اختتمت أمس قمة بروكسل التي ناقشت الاطار المالي لميزانية الاتحادالأوروبي الممتد من2014 حتي2020 أعمالها بفشل ذريع حيث لم تفض الاجتماعات التي استمرت يومين الي أي اتفاق بين المشاركين. ويعزو المراقبون هذا الفشل الي التباين الحاد في المواقف بين الدول الأعضاء لدي الاتحاد الأوروبي ال27,الأمر الذي أدي الي انهاء المفاوضات مساء أمس للحيلولة دون خلق حالة من الجمود قد تؤدي الي اعاقة التوصل الي أي اتفاق في المستقبل. واستنادا الي مصدر مقرب من كواليس القمة, فان رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومباي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويال باروسو قد أوكلت اليهما مهمة تقريب المواقف بين الدول الأعضاء خلال المرحلة القادمة من أجل التأسيس لحوار بناء, علي ان يتم تحديد ميعاد القمة القادمة في وقت لاحق. ومن جانبه, أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيدكاميرون علي عدم التوصل الي اتفاق بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي وأكتفي بالقول ان الأمر لا يقتصر علي نقل المال من ميزانية الي أخري.. فالدول الأوروبية بحاجة أولا الي تخفيض حجم النفقات علي غرار ما يحدث في بريطانيا وهو الأمر الذي يجب تطبيقه أيضا علي ميزانية الاتحاد الأوروبي. اما رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز, فقد اعتبر ان هامش المناورة بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني هو هامش ضئيل يتعذرمعه التوصل الي أي اتفاق. وبالنسبة الي رئيس وزراء بلجيكا اليودوريبو, فلقد صرح عند حضوره للمشاركة في أعمال القمة بأن المشكلة الكبري التي تواجه الاتحاد الأوروبي تتمثل في عدم وجود المال اللازم لتنشيط النمو, معربا عن أسفه ازاء غياب الطموح المالي نتيجة موقف بريطانيا التي ترفض زيادة إسهاماتها في ميزانية الاتحاد الأوروبي. وفي ختام القمة, طرح رئيس المجلس هيرمان فان رومباي حلا وسطا ليقرب بين الدول الأعضاء من خلال عقده لجولات تفاوضية علي المستوي الثنائي في مكتبه و التي استغرقت طوال أمس والذي تمثل في طرح ميزانية في حدود972 مليار يورو, أي ما يعادل1.01% من الناتج المحلي الاجمالي الأوروبي مع اقتراح توزيع جديد للأموال في محاولة منه لنزع اتفاق اللحظات الأخيرة ولكن بدون جدوي. ومن جهته, تعهد رئيس الوزراء اليوناني, أنتونيس ساماراس أمس بألا تضيع تضحيات الشعب اليوناني هباء, مؤكدا ثقته في ذلك. وقال ساماراس في تصريحات له- أوردتها وكالة الأنباء اليونانية في نسختها الإنجليزية- كل يوم يمر دون اتخاذ قرار نهائي, يضر بالاقتصاد والأسواق ويؤثر علي الحالة النفسية لليونانيين وثقتهم بأنفسهم. وأكد ساماراس أن اليونان أنجزت ما يجب عليها, وقد حان الوقت أن تفي أوروبا وصندوق النقد الدولي بالتزامهما, مشددا علي أهمية التماسك والترابط في دول منطقة اليورو وبين بعضها البعض, قائلا إن الترابط أساس النمو لمنطقة اليورو بأكملها وليس فقط للدول الأكثر احتياجا.