رحب المثقفون بلقاء وزير الثقافة محمد صابر عرب بعدد منهم علي مائدة مستديرة بالمجلس الأعلي للثقافة, مؤكدين انها مبادرة طيبة وذلك لمناقشة الوضع الثقافي وعلاقته بالمتغيرات الراهنة وموقف الوزارة تجاه التحديات الراهنة والمستقبلية وكيفية التعاون بين وزارة الثقافة والمثقفين من أجل رسم استراتيجية ثقافية مستقبلية لمصر. وقال الكتور سعيد توفيق أمين عام المجلس الاعلي للثقافة إن هذا اللقاء قد تم تأجيله عدة مرات بسبب الظروف الراهنة وانشغال الوزارة بالاحداث الجارية مؤكدا سعادته بعودة ملتقي المثقفين المصريين الذي سيحدد دور الوزارة في دعم الجمعيات والمؤسسات المدنية الثقافية الجادة والفاعلة علي الارض فضلا عن لتفهم ما يتطلع له ويطلبه المثقفون من وزارة الثقافة مؤكدا أن عنوان الملتقي سيكون هوية مصر الثقافية لأن هذه الهوية أصبحت مهددة الآن ولابد وأن يكون هناك وعي عام لدي المصريين بهوية بلادهم وعلي الوزارة والمثقفين دور كبير في هذا الاطار. من جانبها وصفت الروائية سلوي بكر المبادرة بالايجابية متمنية أن تسفر عن موقف عملي مشيرة الي أن هذا اللقاء نهج جديد للوزارة يستهدف التقارب بين المثقفين والوزارة بشكل ايجابي مؤكدة انها تستبشر خيرا من هذه المبادرة وفي انتظار المزيد. وأكد الروائي فؤاد قنديل أن هذا اللقاء مبادرة جيدة ومطلوبة وتدل علي رغبة حقيقية في تحديد الرؤي المستقبلية وتجميع قوي المثقفين والسياسيين وهي القوي الفاعلة في المجتمع ومحاولة فهم مخاوفهم. وأضاف قنديل أن وزارة الثقافة لها دور كبير في المرحلة الراهنة وعليها ان تعرف أهمية دور المثقف الآن وعليها أيضا ان تعلم بأنه لابد وأن يكون هناك حسن استماع لهم ولأفكارهم لان المثقف الحقيقي هو نبي العصر بعد انتهاء عصور الانبياء وهم دائما الذين يقودون الأمم ويكونون في طليعة التطور وأي مثقف يحاول تجاوز المحن التي تمر بها بلاده ويقف مكتوف الايدي يكون خائنا لبلاده في نظري. وأكد سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة أن الوزارة تحتاج بعد الاحداث الساخنة التي تمر بها مصر وبعد تخوف البعض من أخونة بعض الاجهزة الثقافية الي اعادة النظر في العلاقة بينها وبين المثقفين اضافة الي عقد جديد فيما بينهما تكون أهم بنوده الشفافية بين الطرفين وتحتاج أيضا الي اعادة النظر في استراتيجيتها وفي آليات تنفيذ هذه الاستراتيجية خاصة في المرحلة الحالية ونحن نشهد حالة من الحراك السياسي والتقلبات التي لم نشهدها من قبل. وأثني عبد الرحمن علي فكرة اقامة الملتقي في شهر يناير القادم مشددا علي ضرورة الاحتشاد له بشكل يليق به بحيث لا يصبح مجرد ملتقي لتفريغ الشحنات, لابد وأن نخلص النيات فيه للخروج من المأزق الثقافي الذي أراه جزءا من المأزق السياسي الذي نمر به في المرحلة الراهنة, نحن نؤسس لمستقبل قادم ولابد من حل مشكلاتنا من جذورها. وفي سياق متصل قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي لابد وأن نعترف أن الثقافة المصرية ليست في أحسن أحوالها وأننا نجني ثمارها زرعه حكامنا في العقود الستة الماضية الذي حاصرت الرأي واستخدمت أساليب الترهيب والترغيب وحولت بعضهم الي أبواق لها ولهذا نحن نعترف بالوضع المتردي للثقافة المصرية فلابد من الآن أن نعيد النظر في الدور الذي يجب أن تقوم به وزارة الثقافة وهو في رأيي تمكين المثقفين من توفير المنابر والمؤسسات المختلفة مثل المسارح وقصور الثقافة للقيام بدورهم الذي يجب أن يقوموا به فرعاية العمل الثقافي دون تدخل منها أمر مهم وضروري في المرحلة القادمة تحديدا لبناء ثقافة مصرية حقيقية علي الاساس الذي تطلبه النهضة المصرية, فالثقافة المصرية ثروة للجميع ولابد أن تظل محافظة علي استقلاليتها وحريتها مهما تكلف ذلك.