برسالة استغاثة لأهل الخير عنوانها انقذوا حياة أطفالنا المرضي, تم تداولها علي نطاق واسع بين جمهور فيس بوك بعثت مؤسسة(57357) لعلاج سرطان الأطفال صيحة تحذير لمن يهمهم أمر أطفال أبرياء يعانون الام المرض بعدم وجود أكياس دم وصفائح دموية. ورغم أن الرسالة وجدت صدي جيدا سواء من حيث حجم المشاركة بالتداول بين جمهور الفيس بوك أو بالتعليقات المطالبة بمعلومات عن أماكن التبرع وكيفيته خاصة من المصريين في المحافظات الذين أبدوا جميعا الرغبة في المساعدة كل حسب استطاعته غير أنها كشفت عن مشكلة حقيقية تعاني منها مؤسسات رعاية الأطفال خاصة الصغيرة والتي لا تحظي بشهرة مؤسسة57357 وذلك في ظل نقص التمويل الرسمي من الدولة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة أو ضعف التبرعات من أهل الخير نتيجة السبب نفسه مما ينذر بأزمة حقيقية لأبرياء صغار يحتاجون الكثير ليعيشوا.. فقط يعيشوا. تواصلنا مع عاملين في العمل الخيري للأطفال في مصر فأكدوا وجود مشكلة حقيقية تتفاقم بما يؤثر علي حياة الأطفال, ورغم تأكيدهم ان التسول علي هؤلاء الأطفال لم يكن أبدا وسيلة للعمل غير أنهم لا يعرفوا كيف سيواصلون أداء واجبهم تجاه من لا ذنب لهم فيما هم فيه في ظل سوء الاحوال الحالية, تقول أميرة سليمان مديرة احدي الجمعيات الخيرية التي تعمل مع الأطفال الأيتام من ذوي الاحتياجات الخاصة والمشهرة بوزارة الشئون الاجتماعية منذ عام2003 لقد حدث معنا أمر شبيه حيث انتشرت رسالة لطلب المساعدة والتبرع علي الانترنت لكننا لم ننشرها بل تطوع بذلك شباب كانوا قد زاروا الدار ولمسوا بأنفسهم حال الأطفال ونقص الامكانات الموجودة ولذلك كتبوا رسالة بمثابة نداء لأهل الخير للمساعدة وكانت نيتهم طيبة لكننا لم نطلب منهم ذلك. وأضافت بالفعل نعاني من نقص التبرعات منذ فترة نظرا للأحداث التي تمر بها البلد وسوء الأحوال الاقتصادية وهو ما نخشي أن يؤثر علي الأطفال لأن عمل الجمعية ليس مجرد استضافة واعاشة فقط ولكن توفير علاج مستمر واجراء عمليات جراحية لبعض الحالات التي يجريها أطباء كبار يتبرعون فيها بأجورهم أو جزء من تكاليف جلسات المتابعة والعلاج لكن ذلك يستلزم وقتا ينتظر فيه الطفل كثيرا بالاضافة الي مستلزمات رعاية خاصة لبعض الحالات الأخري مثل الشلل لأن الأطفال في الدار من ذوي الاحتياجات الخاصة بتعدد أشكالها حيث تحتاج بعضها الي أجهزة تعويضية علاوة علي مرتبات العاملين الذين نحرص في اختيارهم علي أن يكونوا قريبين من الأطفال ليعاملوهم جيدا ويحرصوا علي الالتزام بمواعيد الأدوية وغيرها وأوضحت أن الدار تضم38 طفلا من سن عامين حتي39 سنة من الأيتام المعاقين تم تسلمهم بمحاضر تسلم من وزارة الشئون الاجتماعية التي يقتصر اشرافها علي برامج التأهيل فقط ولا يتم الحصول علي اعانات من الدولة سوي الاعانات الاستثنائية فقط والتي أصبح من الصعب حاليا الحصول عليها نظرا للظروف التي نعيشها. وأوضحت أميرة أنه يتم تعليم الأطفال عمل بعض المشغولات اليدوية التي يبرعون فيها مثل البامبو والسجاد ويتم تسويقها عن طريق شرائها من قبل الزائرين للأطفال داخل الدار للمساعدة في رعاية الاطفال مؤكدة أن صاحبة الدار أصبحت تقوم بالاتصال بالمتبرعين نتيجة النقص الحاد الذي تعانيه الدار وبالفعل يستجيب البعض لأن أهل الخير ما زالوا موجودين. من جانبها أكدت عائشة عبد الرحمن وكيلة وزارة الشئون الاجتماعية ورئيسة الادارة المركزية للرعاية الاجتماعية أن دعم الوزارة لمؤسسات رعاية الأطفال سواء النقدي أو الفني لا يزال قائما ولم ينقص حتي الان قائلة لابد من التفريق بين مؤسسات الرعاية الاجتماعية والدفاع والتأهيل الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين لأن المؤسسات التي يتم دعمها ماديا بجانب الدعم الفني هي مؤسسات الرعاية التابعة للوزارة وفقا لاعتمادات مادية مدرجة بالموازنة الرسمية من منطلق الشراكة مع الجمعيات الأهلية, أما بالنسبة لدور رعاية المعاقين فالجمعيات المالكة هي التي تنفق عليها من خلال التبرعات التي تتلقاها فيما يقتصر دور الوزارة علي الاشراف والدعم الفني اما اذا احتاجت لدعم نقدي فانها تتقدم بطلب يتم دراسته وتقرير ما يمكن فعله للمساعدة.