استضاف الصديق الراحل ماهر عبدالله رحمه الله في برنامجه الشريعة والحياة علي قناة الجزيرة الفنانة المعتزلة سهير البابلي لتتحث عن قصة اعتزالها,.. فاتصلت بهم علي الهواء وطلبت منها كما كانت قدوة في نشر الفساد! أن تكون قدوة في نشر الحق.. فانزعجت انزعاجا شديدا وتساءلت أي فساد يامولانا؟.. بنفس النص.., فأدركت خطأ التعبير,.. واتصلت بالأستاذ ماهر رحمه الله, وأخذت رقمها, واتصلت بها وكانت تقيم في جده بالسعودية, وكذلك أنا وذهبت إليها, وأجريت معها حديثا لمجلة كنا نصدرها بالمركز الاسلامي الذي كنت أديره بالنمسا, تحدثت فيه عن قصة اعتزالها, والذي كان الشاهد فيه حسن الدعوة, ورقة القول من بعض الدعاة الذين التقت بهم, وكيف أثروا فيها وساهموا في الأخذ بيدها إلي طريق الهداية, ثم قامت باعطائي رقم الفنانة المعتزلة نورا,.. والتي أجريت معها لقاء مباشرا عن طريق الهاتف في ندوة مفتوحة دورية كنا نقيمها بالمسجد, تطرقت فيها أيضا لقصة اعتزالها وتفرغها للقراءه, ورعاية والدتها المسنة المريضة, وكذلك رعاية أبناء أختها بوسي والذين يعتبرونها كأمهم, ولم تنس الاشارة إلي دور بعض الدعاة الذين أخذوا بيدها وأحسنوا لها القول وألانوه حتي رسخ الإيمان في قلبها, وذات مرة كانت الندوة مع الفنانة شمس البارودي, وحان الموعد وهي لاترد, والناس ينتظرون بالمسجد, فاتصلت بالفنان المعتزل محمد العربي زوج الفنانة المعتزلة هناء ثروت لإنقاذ الموقف, ولكنها كانت قد أخذت علي نفسها عهدا ألا تتحدث لأي وسيلة إعلامية أيا تكن, فاعتذرت, وتأزم الموقف, وازداد الحرج فاتصلت بنورا لترشح لي أحدا, فكلمت الممثلة نسرين زوجة محسن محيي الدين الذي كان يرشحه يوسف شاهين ليأخذ مكانة عمر الشريف, فوافقت وأجرينا لقاء من أقوي وأمتع وأغزر اللقاءات, من حيث التمكن العلمي وقوة الحفظ والإلمام بالأدلة, بالرغم من عدم استعدادها المسبق, وعاودت الاتصال بالسيدة شمس, لأستفسر عن سبب التغيب, فاضطرت للقول إنها كانت تصلي قيام الليل حتي صلاة الفجر, وبعد أدائها, أرادت أخذ قسط من الراحة فلم تحس بشيء من شدة الإرهاق, كذلك استضفنا في هذه اللقاءات الاعلامية اللامعة كاميليا العربي, والتي تدير بعد اعتزالها ملجأ للأيتام بمنطقة المعادي, فتحدثت كأحسن مايكون الحديث من الناحية الشرعية, والعجيب والقاسم المشترك في حديث هؤلاء أنهن لايرغبن في العودة للحياة السابقة ويردن نسيانها بالكامل وقطع الصلة بها, والمهم في الأمر هو أثر الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة, وطيب القول, ولين الحديث, وبث الامل, وعدم التيئيس, والتدرج في الالتزام, الذي قام به بعض الدعاة كفضيلة الشيخ الشعراوي, والدكتور عمر عبدالكافي, والشيخ وجدي غنيم, والذي لا أدري ماذا حدث له حيث أصبح أكثر حدة, وأقسي علي المخالف, وأسرع في أحكام التكفير والدعوة إلي العنف, وكل هذا ليس من طبعه, والذي نسأل الله أن يعود إلي رشده وصوابه, نعود إلي المقصود من هذه القصص والروايات هو ما ابتلينا به هذه الأيام من بعض المحسوبين علي الدعوة, والذين يصعدون منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم ويهاجمون غيرهم ومنهم ممثلات واعلاميون بألفاظ يندي لها الجبين, سوقية النشأه واللفظ, صادمة للنفس, قابضة للروح, جالبه للاكتئاب خاصة عندما يحاولون أن يقنعوا الناس أن هذا شرع ودين وخلق, وأن الله يشتم وكذلك رسوله, مستدلين بسوء فهمهم للنصوص, وبمناط تطبيقها, فاتنين العوام, ومتغافلين عن الأدلة المحكمة, الداعية لحسن الخلق ولين القول حتي مع المخالف, لأن الرفق ماكان في شيء إلا زانه, ومانزع من شيء إلا شانه, ولأن الله عز وجل يقول( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم), وغيرها من الآيات والأحاديث التي تدعو للرفق واللين وحسن الخلق ومراعاة أحوال الناس من الجهل, والغفلة, والفتنة بالمال والشهرة, واعطاء كل إنسان حقه من الاحترام لكي يكون مدخلا لدعوته ولسماعه الحق, بدلا من العنف والغلظة التي تصده عن قبوله, وتورثه العناد الذي يغلق قلبه عن الهدي, فيحمل وزره إلي يوم القيامة, نرجو أن يفيق هؤلاء ويتوبوا إلي الله, ولايكونوا فتنة لغيرهم, فيصدوا عن سبيل الله, ويقطعوا الطريق إليه. [email protected] رابط دائم :