بالتأكيد لم يكن يتوقع الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي واللاعبون السيناريو المعاكس والصادم الذي كان في انتظارهم مساء أمس في المران الأول للفريق بعد العودة من تونس متوجا ببطولة دوري أبطال إفريقيا للمرة السابعة علي حساب الترجي الرياضي التونسي. وبدلا من الاحتفالات بالكأس وبالفريق فوجئ الجهاز الفني واللاعبون بإقتحام عمال النادي وأفراد الأمن ملعب مختار التتش للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ7 أشهر بعد حصول الفريق علي مكافأة الفوز ببطولة دوري أبطال إفريقيا التي تبلغ5,1 مليون دولار التي تنص عليها لائحة الاتحاد الإفريقي الكاف ويحصل عليها الفريق المتوج ببطولة دوري أبطال إفريقيا بالإضافة إلي مليون دولار نظير المشاركة في بطولة كأس العالم لأندية القارات في اليابان في الفترة من6 إلي16 ديسمبر المقبل. وفي مقابل ذلك لم يحصل عمال النادي علي مرتباتهم ومستحقاتهم المالية منذ7 أشهر وتتضمن منحة عيد الأضحي وأرباح الميزانية والحسابات الختامية عن العام المالي المنقضي ومازاد من غضب المتظاهرين علمهم بحصول زملائهم بالإدارات الأخري علي مستحقاتهم المالية عن4 شهور وهي إدارات الحسابات والمراجعة والمخازن وشئون الأفراد. وتصاعدت حدة الاحتقان بين العاملين المحتجين علي الوضع السيئ بعد مضاعفة مجلس الإدارة لمكافآت لاعبي الفريق الأول لكرة القدم لتصل إلي120 ألف جنيه لكل لاعب رغم أن العمال وأفراد الأمن لم تفلح وقفاتهم الاحتجاجية في حصولهم علي مستحقاتهم المالية البسيطة بحجة عدم وجود سيولة مالية في النادي بالإضافة إلي إعلان خالد الدرندلي عضو مجلس الإدارة عن أن المستحقات المتأخرة للاعبين بالنادي تبلغ شهرا واحدا فقط وكأنه لا يعلم ما يحدث داخل ناديه وكأن القصة لا تعنيه وهو ما إعتبره العمال المحتشدون للمطالبة بحقوقهم أمرا طبيعيا. المحتجون تسببوا في إرباك البرنامج التدريبي الذي وضعه محمد يوسف المدرب العام القائم بأعمال المدير الفني مؤقتا لحين عودة حسام البدري من كندا حيث يقضي أجازته فإنشغل الفريق بالأحداث الدائرة داخل ملعب التتش وفي مضماره بعد أن تبخرت الاحتفالات وأصبح التتويج الإفريقي كأن لم يكن ويتبدل كل ذلك بالاتهامات وعبارات الهجوم علي الإدارة وإتهام الجهاز الفني واللاعبين بالتسبب في إفلاس من لا يجدون قوت يومهم وذلك ما جاء علي لسان جميع المحتجين الذين إحتشدوا في ملعب التتش يهتفون أهلي يا أهلي أنا عايز أكل أهلي و21 الإدارة فين و21 حسن حمدي فين و بقينا شاحتين ياشوية........ و يا إدارة حسي بينا النادي دا نادينا وبعد ما صالح مات بقينا علي البلاط و21 الصندوق فين بعد أن دخل صندوق العاملين ضمن ميزانية القناة الخاصة بالنادي. المحتجون أرادوا الخروج من النادي في مسيرة بشوارع منطقة الجزيرة للتعبير عن غضبهم وقص ما يتعرضون له داخل نادي المبادئ والقيم علي حد وصفهم ولكن إنتصرت أراء بداخلهم علي قصر الإحتجاج والاعتصام داخل النادي بعد أن افترشوا أرض التتش وأرض الحديقة المواجهة للمبني الإجتماعي للهتاف ضد الإدارة. وبالتأكيد في هذه الأحداث المتلاحقة لم ينتبه أحد إلي غياب محمد بركات وعبدالله السعيد ومحمد ناجي جدو ثنائي الفريق الأول للكرة بالنادي عن مران الفريق أمس بسبب ظروف خاصة للأول والثاني وإصابة الثالث بنزلة برد ومن البديهي ألا ينشغل أحد داخل النادي بإلغاء المباريات الودية إستعدادا للمشاركة في مونديال اليابان.