لا أدري إن كان هناك موسم محدد للفضائح تزيد فيه معدلاتها عن المعتاد.. أم أن هناك فيروس فساد أخلاقي ينتقل بين المسئولين في مواسم بعينها. الجرائد أصبحت تعج بتفاصيل فضائح لكبار المسئولين في العالم, بينهم رؤساء دول مثل بيل كلينتون وموشيه كاتساف, ورؤساء أجهزة مخابرات مثل ديفيد بيترايوس ووزراء خارجية سابقين مثل حسناء الموساد تسيبي ليفني وغيرهم كثيرون. أحدث الفضائح الجنسية بطلها المساعد الشخصي لسفير هندوراس في كولومبيا الذي كان سببا في استدعاء بلاده للسفير كارلوس رودريجيز من العاصمة الكولومبية بوجوتا ليقدم استقالته عقب عودته مباشرة بعد أن قام المساعد بتنظيم حفل في مقر السفارة حضره عدد من العاهرات, وتبين بعد انتهاء الحفل اختفاء تليفونات محمولة وعدد من أجهزة الكمبيوتر. صحيفة هيرالدو الكولومبية ذكرت أمس أن مساعد رودريجيز الشخصي, خرج مع أصدقاء له في20 ديسمبرالماضي, وقاموا باصطحاب بعض العاهرات, قبل الذهاب الي السفارة حيث احتسوا الخمر, ولم يعرف ما إذا كان رودريجيز تورط في هذا الحفل أم لا, ولكن الوزارة أكدت أنها ستحقق في الأمر. وكان2012 قد شهد اتهامات بسوء السلوك ل12 موظفا في جهاز المخابرات الأمريكية سي. آي. إيه, لاصطحابهم نساء تحت مستوي الشبهات إلي غرفهم بالفندق الذي كانوا يقيمون فيه قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكولومبيا في أكبر فضيحة تمس أهم أجهزة المخابرات في العالم. الفساد الأخلاقي أمر غير مقبول في كل المجتمعات, لا أحد يقره, ولا أحد يوافق عليه, وإن كان هذا لا يمنع وقوعه يوميا في عالم بلغ عدد سكانه7 مليارات نسمة. أما أن يسقط فيه مسئولون يفترض فيهم ارتفاع الحس الأمني إلي أقصي درجة, كعناصر المخابرات وأعضاء السلك الدبلوماسي, فهذا هو اللافت للنظر. عندما يبلغ الاستهتار بضابط مخابرات أو دبلوماسي مخضرم أو رئيس دولة أو وزير خارجية الدرجة التي تدفعه إلي الاستقالة من منصبه بسبب فضيحة أخلاقية رغم التعليمات الأمنية المشددة ورغم تقدم السن والحنكة, ليجد نفسه مجللا بالعار بسبب فعل شائن لم يكن مضطرا لارتكابه.. هنا فقط أتصور أن هناك خطر داهم علي مصالح الشعوب التي وضعت ثقتها في هؤلاء المسئولون المستهترين.. وهنا يجب أن يكون الحساب عسيرا. ماذا ترك هؤلاء المسئولين للمراهقين عديمي الخبرة؟ وماذا تركوا للشباب الطائش الذي يجري وراء نزواته؟ ليست لدي إجابة.