زواج علي أعتاب شمهورش

لم يكن الأب المكلوم يتخيل أنه سلم ابنته بيديه لمن لا يرحم ووضعها تحت أنياب الذئب بنفسه لكي يلتهمها ويقتل معها أحلامه في أن يراها عروسا يزفها لمن يختاره ويقدرها حق قدرها,
بعد أن تشفي من مرضها الذي جعله يتردد بها علي جميع المستشفيات والأطباء بدولته السعودية ولم يعرف أحد سببا لمرضها حتي أرشده الأصدقاء إلي أن ما يصيب ابنته ليس مرضا عاديا ولكنه سحر آلم بها وأقنعه بذلك وبدأت رحلة التردد علي السحرة والمشعوذين والدجالين والمشايخ‏.‏لم يترك الأب بابا يري فيه شفاء ابنته حبيبة قلبه إلا وطرقه‏,‏ وأنفق آلاف الجنيهات ولم يبخل عليها إلي أن جاء إلي مصر بعد أن عرف ان بها من المشايخ من يتمكن من علاج ابنته‏,‏ قدم باسم إلي القاهرة و بصحبته ابنته الشابة الجميلة مشاعل‏23‏ سنة ومكث بها عدة أيام يسأل عن شيخ من أهل الثقة يتمكن من تقديم العلاج لابنته فأرشده نفر من الناس إلي أنه يوجد بسوهاج شخص يستطيع علاج ابنته من أي سحر‏,‏ لم يتردد الأب لحظة واستقل سيارته مسرعا وتوجه إلي مركز البلينا بسوهاج وعرض ابنته علي الشيخ الذي يتحاكي عنه الناس وبالكشف علي مشاعل قال له الشيخ إن البنت غير مسحورة ولكنها مصابة بمس جني ومن الضروري أن تظل في منزله عدة أيام لأن علاج المس يتطلب أسابيع وجلسات مطوله‏.‏
اقتنع الأب بحديث الشيخ ثم ترك ابنته معتقدا أنها في أيد أمينة تتلقي العلاج في رعاية الشيخ ويحميها من كل الناس ورجع إلي السعودية وكان يتصل بابنته يوميا للاطمئنان عليها وعلي حالتها إلي ان انقطعت أخبارها ولم ترد علي مكالماته‏.‏
انشغل الأب وكاد يموت قلقا فعاد في أول طائرة إلي مصر وذهب مسرعا إلي بيت الشيخ ليري ابنته الحبيبة وفوجئ بصاعقة قلبت حياته رأسا علي عقب ووجد ان الشيخ دمر كل معتقداته التي تخيلها وحول حياته إلي جحيم مستعر بعد أن استغل وجود ابنته في منزله لتلقيها العلاج وقام بتزويجها من ابنه بعقد عرفي وجن جنون الأب وانتابته عصبية هيسترية بعد أن ضاع حلمه في أن يري ابنته الشابة الجميلة في ليلة عرسها ويزفها لمن يليق بها‏.‏
توجه إلي مركز شرطة البلينا لتحرير محضر بالواقعة يتهم فيه الشيخ بتزويج ابنته عرفيا عن طريق السحر والشعوذة‏.‏
ترجع أحداث الواقعة عندما تلقي اللواء محسن الجندي مساعد الوزير لأمن سوهاج بلاغا من باسم‏49‏ عاما سعودي الجنسية يفيد بأنه حضر من منطقة الدمام بالمملكة العربية السعودية وأرشده أحد أصدقائه من المصريين بوجود رجل لديه دراية بشفاء الأشخاص من مس الجن بمدينة البلينا بسوهاج فحضر وبصحبته نجلته مشاعل‏23‏ عاما لعلاجها من مس الجن عند محمد‏55‏ عاما ولطول فترة العلاج قام بتركها في رعايته وبعد عودته خلال‏15‏ يوما اكتشف زواج نجلته بعقد عرفي من نجل الرجل رامي‏25‏ عاما محاسب‏,‏ وقام باسم باتهام محمد بإغواء كريمته عن طريق أعمال السحر والشعوذة بالتمرد علي أسرتها والزواج من نجله بدون الحصول علي إذن منه‏,‏ وبسؤال مشاعل قررت أنها تزوجت بمحض إرادتها تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة وباشرت التحقيق‏.‏

رابط دائم :