ماذا تريد فرنسا شعبا وحكومة من الإسلام؟ وما سر كراهية الفرنسيين للمسلمين؟ سؤال فرضته نتيجة استطلاع رأي عام أجراه معهد إيبسوس لمصلحة جريدة لوموند أخيرا كشف أن صورة الإسلام تتدهور في فرنسا حيث اعتبر74% من الفرنسيين أن الإسلام لا يتوافق مع مبادئ وقيم الجمهورية العلمانية, واعتبر8 فرنسيين من أصل10 أن الإسلام يحاول فرض شريعته ونهجه الحياتي علي الآخرين! فيما أعلن أكثر من نصف الفرنسيين أن المسلمين متطرفون!21% من الفرنسيين وفقا لاستطلاع الرأي اعتبروا الإسلام دينا غير متسامح, بينما اعتبره39% دينا متسامحا ومنفتحا علي الآخرين. الجريدة الفرنسية استخلصت أسباب هذه الكراهية وفقا لوجهة نظرها في الوجود الكثيف للمسلمين في فرنسا, وتزايد مطالبهم السياسية والدينية, فضلا عما وصفته بالاستغلال السياسي والأيدولوجي للمسائل الدينية في فرنسا وأوروبا, وارتفاع عدد المساجد بفرنسا, ودعوات المسلمين إلي احترام ديانتهم وطريقة عيشهم في المستشفيات والسجون والمدارس والمؤسسات العامة التي اعتبرتها الصحيفة انتهاكا صارخا للنظام الفرنسي العلماني حسب الفرنسيين. ........ الفرنسيون أحرار في تقييمهم للإسلام وفي رفضه رغم أن أحدا لم يطلب منهم ذلك ورفضهم أو قبولهم للإسلام لن يقلل من قيمة مبادئه السمحة, وليس مطلوبا من الإسلام أن يتوافق مع القيم والمبادئ الفرنسية حتي يعجب الفرنسيين, وعلي الفرنسيين أن يحترموه كما هو كديانة سماوية, كما يحترم المسلمون الثقافة الفرنسية بكل ما فيها من عوار وإباحية وشذوذ ومن قيم لا تتفق مع معتقداتهم الدينية.. هذه أولي مباديء الثقافة العلمانية قبول الآخر. ثانيا: المسلمون لم يحملوا سلاحا لإجبار الفرنسيين علي اعتناق الإسلام كما فعلت فرنسا عندما نشرت لغتها وديانتها بالقوة في مستعمراتها السابقة في القارة السمراء, ولا دنسوا الكنائس الفرنسية وحولوها إلي اسطبلات للخيل مثلما فعل الفرنسيون في الأزهر الشريف خلال حملتهم علي مصر أواخر القرن ال18, ولم يرسلوا مقاتلاتهم إلي باريس لتغيير معتقدات اليمينيين المتطرفين مثلما تفعل فرنسا الآن مع المسلحين الإسلاميين في مالي. والمسلمون الفرنسيون لم يتجاوزوا الخطوط الحمراء عندما طالبوا الفرنسيين باحترام عقيدتهم. فمن هو المتطرف؟ ومن هو المتسامح؟ للحديث بقية..