الريادة الإعلامية كلمة تتكرر كثيرا في الفترة الماضية, وتحديدا في عهد النظام السابق الذي كان يري أن المنافسة وإقامة المهرجانات والبرامج ذات التكلفة العالية, هي أهم شيء يحقق الريادة الإعلامية, دون النظر إلي المواهب والكفاءات المهمشة داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون, أو حتي التطوير الصوري الذي كانت تقدمه قيادات التليفزيون بين الحين والآخر دون أن يلتفتوا إلي أنهم تأخروا كثيرا وأصبحت هناك قنوات فضائية لا يتعدي عمرها عامين فقط هي الأعلي في نسبة المشاهدة. يأتي هذا الكلام بمناسبة إطلاق مونديال اتحاد الإذاعة والتليفزيون في8 ديسمبر المقبل. الأهرام المسائي تحدثت مع عدد من الإعلاميين حول مفهوم الريادة الإعلامية وهل تتحقق من خلال تنظيم مهرجانات فقط, أم أن هناك بعض الأمور التي يغفلها التليفزيون لم يقدمها بعد حتي يحقق الريادة التي يهدف إليها. بداية يقول الإعلامي حمدي الكنيسي: إن الريادة لا تتحقق بمجرد بضعة أيام يعقد فيها مهرجان, لكنها تكون بميثاق شرف يحترم من الجميع, واستثمار للإمكانات المادية والبشرية, حيث أري أن الإعلام الرسمي يمتلك هذه المقومات, مما يساعده علي تحقيق الريادة الإعلامية إذا أراد ذلك. وأضاف أن المهرجان في رأيي يهدف إلي لقاء بين الإعلاميين العرب للتنسيق وتبادل الخبرات والتجارب, ومن خلال هذه التجارب يكون التطوير, ومن هنا يكون الهدف الرئيسي والأوحد الذي يحققه أي مهرجان, بينما الريادة تكون بإتاحة الفرصة للمواهب والأكفاء, وثقل هذه الموهبة بالدراسة والخبرة, وكذلك إشعال المنافسة بالتطوير والتحديث, التي لا تعتمد علي الإثارة, ولا تتعارض مع القيم والمبادئ, وإطلاق حرية الإعلاميين. وتتفق معه في الرأي الإعلامية سناء منصور, حيث قالت: إن الريادة هي أن تقدم شيئا لم يسبقك فيه أحد من التليفزيونات الأخري, أما أن تقدم عملا متواضعا فلا قيمة له, ومن الأفضل ألا يقدم حتي لا يكون علي مستوي الحدث نفسه. وأوضحت أن أهم عوامل المهرجان أن يتوافر به عنصر الإبهار, وليس مجرد أشخاص يقفون علي المسرح ليتسلموا جوائز التكريم, وهو أمر يسهل علي أي نقابة أن تقوم به, وبالتالي يصبح من العيب أن نقدم مهرجانا متواضعا, ولابد من ابتكار شيء جديد حتي نكون علي مستوي الحدث. بينما أكد الإعلامي محمود سلطان أنه لا توجد علاقة بين الريادة الإعلامية واشتراك مصر في مهرجانات, فمن الممكن أن تقدم أي دولة صغيرة مهرجانا ضخما, بينما لا علاقة لها بالريادة الإعلامية, فنحن دائما ما نبالغ بالمسميات التي تكون علي شاكلة أضخم وأكبر وأنجح. وأوضح أن كل مهنة لها مفرداتها إذا حققتها حققت النجاح, ومن خلال تقديم إعلام جيد وهادف سنحقق الريادة الحقيقية, لذا علينا أن نعمل ويكون لدينا هدف وخطاب إعلامي متميز حتي نحقق النجاح الإعلامي المنشود, خاصة أن الساحة الآن بها العديد من القنوات الناجحة, وبالتالي تكون المنافسة هنا صعبة, وكلما كان هناك تقدم زادت المنافسة قوة وصعوبة. وأشار إلي أنه من الضروري عدم إغفال الأهداف القومية, فليس معني حرية الإعلام تغيير المفاهيم الإعلامية, والاهتمام بالإعلام المغرض, وطريقة الحوار غير جاذبة, فالإعلام قوة إذا جعلناه داخل إطار تنفيذ أهداف الإعلام المطلوب تنفيذها, لكننا في الواقع لا تهمنا سوي مصالحنا الشخصية. وردا علي ذلك قال إسماعيل الششتاوي المكلف بتسيير اتحاد الإذاعة والتليفزيون: إنه مع أن الريادة الإعلامية تتعلق بالتميز في المحتوي والمضمون, وكذلك تلبية احتياجات الشعب من خلال اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي هو إعلام الشعب, وكذلك تطوير المحتوي لكل قناة بحيث تتناول الهدف المرجو من إنشائها. وأوضح أنه بالنسبة لما يخص مونديال اتحاد الإذاعة والتليفزيون فدعمنا له لا يعني الحفاظ علي الريادة الإعلامية, لكننا كاتحاد للإذاعة والتليفزيون نهتم بأنشطة المجتمع المدني, فمثلا جمعية حماية حقوق المستمعين والمشاهدين ندعمها, والدعم هنا معناه التغطية دون أن يتكلف الاتحاد شيئا, بحيث يكون هناك هدف إيجابي من هذه التغطية, وكذلك الحال بالنسبة لمؤتمر في كلية إعلام, وبناء علي هذه الأحداث التي ندعمها بالتغطية إذا جاء شيء إيجابي نستفيد بها, ومن حق مؤسسات المجتمع المدني علينا أن نغطي فعاليتها.