سؤال سألته لنفسي في الفترة الماضية وخصوصا في حالات الوفيات الكثيرة من الفنانين الممثلون والمخرجون يعرضون بعض أعمالهم بالصوت والصورة والمؤلفون والملحنون يذيعون أغانيهم إذاعيا بالصوت وتليفزيونيا بالصورة وفي ذكراهم السنوية يحتفلون بأعمالهم أما الجنود المجهولون في جميع الأعمال الفنية فنادرا ما يأتي ذكرهم في الأعمال السينمائية والتليفزيون كل واحد ممن يقفون خلف الكاميرا ومدير التصويروصاحب البصمة الأخيرة المونتير المسئول عن ترتيب أحداث الفيلم أو المسلسل وكذلك في الأعمال المسرحية الجندي المجهول هو( الملقن) وعليه يعتمد الممثلون وأي خطأ منه يهدر أحداث المسرحية ونأتي للأعمال الموسيقية واسأل أصحاب البرامج والمؤرخين الصحفيين هل حاول أحدهم التأريخ والاحتفال بذكري الذين كان لهم دور كبير في النهضة الموسيقية والغنائية وأصبحنا بمجهودهم أصحاب الريادة في كل المنطقة العربية فهل يعرف الجيل الحالي من هو الموسيقار علي فراج صاحب وقائد أكبر فرقة موسيقية في الأربعينيات من القرن الماضي وهل يعرف الجمهور أستاذ آلة القانون سيد محمد أول رئيس فرقة تصاحب الفنانين في أضواء المدينة سنة1958 ولا ننسي أشهر عازف قانون وفرقته( الأسطول) الموسيقار عبد الفتاح منسي وعازف الكمان الأول آطال الله في عمره عطية شرارة وفي أوائل الخمسينيات ظهرت فرقتان موسيقيتان من الشباب الفرقة الأولي والذي أصبح اسمها فيما بعد( الفرقة الماسية) بقيادة الموسيقار أحمد فؤاد حسن وهذا الموسيقار الرائد من مواليد سنة1929 وعمل بالتدريس( آلة القانون) وأصبح وكيلا لكلية التربية الموسيقية وكان منظما في كل أعماله وهو صاحب فكرة الملابس الخاصة لكل فرقة حيث أن كل الموسيقيين كانوا يلبسون البدلة السوداء شتاء وصيفا يلبسون الجاكيت الأبيض والبنطلون الأسود وأصبح لهم ملبس معين شتاء وآخر صيفا بحيث يعرف المشاهدون أن هذه هي الفرقة الماسية وهنا يبدأ مشواري الفني وبسبب السؤال الذي سألني أحد النقاد الذين يكتبون ويؤرخون للراحلين من نجوم أهل الفن وقال لي إن معلوماتنا قليلة عن هؤلاء الجنود المجهولين. ومثلا لو سألتك( انت مين) قلت له معني هذا أن هؤلاء الجنود المجهولين في عالم الفن لا يستحقون الإشادة بهم وتعريف الناس بمجهودهم وعطائهم ومع ذلك سأقول لك أنا مين أنا صلاح عرام من مواليد سنة1948 يعني الموسيقار أحمد فؤاد حسن أكبر مني بسنتين وظهرت فرقته عام1952 الفرقة الماسية وظهرت بعد سنتين الفرقة الذهبية وذلك في سنة1954 وتوليت قيادتها وإدارتها أكثر من أربعين عاما وقمت بتنفيذ ألحان كبار الملحنين أمثال رياض السنباطي والقصيبي ومحمود الشريف وكمال الطويل وبليغ حمدي ومحمد الموجي وسيد مكاوي وحلمي بكر وخالد الأمير وصاحبت كل الفنانين العرب وكبار المطربين السودانيين وشاركت في جميع حفلات أضواء المدينة وليالي الشرق وليالي التليفزيون وقمت برحلات فنية في جميع قارات العالم الأمريكاتين وأوروبا وأستراليا وأفريقيا والرحلات السياسية في غرب أفريقيا وغانا واليمن وبعد ذلك تسألني( انت مين) ومشوار أحمد فؤاد حسن أكبر وأهم من مشواري وأطالب جميع المهتمين بالسيرة الفنية بأن تلقي الضوء علي هؤلاء الفنانين الذين بدونهم لا يتم العمل وحتي يتذكرهم الجيل الجديد. واختتم أحمد فؤاد حسن حياته الفنية بقيادته ورئاسته لنقابة المهن الموسيقية وكنت معه والوكيل الأول لمدة اثني عشر عاما ولم يسمع أحد أي خلاف بيني وبينه وكانت النقابة في أحسن أحوالها وأتمني أن تعود الروح الطيبة للجميع. والله ولي التوفيق الموسيقار: صلاح عرام