منطقة من المناطق الاربع لتحديد الاماكن المناسبة للمشروعات التي قررنا إقامتها وتنفيذها ثم بدأنا بجمع التبرعات المالية, حيث تبرع كبار واعيان القرية بأكثر من قطعة أرض لإقامة المشروعات الاساسية والمهمة وبالفعل بدأنا التجربة بتبرع بكميات كبيرة من الحديد والأسمنت والرمال والبعض تبرع بمبالغ نقدية وكانت لاتقل عن مائة جنيه, كما كان البعض يتبرع بالمحاصيل الزراعية مثل القمح والذرة والأرز, وقد تم استغلال المبالغ المالية بعد ان نجحت الخطة في إقامة العديد من المشروعات منها مشروع الصرف الصحي الذي يخدم القرية بأكملها واصبح يغنيها عن البيارات البدائية وعربات الكسح, كما انتهينا من مشروع المدارس بعد إقامة مدرسة ابتدائي واعدادي وثانوي عام وثانوي تجاري وفي نفس الوقت إقامة المعاهد الأزهرية بمراحلها الثلاث, بالإضافة لمعهد أزهري خاص بالفتيات فقط, كما تم إنشاء سنترال للقرية وسجل مدني خاص ووحدة شئون اجتماعية وتنمية مجتمع ومركز شباب, بالإضافة إلي إقامة وحدة اسعاف في مدخل القرية وشراء سيارتين للاسعاف مجهزتين طبيا لنقل أي حالة طارئة خارج القرية للعلاج والاسعاف. واضاف أشرف الشامي من أبناء القرية والمشاركين بالجهود الذاتية والمادية في تطوير القرية انه تم استغلال مساحة من المستشفي المتكامل بالقرية وإنشاء وحدة للغسيل الكلوي بجهود ذاتية كاملة وتم تذويدها بستة أجهزة للغسيل الكلوي وجار حاليا شراء ستة أجهزة أخري للتخفيف عن أهالي القرية الذين كانوا يتحملون أعباء ومشقة التوجه إلي مستشفي المحلة الكبري أكثر من مرة أسبوعيا لاجراء عمليات الغسيل الكلوي, كما اقمنا مقرا بالقرية لسداد فواتير الكهرباء والمياه, كما تم إنشاء مستودع لاسطوانات الغاز يتم توزيعها علي أهالي القرية بالبطاقات بعد تخصيص حصة من اسطوانات البوتاجاز للقرية. بينما يقول الحاج جمال القزاز رئيس احدي اللجان الأربع المشرفة علي مشروعات القرية انه تم توفير قطعة أرض فضاء لإقامة وحدة اطفاء وجار التجهيز حاليا لتنفيذها لمواجهة الحرائق.