قديما.. عرفت الصحافة بأنها مهنة البحث عن المتاعب نظرا لما كانت تجلبه للصحفيين من مشكلات بسبب ممارسة عملهم في كشف قضايا الفساد وتتبع مخالفات المسئولين, الآن أصبحت مهنة تفضي إلي الموت. فقد أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين, أن2012 كان عاما دمويا للصحفيين والإعلاميين بعد مقتل121 صحفيا في هجمات منظمة وحوادث إطلاق نار, مقابل107 العام الماضي. الرقم كبير جدا, والمؤشرات تفيد بتصاعد الاتجاه إلي تصفيتهم لإخراسهم إلي الأبد. التقرير الذي أصدره الاتحاد أفاد بأن الشرق الأوسط والعالم العربي شهد العدد الأكبر من القتلي بسقوط47 قتيلا منهم36 صحفيا وإعلاميا في سوريا, و18 في الصومال و10 في كل من باكستان والمكسيك و5 في كل من الفلبين والعراق. 30 صحفيا آخر لقوا حتفهم في حوادث أو بسبب أمراض أثناء أدائهم عملهم خلال العام نفسه. اتحاد الصحفيين الدولي عزا سقوط هذ العدد المروع من الصحفيين والإعلاميين إلي فشل الحكومات والأمم المتحدة في الوفاء بالتزاماتها الدولية لحمايتهم وحقهم في الحياة. رئيس الاتحاد جيم بوملحة, أعلن إن حصيلة القتلي تمثل إدانة أخري, لحكومات تتحدث كثيرا عن حماية الصحفيين وتفشل باستمرار في وقف قتلهم, واستنكر حالات اللامبالاة أو مجرد الإدانة وتحقيق سريع لا يقود إلي أي نتيجة بشأن قتلة الصحفيين. لأسباب كثيرة من بينها الانفلات الأمني, قرأنا كثيرا عن اعتداءات عديدة علي الأطباء من جانب أهالي المرضي والجرحي والمصابين في الشهور الأولي من ثورة25 يناير2011, وعن تعرض القضاة لمضايقات واعتداءات وصلت إلي حد منعهم من دخول المحاكم للفصل في القضايا المعروضة عليهم, أو الاعتداء عليهم لإصدارهم أحكاما بالسجن علي بعض المذنبين.. لكن لم نسمع أن طبيبا أو قاضيا لقي حتفه بسبب ممارسة عمله المعتاد. كما لم نسمع أن خبازا أو بقالا أو عاملا أو مدرسا قتل لأنه ذهب إلي الفرن أو محل السوبر ماركت أو المصنع والمدرسة فقط الصحفيون يكتبون نهايتهم بأيديهم, ويموتون جراء ما تقترفه أقلامهم, أو ما تختزنه عقولهم من معلومات. صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية, أكدت أن ثلث جرائم قتل الصحفيين في العالم قامت بها حكومات, والجارديان البريطانية ذكرت أن استهداف مهنة الصحافة أصبح توجها بسبب بحثهم في زوايا غامضة وخطيرة من العالم, وأن الصحفيين اعتادوا تلقي التهديدات من رجال العصابات وتجار المخدرات. إسرائيل وحدها قتلت في نفس يوم انعقاد اللقاء السنوي للاتحاد3 من العاملين في وكالات الأنباء في غزة بمزاعم ارتباطهم بنشاط إرهابي! مهزلة