كشف حادث قطار البدرشين الذي وقع في الساعات الأخيرة من ليل أمس الأول وخلف19 قتيلا وأكثر من مئة مصاب, عن مزيد من العيوب القاتلة الكامنة في مرفق السكة الحديد والتي أدت إلي وقوع العشرات من الكوارث والمزيد من الضحايا دفع قطار الصعيد النصيب الأكبر من فاتورتها دماء وإصابات..علي خلفية الحادث تبحث الحكومة اليوم عن موارد عاجلة لإصلاح عيوب السكة الحديد ووقف نزيف الدماء الذي يتسبب فيها غياب عمليات الصيانة الدورية. وكشف الناجون من الكارثة التي شهدتها منطقة البدرشين عن إهمال جسيم تعرض له القطار قبل وقوع الحادث وأكدوا أنه تعطل نحو3 مرات قبل أن يصطدم بقطار البضائع, ويقفزوا إلي الزراعات الموجودة علي جانبي القضبان.في غضون ذلك توالت ردود الأفعال المنددة بالإهمال الذي تسبب في وقوع الحادث, والمطالبة بإحالة جميع المسئولين عنه للتحقيق وتوقيع أقصي العقوبات علب من يتثبب إهماله. وفيما نعي الرئيس محمد مرسي ضحايا الحادث طالب مجلس الشوري بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية للكشف عن ملابسات الحادث ومعرفة أسبابه وطرحها علي الرأي العام. كشف الناجون من كارثة قطار البدرشين عن مفاجآت مذهلة في مقدمتها أن القطار المنكوب متهالك ولا يصلح للاستخدام بدليل أنه تعطل ثلاث مرات في محافظة المنيا قبل أن يتوقف مرة رابعة بسبب قيام باعة جائلين بنزع جزرة الهواء. واضاف المجند مسعد رمضان عبدالغفار20 سنة من مركز دارالسلام محافظة سوهاج مصاب بجروح متفرقة بالجسد انه كان نائما وقت الحادث, واسيقظ علي صوت ارتطام شديد وشاهد عربة القطار تنفصل عن باقي العربات وتسير وحدها وعند ذلك شعر بارتطام جسم صلب براسه ولم يشعر بنفسه الا وهو ملقي وسط مجموعة من الجنود في إحدي زراعات البرسيم المجاورة للسكة الحديد وقام عدد من الاهالي بنقلي وعدد من زملائه الي مستشفي البدرشين بالسيارات الملاكي. ويلتقط طرف الحديث المجند عبدالله احمد21 سنة عامل زراعي, حيث يقول: انه كان يجلس علي الكرسي3 اشخاص بدلا من شخصين بالإضافة الي زملائهم الذين يجلسون فوق الرفوف وفي الطرقات وامام دورات المياه نظرا للاعداد الكبيرة من المجندين. وأكد المجند رائد ابراهيم: نحن مجندون جدد تم تجميعنا من أسيوطوسوهاج والوادي الجديد لكي نذهب للتدريب بمعسكر مبارك للامن المركزي بالقاهرة وفي محافظة المنيا تعطل القطار ثلاث مرات وتم إصلاحه واستئناف الرحلة وبعد تحركه لفترة لمسافة قصيرة حتي توقف مرة أخري بسبب الباعة الجائلين لقيامهم بجذب جزرة الهواء ليبيعوا للمجندين المأكولات والعصائر وطوال الطريق كانت عربات القطار تصدر أصواتا مزعجة وكأننا في عربة كارو وليس قطار سكه حديد يحمل مئات الأرواح. ويقول المجند احمد ابراهيم23 سنة انني لم انس لحظات الرعب والفزع, التي عشتها مع زملائي في قطار الموت, موضحا أن القطار تعطل أكثر من مرة خلال رحلته من أسيوط إلي القاهرة, وتوقف في محطتي بني سويفوالمنيا واثناء جلوسي تعرفت علي زميلي غنيم صبحي وكان يحكي عن تجهيزة لعش الزوجية لاتمام زفافه بعد انتهاء فترة التدريب وما هي الا ساعات قليلة حتي وافته المنية في الحادث, واستطرد الحديث عندما انفصلت العربتان الاخيرتان حدثت حالة من الفزع والرعب بين جميع المجندين وقام عدد كبير منهم بالهرب من العربتين,الي العربات الامامية ومنهم من سقط علي القضبان ومنهم من قفز في الزراعات. و بعد توقف القطار شاهدت أشلاء جثث زملائي تتناثر علي القضبان وفي الزراعات وكأنه مشهد من مشاهد يوم القيامة. رابط دائم :