محافظة سوهاج, كغيرها من محافظات مصر, بها مشاكل عديدة منها ما هو قديم والآخر ظهر عقب ثورة يناير وما صاحبها من انفلات علي جميع المستويات, وكذلك معوقات التمويل, مما أدي الي صعوبة مواجهتها وحلها. ومنذ تولي الدكتور يحيي عبدالعظيم المسئولية كمحافظ للاقليم يعكف علي دراسة مشاكل المحافظة والمواطنين ولم يتردد لحظة في اتخاذ أي قرار للتغلب عليها. الأهرام المسائي حمل هذه المشاكل وتوجه بها الي المحافظ للتعرف علي كيفية حلها وكذلك رؤيته المستقبلية لتطوير وتنمية المحافظة, حيث قال المحافظ: إن مكتبي مفتوح للمواطنين, وسوف نفتح ملفات الفساد ونركز علي محاربته. وأضاف أنه لا حصانة لمسئول, وأن رؤساء المدن تحت المنظار علي حد قوله. وأوضح أنه سيتم إنشاء600 وحدة سكنية بجميع المراكز, وتسليم1272 وحدة في العيد القومي للمحافظة, مشيرا الي أن المحافظة تعاني عجزا في الأطباء والتمريض بالمراكز الجنوبية, وأنه سيتم إنشاء مستشفي بحي الكوثر بتكلفة100 مليون جنيه.. وإلي نصر الحوار: ** ما هي موارد المحافظة وهل تكفي لتنميتها وتطويرها ؟ * موارد المحافظة ضعيفة جدا ونحاول استغلال ما يمكن استغلاله لتنمية المحافظة وتطويرها مشيرا إلي أنه لا توجد موارد ذاتية في المحافظة فهي محافظة فقيرة تعتمد فقط علي موازنة الدولة. ** أعلنت عند توليك مسئولية المحافظة ان هناك تغييرات جذرية في الجهاز الإداري ورغم مرور فترة طويلة لم يحدث ذلك فما السبب ؟ * تم تغيير اكثر من60% من الجهاز الاداري حيث تم تغيير7 رؤساء بمدن جهينة والمنشاة ودار السلام وساقلتة وحي شرق وحي غرب سوهاج وجرجا والرؤساء الجدد تحت المنظار فإذا تقاعس احدهم سيلقي مصير من سبقوه فلا مجاملة لأحد علي حساب شعب سوهاج والمعيار الوحيد هو العمل بكفاءة ولا مكان للمحسوبية والتوصيات واذا كان هناك مسئول يحلم بان يكون قيادة ويسعي للحصول علي كارت توصية فمن المؤكد انه سيكون فاشلا ولدينا العديد من البدائل والشرط الاساسي لاختيار القيادات هو الأداء الجيد من اجل المواطنين وليس من اجل المنظرة والمصالح الشخصية مؤكدا أن التغيير سنة الحياة ومهم جدا لاننا بذلك نضخ دماء جديدة في العمل ونكتشف طاقات وقدرات جديدة تستطيع الاضافة الي الانجازات التي تتم ولكن في نفس الوقت هناك توقيت مناسب للتغيير الذي يظل دائما قائما. ** كيف ستواجه مشكلة التعدي علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة ؟ * أعترف بوجود آلاف التعديات علي الاراضي الزراعية والتي لم نواجهها بالحسم المطلوب بسبب الانفلات الأمني مشيرا الي أن حالات التعدي علي الرقعة الزراعية ارتفعت بعد احداث ثورة25 يناير2011 حيث بلغ عدد حالات التعدي من25 يناير حتي25 ديسمبر الحالي28 الفا و678 حالة تعد علي مساحة1246 فدانا, وما تم إزالته منها3020 حالة فقط علي مساحة146 فدانا, وما لم يتم ازالته منها25678 حالة تعد علي مساحة1100 فدان, ومديرية الزراعة قامت بحصر تلك التعديات وتحرير محاضر للمعتدين بالتنسيق مع الجهات الأمنية بوضع جدول زمني لإزالة التعديات بعد انتهاء الشرطة من الدراسات الأمنية التي تسبق أي حملة مضيفا ان عدد حالات التعدي علي املاك الدولة خلال هذه الفترة أكثر من850 قرارا علي مساحة تزيد عن2050 فدانا وما تم تنفيذه260 قرارا. والتعدي بأي شكل من الاشكال سواء بالتجريف او البناء عليها جريمة في حق الأجيال القادمة, مشيرا الي حتمية ازالة جميع التعديات واعادة الارض الزراعية الي حالتها الطبيعية من خلال منظومة متكاملة في التنفيذ والمتابعة بالاستعانة بالاقمار الصناعية في تصوير التعديات يوميا ورصد حالات المخالفات واعداد تقارير يومية يتم مقارنتها بالتقرير الذي تصدره اجهزة حماية الاراضي التابعة لوزارة الزراعة بهدف تدقيق بياناتها وإحالة من يتورط في تسهيل المخالفات الي الرقابة الادارية او النيابة العامة انطلاقا من كون الارض الزراعية تعد بحق ثروة نادرة يجب الحفاظ عليها وتنميتها. ** ما هي خطة محافظ سوهاج للمرحلة المقبلة ؟ * سيتم التركيز خلال المرحلة المقبلة علي محاربة الفساد مهما كان الثمن وفتح أي ملفات جديدة للفساد بكافة المواقع علي مستوي المحافظة مهما كان الثمن, والناس لم تتعظ بدخول رموز النظام السابق السجن وانما للأسف مازال البعض يعتقد ان المرحلة الانتقالية هي فترة سهلة لمزاولة الفساد وعلينا أن نعترف ان الناس أصبحت أكثر جرأة في ارتكاب المخالفات بطرق غير شرعية وهي قطعا طرق فاسدة في المقابل أصبح المسئول اكثر جدية وحسما في التعامل مع مثل هذه المشكلات لذلك فإنني اؤكد للجميع أن هذا الملف سيتم فتحه علي أي مستوي ومن يتخيل انه في هذه المرحلة يمكنه ان يفعل ما يشاء فلن يستطيع ونقف له بالمرصاد وان فاتورة محاسبة الفساد باهظة للغاية ولن اتوقف مهما كان السبب. ** ماذا عن مشكلة مياه الشرب والصرف الصحي وتلوث المياه ؟ * مشكلة مياه الشرب والصرف الصحي بالفعل مهمة وأساسية وقلة الاعتمادات المالية تشكل عائقا في سبيل تنفيذ هذه المشروعات وأنا واثق أنه بعد ان تستتب الأمور في البلد خاصة الناحية الامنية سيحدث نوع من الاستقرار فيها وسيتم حل جميع مشاكلنا سواء كانت مشروعات معطلة او اعتمادات مالية ناقصة وكلها مشكلات يمكن حلها بسهولة بعد ذلك, مشيرا الي ان الدكتور عبد القوي خليفة وزير الدولة للمرافق قرر دعم المحافظة ب120 مليون جنيه لاستكمال محطتي طما ودار السلام وأوضح ان إجمالي المشروعات المنفذة لمياه الشرب بسوهاج32 مشروعا بطاقة انتاجية580 الف م3/ يوم بتكلفة1078 مليونا, بالاضافة الي المشروعات الجاري تنفيذها خلال الخطة وهي22 مشروعا بطاقة556 الف م3/ يوم بتكلفة1897 مليون ليصبح اجمالي الطاقة1136 الف م3/ يوم بتكلفة2975 مليون جنيه. أما عن تلوث المياه فإن مياه الشرب التي يتم ضخها خالية تماما من أي ملوثات وانها آمنة وفي حالة وجود أي شكوي يتم التحرك الفوري بأخذ عينات لتحليلها لبيان مدي خطورتها علي المواطن من عدمه وبالنسبة للمشروعات المنفذة للصرف الصحي فتبلغ12 مشروعا وثلاث قري بطاقة انتاجية280 الف م3/ يوم بتكلفة1409 مليون جنيه, كما ان المشروعات الجاري تنفيذها تبلغ8 مشروعات بطاقة145 الف م3/ يوم بتكلفة1004 مليون جنيه ومشروعات صرف صحي القري والجاري تنفيذها في83 قرية بتكلفة1379 مليون جنيه ليصبح اجمالي الطاقة425 الف م3/ يوم بتكلفة3792 مليون جنيه. ** دائما ما يهتم المحافظ بعاصمة المحافظة وينسي المراكز والقري فما خطتكم لمتابعة المراكز والقري ؟ * بالطبع المراكز علي قدم المساواة مع عاصمة المحافظة لأن بها مواطنين ويتمتعون بنفس حقوق العاصمة وقد قمت بزيارة يوم الأربعاء لمدينة المنشاة بجنوب سوهاج للاطمئنان علي سير العمل بجميع القطاعات الخدمية وخطتي للمراكز تتمثل في الانتقال اليهم وسماع شكواهم ومحاولة ايجاد حلول جذرية لهذه المشاكل ** مازالت سوهاج تعاني من مشكلة الإسكان مع توافر العديد من الوحدات السكنية الجديدة التي آقامتها الدولة بالمحافظة ضمن مشروعها القومي فلماذا تستمر المشكلة حتي الآن ؟ * الدولة تبذل قصاري جهدها من أجل توفير المسكن الملائم للمواطنين خاصة للاسر الاولي بالرعاية ويعد احدي اهم الاولويات في الوقت الحالي وانه كلف رؤساء الوحدات المحلية بسرعة البحث عن الأراضي الفضاء اللازمة لانشاء الوحدات السكنية للقضاء علي أزمة الاسكان بالمحافظة واشار الي ان وزير الاسكان وافق علي انشاء600 وحدة سكنية جديدة في مختلف المراكز والمدن بالمحافظة بتمويل من الوزارة وان المحافظة خصصت الأراضي اللازمة للوحدات الجديدة بحي الكوثر وجهينة وطما كمرحلة اولي للمشروع وانه سيتم تسليم1272 وحدة سكنية في عيد سوهاج القومي. **3 هناك عمارات ومساكن مخالفة لشروط البناء ؟ * وجهت تحذيرا شديدا للقيادات المحلية بعدم التهاون في مواجهة مخالفات المباني والابراج السكنية بالمدن خاصة في التجمعات العشوائية واننا لن نسمح بأن يفرض هؤلاء القلة ثقافتهم علينا بفرض سياسة الامر الواقع عن طريق البناء بالمخالفة ثم توصيل المرافق وانه كلف رؤساء الوحدات المحلية بحصر كافة المخالفات الخاصة بالمباني غير المرخصة واجراء مراجعة شاملة والعمل علي سرعة ازالة هذه المخالفات. ** تراجع مستوي الخدمات الصحية وعجز الأطباء والتمريض أصبح مثار شكوي دائمة للمواطنين, فمتي تختفي هذه الشكوي ؟ * لا نستطيع ان ننكر ان هناك بعض التحسن في مستوي الخدمة الصحية المقدمة للمواطن غير القادر خاصة بعد الزيارات المفاجئة التي نقوم بها للمستشفيات العامة والمركزية والتعليمية بكافة مراكز المحافظة للاطمئنان علي سير العمل بهذه المصالح الخدمية الهامة ومع ذلك لم نصل للمستوي المطلوب والمرحلة السابقة شهدت التحقيق مع العديد من الاطباء المقصرين في أداء واجبهم المهني في خدمة المواطن, وسيتم خلال المرحلة المقبلة انشاء مستشفي للأطفال بحي الكوثر بتكلفة100 مليون جنيه أما بالنسبة للعجز في الاطباء وهيئة التمريض اكد ان هناك عجزا بالفعل في المناطق الجنوبية وسيتم التغلب عليه وان المرحلة المقبلة ستشهد توزيع الممرضات في المناطق النائية وخصوصا في المناطق الجنوبية حيث ان المناطق الشمالية متكدسة. ** ماذا عن وضع سوهاج علي الخريطة السياحية ؟ * السياحة مهمة بالفعل, وذلك لما توفره من فرص عمل للشباب خاصة مع وجود اكثر من50 موقعا أثريا تجمع بين5 عصور تاريخية, وطلبت من وزير الآثار ان يقوم بزيارة للمحافظة لبحث مشاكل السياحة والآثار والبدء في مشروع الكشف عن الاثار اسفل الجبانة القديمة بمدينة اخميم التي يوجد بها معبد يفوق معابد الاقصر اما بالنسبة لمتحف سوهاج فسبب توقف العمل فيه يرجع الي قلة الاعتمادات المالية. ** ما هو الحل في حالة الانفلات بالشارع التي تحول بعضها الي اسواق عشوائية ؟ * هذه الظاهرة باتت تؤرق المواطنين ولابد أن نعلم ان الردع هو الاساس في مواجهة هذا الانفلات فهذه حقيقة لا يمكن ان ننكرها ويجب التصدي للمخالفين حتي لا يعتقد البعض اننا نعود للوراء بشأن الحريات وقد بدأنا حملات بالتنسيق مع اجهزة الأمن ولن نتوقف وندرس حاليا توفير البدائل بأسواق حضارية مفتوحة ودائمة بكل مدينة وفي أماكن تحقق المصلحة العامة للجميع ولكن لا يمكن استمرار الاحوال هكذا ** ما هي أهم أولوياتك خلال المرحلة المقبلة بالنسبة للقضايا الجماهيرية ؟ * إيقاف التعدي علي الأراضي الزراعية في مقدمة الاولويات لاننا فقدنا آلاف الأفدنة واستمرار المشكلة يعد جريمة في حق الشعب ولابد من مواجهتها, والقضية الثانية ضمن اولوياتي هي مشروعات المياه والصرف الصحي لأن هذه المشكلة لابد من التعامل معها, اما القضية الثالثة هي البطالة فلابد من البحث عن برامج بالتنسيق والتعاون مع القطاع الخاص, والقضية الرابعة هي الاستثمار حيث سيتم دفع عجلة الاستثمار علي أرض الاقليم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وسوف أقوم بجولات بجميع المناطق الصناعية واجلس مع المستثمرين لبحث مشاكلهم