فجر افتتاح قناةtrt التركية والناطقة باللغة العربية قضية الاعلام الموجه مرة اخري, فلن تكون تركيا آخر دولة غير ناطقة بالعربية تطلق قناة فضائية ناطقة بالعربية, ولم تكن الأولي فمن قبلها كانت الحرة القناة التي تمولها وزارة الخارجية الامريكية, عقب حرب الخليج الثانية في محاولة لتحسين صورتها أمام العرب, كما يمول الاتحاد الأوروبي أيضا قناة أورو وفرنسا فرانس24 الذي اثار حولها الرئيس الفرنسي ساركوزي جدلا, بعدما اعلن عن نيته لأغلاقها, الصين أيضا دخلت الملعب بقناة فضائية ناطقة بالعربية, حتي اليابان فتحت قسم بالعربي. وفكرة الاعلام العربي لدول غير ناطقة بالعربية, بدأتها انجلترا, عندما كانت امبراطورية, ولها مستعمرات في كل ارجاء الدنيا, وارادت ان تقيم نوعا من الحوار مع الشعوب التي تحتلها, من أجل تخفيف حدة المقاومة, وهي نفس فكرة الحرة وراديو سوا, كما أن شبكة السي ان ان الاخبارية أيضا اطلقت موقعا الكترونيا ناطقا بالعربية, لكن ما الذي تريده هذه الفضائيات والاذاعات ووسائل الاعلام المختلفة؟. الدكتورة ليلي عبد المجيد استاذة الاعلام تقول إن هذه القنوات, هي البديل, أو التطور للاذاعات الاجنبية الناطقة بالعربية, والتي تعمل غالبا لمصالح الدول التابعة لها, من خلال نشر ثقافتها وخدمة سياستها الخارجية, والدفاع عن أفكارها وأيديولوجيتها, من خلال توليفة معينة من البرامج. وأضافت أن هذه القنوات لن تقدم دعاية فجة لبلادها, كما يتصور البعض, ولكن من خلال أسلوب معين في بث المادة الاعلامية, لجذب المشاهد, وعلي سبيل المثال, تركيا, قبل افتتاح قناتها التي تبث بالعربية, وضعت فكرة المسلسلات التركية في معظم القنوات العربية, أي انها حاولت ان تخلق لنفسها حالة نفسية, والتي جذبت قطاعا كبير من الجمهور, وبالتالي ضمنت أنها حينما تفتتح قناتها, ستجذب المشاهدين علي أمل وجود مسلسلات تركية. ويضيف سامي عبد العزيز ان افتتاح القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية, يأتي في إطار اهتمام دول العالم بمنطقة الشرق الأوسط, كمنطقة محورية, وسوق استهلاكية ضخمة لشركات ومصانع الغرب. وأشار إلي أن هذه الفكرة ليست وليدة اليوم, ولكنها منذ عام1932 حينما وجهت ايطاليا إذاعة باري, أول اذاعة ناطقة بالعربية, بينما اسرائيل كانت أول دولة تبث قناة تليفزيونية, وتوالت الاذاعات والمحطات التليفزيونية, منها ما يعمل لمصالح سياسية واخري تجارية وما يقرب من14 دينية تبثها دول وأضاف سامي: من السذاجة أن نصدق أن هذه القنوات تهتم بالمشاهد العربي, أو تخدم متطلباته, فهي تقدم لمشاهدها ما تريد بثه, من أهداف سياسية ودينية واجتماعية لخدمة أهداف دولتها فقط. أما د. صفوت العالم فقد رأي أن معظم هذه القنوات التي تعمل بشكل أخباري,لن تنستطيع اللحاق بالقنوات الاخري, المحترفة, خاصة وأن كل قناة تعمل من خلال وزارة خارجيتها, وأكبر دليل علي ذلك قناة الحرة التي جاءت في ثوب اخباري, ولكنها كانت تخدم مصالح الاحتلال الأمريكي في العراق, وبدأت اهميتها تقل عندما علم المشاهد العربي نواياها. كما أكد أن أسلوب الخطابة المتأثر بالترجمة من اللغة الأم, والذي تتبعه هذه القنوات يجعل قابليتها في اقناع المشاهد العربي محدودة, وبالتالي تقلل من خطورته, بالاضافة إلي أن الجمهور لن ينغمر مع هذه القنوات أو غيرها, لأن تعداد القنوات جعله يتابع أكثر من قناة, وليس واحدة بعينها, بالاضافة إلي أنها خلقت لديه النظرة النقدية,5 مما لا يأتي لصالح هذه القنوات, والتي تعتمد علي مواد مستهلكة وأخبار لخدمة مصالح بلادها. بينما قال د. فاروق أبو زيد: هذه القنوات لا تشكل خطورة علي المجتمع العربي, الذي أصبح واعيا ولديه القدرة علي التفرقة بين ما يخدمه وبين من يوجهه لصالحه. وأضاف لا أحد يعلم ما ان كانت هذه القنوات في مصلحتنا أم ضدنا, ولكن في النهاية نحن في عصر السماوات المفتوحة, ومن حق كل شخص انشاء قناة بأجندة سياسية معينة, ومن الأفضل ان تقدم هذه القنوات المواد الاعلامية بلهجتنا وأمام أعيننا أفضل من أن تذاع بلهجة أخري ولا نعلم ماذا تقول عنا للعالم الآخر بالتحديد. وعما إذا كانت هذه القنوات تعد سلاحا ذا حدين قال كل شيء له فائدة وضرر, كما ان قنواتنا نفسها تعتبر سلاحا ذا حدين حيث تقدم لنا مواد اعلامية مهمة وأخري تجارية بغرض المكسب فقط.