علي باب مستشفي البلينا في صعيد مصر وقفت أم يوسف تحمل صغيرها في أمل وترقب وخوف.. هي تعلم ان عملية الختان بسيطة ولا تشكل خطرا علي وليدها ولكن قلبها الذي يشتعل خوفا وتتعالي نبضاته كلما اقتربت من المستشفي.. وعندما باتت في مواجهة الباب تسمرت قدماها دون حراك خوفا وقلقا وسرعان ما تمالكت مشاعرها الملتاعة ودخلت بالصغير حتي الطبيب الذي كان قد استعد للجراحة. بشق الأنفس تركت أم يوسف صغيرها للممرضة تدخل به غرفة العمليات.. كان يوسف يصرخ وقلبها ينتفض لصراخه وشيئا فشيئا خبا صوت يوسف وتعالت ضربات قلب الأم فوق كل شيء.. لم تكن تدرك ما يحيط بها غير أنها تنتظر في جمود لا يتحرك فيها غير شفاة تتمتم بآيات القرآن والدعاء ليوسف. توقفت عقارب الساعة ومضي الوقت كأنه الدهر ولكن في النهاية خرج الطبيب من الغرفة وتمتم بكلمات مبهمة وسريعة حاول بها طمأنة الأم علي يوسف وانطلق سريعا. ظنت الأم أن الأمر طبيعي وصراخ يوسف من أثر الجرح وانسحاب البنج من جسمه ولكن مع الوقت واستمرار صراخ الطفل كان لابد من الكشف عليه عند أي طبيب آخر وكانت المفاجأة أن الطبيب الذي أجري جراحة الطهارة ليوسف أخطأ في العملية حتي أنه استأصل جزءا كبيرا من العضو الذكري للصغير وتسبب الخطأ في إصابة يوسف بغرغرينة وكان حتما دخوله غرفة العمليات مرة أخري لتنظيف الجرح من الغرغرينة ولكن بعد خروجه اضطر الأطباء لاجراء عملية أخري لتطهير الجرح وبعد رحلة من العذاب والرعب الذي ملأ قلب الأم والأب باتت هناك حقيقة واحدة هي أن يوسف فقد رجولته قبل أن يغادر طفولته وكأنه قد حكم عليه بالعجز الجنسي بسبب خطأ طبيب متحجر القلب انتهك براءة يوسف وقضي عليها تماما بإهماله. تقدم فؤاد صابر والد يوسف ببلاغ في مركز شرطة البلينا ضد المستشفي والطبيب وأحيل البلاغ للمحامي العام لنيابات سوهاج للتحقيق. أربعة أشهر مضت والطبيب الذي تسبب في عجز يوسف يمارس حياته بشكل طبيعي وكأن شيئا لم يكن حتي عندما تقدم والد يوسف ببلاغ للجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء ضد الطبيب إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء معه. الأدهي من ذلك ان الطبيب آخذ يهدد والد يوسف ويرسل له البلطجية ليجبره علي التنازل عن بلاغاته. والد الطفل يوسف حضر ل المسائي يحكي مأساة يوسف ويناشد النائب العام المستشار طلعت إبراهيم عبدالله التدخل لتفعيل التحقيق مع الطبيب المهمل وإعادة حق الصغير الضائع.