منذ قيام الثورة وحتي اليوم شهدت مصر عدة تعديلات وتغييرات وزارية و كان المأمول من كل وزارة جديدة مع حلف اليمين أن تكون هناك استراتيجية وخطة مستقبلية تعمل من خلالهما بهدف حل مشكلات هذاالمجتمع وطرح مشروعات واقعية للنهوض باقتصاده أقول أن هذا كان المأمول ولكن الواقع الذي شهدناه مع تعدد الوزارات المختلفة يقول غير ذلك فالمواطن المصري مازال قابعا في مستنقع الفقر والمعاناة اليومية من أجل لقمة العيش. ومع التعديل الأخير في وزارة قنديل وبغض النظر عن رفض بعض القوي السياسية له لاعتبارات تصنيف أيديولوجيات الوزراء الجدد السياسية وانتماءاتهم للإخوان المسلمين فإننا في حاجة ماسة وملحة لمعرفة ما هي الخطة السحرية التي سوف تعمل بها وزارة قنديل الجديدة وهي ولدت قصيرة العمر فليس أمامها متسع من الوقت للعمل بمنهجية سياسية سليمة إلا بضعة أشهر لحين انتهاء انتخابات مجلس الأمة. ولو نظرنا للأمر علي اعتبار أنها وزارة مؤقتة كسابقيها من التشكيلات الوزارية التي كان يطلق علي كل منها وقتها مؤقتة لوجدنا أن هذه التغييرات والتعديلات شكلية أكثر منها تعديلات تهدف صالح المواطن الذي يعيش في رعب هذه الأيام من أهازيج وإشاعات الإفلاس التي تهدد الإقتصاد المصري وتهدد بوقوع مجاعة لا محالة. يا سادة لابد من إنقاذ بلدنا من هذا الخطر المحدق بسياسات اقتصادية حقيقية للنهوض بهذا البلد بدلا من الوزارات الشكلية ومشاكلها السياسية مابين تيار يحكم ويري نفسه الأولي بالسيطرة و آخر يعارض لتجاهله في العملية السياسية.. لابد من أن يكون هناك مشروع قومي أشبه بثورة اقتصادية للخروج من أزماتنا الاقتصادية يشارك فيه الجميع حزبا حاكما وتيارات معارضة. وفي مصر مفكرون وعلماء وعقليات ناضجة كثيرون لابد أن يشاركوا بفاعلية في هذا المشروع القومي وكما يقول الوزير السابق الدكتور محمد محسوب إن تغيير المجتمع المصري يبدأ بتغيير منهج التفكير وينتهي بتغير في طريقة إدارة المؤسسات, لافتا إلي أن أصحاب التفكير العتيق تفاجئهم التغيرات فتصدمهم ولا يصدقونها والبعض لا يري التغيير إلا لو حقق وجهة نظره وتماشي مع أحلامه الشخصية وأقصي من لا يحمل لهم ودا.. مصر تتغير لحساب شعبها لا لحساب فصائلها. نعم مصر تتغير لحساب شعبها هذا الشعب الذي وضع أول تصور للحراك السياسي في التاريخ كما يقول الدكتور عبدالحليم نور الدين في كتابه تاريخ وحضارة مصر القديمة والذي طرح فيه الارهاصات الأولي للثورات المصرية مع نهاية الاسرة السادسة والتي وقعت نتيجة لطول عهد الملك بيبي الثاني وامتداد العمر به مما جعل الأمور تسير من سيئ لأسوأ فبدأ كبار رجال الدولة وقتها تجريد الملك من سلطاته ونجحوا في ذلك لحد كبير وفي ظل هذا الوضع عاني الشعب المصري الكثير وقد وصلت هذه الاخبارعن طريق برديتين تنسب الأولي للحكيم المصري القديم إيبور- ور والمحفوظه في متحف ليدن في هولندا والثانية إلي نفر تي والمحفوظه بمتحف للننجراد بروسيا. أما البردية الثانية للحكيم نفرتي الذي تحدث عن الثورة الثانية وقال انها كانت في عصر امنمحات الأول أول ملوك الأسرة الثانية عشر وأرجع أسبابها إلي أنها كانت دعاية للملك امنمحات الأول ويقول لم يعد الفلاح يستطيع حرس أرضه بسبب قطاع الطرق وأصبح رجال الأمن في مقدمة الناهبين ولم يعد الاخ يثق باخيه ولكن لما حصل الشعب علي حقوقه عاد الهدوء لمصر وبدأ كل فرد يزاول عمله ودارت العجلة من جديد ليكتب الشعب المصري تاريخه من جديد. ما أشبه اليوم البعيد باليوم وكأن الحكيم الفرعوني يتحدث عما يجري في مصر الآن.. علينا أن نفيق قبل فوات الأوان. خ. ح. أ