مع بزوغ فجر كل يوم وإشراقة يوم جديد كان سامي يسرع الخطي للحاق بأول سيارة ميكروباص تغادر مشارف قريته قورص للذهاب إلي صديق عمره باسم الذي جمعتهما شركة نظافة يعملان بها حيث يستقلان سيارة النظافة كل يوم لجمع القمامة من الشوارع والمصالح الحكومية ولم يفرقهما سوي النوم وكان سبب صبرهما الوحيد للعمل بالشركة لقاؤهما كل يوم حيث يحضران الطعام ويدلفان أسفل شجرة بحي السيدة زينب ليتناولا الطعام ويحتسيا الشاي ويواصلا العمل معا. وفي أحد الأيام جلس باسم مهموما وبدأ يحكي لصديقه سامي مشاكله الأسرية مع زوجته ورغبته في الزواج فوجد فيها عم سامي ضالته التي يبحث عنها فزين له فتيات قريته الصغيرات السن اللاتي لا يمانعن من الزواج ممن يكبرهن بعشرات السنين علاوة علي تفننهن في التزين لأزواجهن والحفاظ علي أمواله واختمرت الفكرة في رأس باسم وطلب من صديقه اتمام ذلك له فسارع سامي بطلب مبلغ800 جنيه حلاوة اتمام ذلك الزواج بعيدا عن أعين زوجته فلم يتردد لحظة في إعطائه المبلغ. ومر اليوم تلو اليوم والأسبوع تلو الآخر ويعتذر عم سامي لصديقه لعدم عثوره علي الفتاة التي يرتبط بها باسم حتي وصل النقاش بينهما لطريق مسدود هدد خلاله بفضح أمره بين زملائه في العمل وبين أهل قريته فلم يجد عم سامي أمامه بدا سوي أن طلب منه الحضور إلي منزله بالمنوفية ليشاهد الفتيات ويختار ما شاء منهن وبمجرد دخول باسم بدأ ينظر إلي زوجته ونجلته نظرات شهوانية حتي سلم نفسه للشيطان يخطط له وهو ينفذ دون تفكير وانتظر حتي سحبت الشمس خيوطها مودعة السماء وانكسرت ظلالها علي البيوت الملتصقة وبدا واضحا من بعيد وسط الزروع الظلام الدامس وأخذ صديقه إلي مكان مهجور وعاجله بعدة ضربات علي رأسه بماسورة المياه التي كان يتعجز عليها حتي فارق الحياة ثم استل سكينا من بين طيات ملابسه وفصل رأسه عن رقبته وقام بوضع الرأس داخل كيس بلاستيكي وحملها حتي بحر شبين الكوم المار من أمام القرية ثم عاد للجثة وحملها وقام بالقائها داخل ترعة العامرية المتفرعة من الرياح المنوفي حتي لا يلتقي الرأس بالجسد خوفا من اي علامة علي هوية القتيل والوصول للقاتل ولكن الاجهزة الامنية بمباحث المنوفية كانت له بالمرصاد. كان اللواء أحمد عبدالرحمن مدير أمن المنوفية, قد تلقي إخطارا من العميد جمال شكر مدير إدارة البحث الجنائي يفيد بالعثور علي جثة بدون رأس بترعة العامرية المتفرعة من الرياح البحيري, وعثر في طيات الملابس بجوار الجثة علي بطاقة تحمل اسم باسم عطية أبو سريع(68 سنة) ومبلغ554 جنيها وملابسه ملطخة بالدماء. توصلت تحريات المباحث برئاسة المقدم علاء سلام مفتش مباحث أشمون إلي أن صاحب البطاقة مطلوب في5 أحكام حبس غيابي في قضايا تبديد, وأثناء قيام العميد ياسر عيسي رئيس الماحث الجنائية بفحص أهالي القرية التي تم فيها العثور علي الجثة حضرت شمعة عمار55 سنة ربة منزل وتعرفت علي جثة زوجها وأقرت بعمله بشركة للنظافة بحي السيدة زينب بالقاهرة. توجهت مأمورية برئاسة الرائد نصر القارح رئيس مباحث أشمون إلي مقر الشركة وبفحص ملفات العاملين تم العثور علي عامل مقيم بقرية قورص بأشمون وتربطه علاقة صداقة بالمجني عليه, وبإلقاء القبض علي المتهم سامي إدريس محمد سليمان40 سنة عامل بشركة نظافة أقر بارتكابه الجريمة.