انقسم الشارع السكندري حول قرارات الرئيس الأخيرة في تفويض محافظي مدن القناة في توسيع أو تضييق حالة الطوارئ وحظر التجول أو حتي إلغائها, فمنهم من يري أنها مرونة من الرئيس وحسن تصرف وحكمة في تقدير الأمور, ومنهم من يري أنها جاءت لحفظ ماء وجه الرئيس بعد القائمة الطويلة من القرارات والرجوع فيها. ويقول النائب السابق والقيادي بحزب الحرية والعدالة أحمد جاد: إن هذه هي المرونة التي تعودناها من الرئيس, فحينما خيم شبح العنف والانفلات علي مدن القناة اتخذ القرار الذي انتظره الشعب بأكمله من فرض حالة الطوارئ وحظر التجول حماية لأهالي بورسعيد من المندسين والذين أشاعوا الفوضي والرعب بين الأهالي, وعندما حققت هذه القرارات أهدافها وأصبحت الأمور أكثر هدوءا أعتقد أن رئيس الجمهورية فوض المحافظين في التعامل مع حظر التجول وحالة الطوارئ حسبما تقتضي الظروف, وهذا من حقه كرئيس أن يفوض أي مسئول تنفيذي في كل أو بعض صلاحياته. أما النائب الوفدي حمادة منصور فيقول: إن الرئيس من كثرة إصدار القرارات ثم التراجع فيها خشي هذه المرة علي مظهره أمام الرأي العام وأصدر القرار بفرض حظر التجول علي مدن القناة الثلاث ثم فوض بعد يومين المحافظين في إلغاء قرارات الحظر أو تخفيفها طبقا لما يرونه تحسبا لقيامهم بإلغاء القرار فيصبح الإلغاء بعيدا عن الرئيس الذي يتراجع دائما في قراراته وذلك لحفظ ماء وجه الرئيس ثم التراجع عنها. وأضاف منصور: أعتقد أن الرئيس أصدر هذا التفويض بعدما لقي عدم تقدير من أهل القناة وعدم تنفيذ أهل القناة واستهزائهم بالقرار وخروجهم في مسيرات في أوقات الحظر فتحدوا الحظر بتنظيم دورة كروية وسهرات في مواعيد الحظر حتي إنهم قاموا بعمل دورة كروية تنشيطية بين مدن القناة الثلاث حملت اسم كأس حظر التجول. ومن جانبه يؤكد المهندس هيثم الحريري القيادي بحزب الدستور بالإسكندرية أن قرار الرئيس قرار صحيح ولكن في الوقت نفسه استمرار الرئيس في اتخاذ قرارات غير مبررة والتراجع عنها باستمرار يضعف من موقف الرئيس السياسي في الشارع المصري. وأضاف الحريري: كان من الواجب علي رئيس الجمهورية أن يبذل مزيدا من الجهد في إيجاد حل سياسي لحالة الانقسام الموجودة في الشارع المصري, وبما أنه كان من الرافضين لقانون الطوارئ في العصر البائد فكان من الأولي عليه الا يتخذ قرارا بفرض الطوارئ أو حظر التجول, مع علمه بأن قوات الداخلية لا تملك القدرة علي تنفيذ هذا القرار علي الأرض, وأن الجيش المصري لن يرفع سلاحه في وجه أبناء الوطن. أما شريف بغدادي القيادي بحزب المصريين الأحرار فيقول: هذه عبثية كالعادة لأنه لم ينظر في صلب المشاكل, إنما حاول أن يحلها بالحلول الأمنية كما كان يفعل النظام السابق, وكان من الأجدر به أن يحل المشاكل السياسية والقضائية.