تحرك الضابط قلقا اثناء نومه وسرعان ما تطاير النعاس من عينيه ثم اعتدل وقام الي صلاة الفجر وكانت تملأ رأسه عدة احتمالات يحاول الوصول من خلالها الي معلومات جديدة تفيد بالوصول إلي من تسبب في مصرع ثلاثة من زملائه الجنود وإصابة اثنين آخرين.وبدأ الضابط يضع الخطط المحتملة للتحرك لجمع المعلومات ويقارن الشبهات بما يستجد من التحريات الي أن ارتفع اذان الظهر فجمع زملاءه من الضباط والجنود واتجهوا خارج ساحة أحد الفنادق بمدينة العريش لاداء الصلاة. وفور انتهائه اتجه هو وسائقه وركبا سيارة دفع رباعي ماركة( تويوتا) واتجها لتنفيذ احدي المهمات حسب الخطة الموضوعة وهي جمع المعلومات من احدي المناطق السكنية العربية من مكان الحادث وانطلقت بهما السيارة وعند أحد المطبات في أحد الشوارع الداخلية فوجئ بمن يفتح باب سيارة السائق ويجذبه خارجها, ففزع الضابط خوفا فاعتدل يسارا يستطلع الامر وهو يتحسس سلاحه الميري, وبمجرد ظهور وجهه خارج السيارة استقبله وابل من الرصاص فارتد بشكل عكسي وخرج من السيارة باصابة وقفز بشكل سبق التدريب عليه ثم اعتدل علي الارض وسحب اجزاء سلاحه الميري وأطلق رصاصاته علي السيارة الهاربة والدماء تتناثر من إصابته علي الارض, لكن المجرمين لاذوا بسيارة الشرطة هاربين وسرعان ماجذب صوت الرصاصات بعض الاهالي الذين تجمعوا يحاولون اسعاف الضابط المصاب وبالفعل استطاعوا نقله إلي مستشفي العريش وسرعان ما انتشر الخبر بين الاهالي الذين اشادوا ببسالة الضابط وتبين انه العقيد سليم سعيد الجمال مفتش بمباحث الامن العام في شمال سيناء, وفي سياق متصل اكد مصدر مسئول بوزارة الداخلية ان الحادث وقع صباح أمس وقام به عدد من الاشخاص المجهولين, كانوا يستقلون سيارة رمادية اللون وأطلقوا وابلا من الأعيرة النارية فور مشاهدتهم مفتش الامن العام, ولاذوا بالفرار بعد التأكد من اصابته. وقال مصدر أمني مسئول ان الطلقات كانت تستهدف القضاء علي الضابط خاصة انها تم تصويبها في منطقة قاتلة وأكد المصدر أن العقيد سليم الجمال قد تم نقله الي مستشفي المعادي العسكري باستخدام طائرات الاسعاف العسكرية نظرا لاصابته بطقين ناريين أحدهما في منطقة الفك بالوجه والآخر بالكتف الايسر. وعلي أبواب المستشفي كانت أفواج من عائلة الضابط ومن مركز الصف وقرية غمازة تتوافد للاطمئنان عليه وحاول الجميع الدخول من جميع بوابات المستشفي إلا أن الامن قام بتنظيم الزيارة والتقي الأهرام المسائي العقيد الجمال حيث يتلقي العلاج في الدور الرابع بغرفة العناية المركزة, حيث أكد سليم الجمال أنه لم ترهبه الرصاصات وقام باطلاق نيران سلاحه علي السيارة بعد أن أصابوه. وهنا منعه الطبيب المعالج من الحديث وأكد لنا ان حالته مستقرة وتتحسن وأن الاصابة بالقرب من فكه والكتف الأيسر, إلا انه يخشي عليه من الحديث وكثرة زيارات أقاربه ومحبيه المتوافدين عليه. كما التقي الأهرام المسائي اللواء سعد الجمال عضو مجلس الشعب السابق من دائرة الصف وعم الضابط المصاب الذي أن سبب تواجد المصاب في منطقة الحادث هو قيامه بجمع معلومات ومعه بعض المجموعات التي خرجت في أماكن اخري بحكم عمله كمفتش بمباحث الأمن العام بشمال سيناء وكانت المهمة جمع معلومات عن واقعة قتل3 من زملائه الجنود وإصابة اثنين وهي الحادثة التي تزعج كل أجهزة الأمن هناك. وأضاف أن وزير الداخلية مشكورا كان علي اتصال معه فور وقوع الحادث ومنذ أول لحظة وأن القوات المسلحة مشكورة أمرت بنقله بطائرة عسكرية إلي مستشفي المعادي لعلاجه وكان في انتظاره مدير المستشفي, كما قام وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين بزيارته. وأوضح الجمال أن المؤلم في هذه الواقعة أنها تتكرر في نفس مكان حادثة قتل منذ3 أيام ولم يؤمن المكان حتي الآن والغريب ان منطقة العريش سكنية وليست صحراوية وأن الضابط المصاب ذهب لجمع معلومات من منطقة سكنية وهذا يثبت منتهي الاستهانة من أجهزة الامن ومن المسئول عن تواجد شرطي في هذه المنطقة الملتهبة بدون درجة عالية من التسليح وكيف تكلف وحدها بدون تأمين كامل ومؤازرة من فرق القوات المسلحة وأشار الجمال إلي أنه ما أثلج أصدره وجعله يشكر الله ما سمعه من العقيد المصاب أثناء زيارة وزير الداخلية له وعندما شعر من حديثه انه لم يخف ولو للحظة أثناء الهجوم عليه من المجرمين, وقال: حتي لو نصيبي أني لم أعش فمن منا لايتمني الشهادة من جهة أخري, قال مصدر أمني بوزارة الداخلية إن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لضبط الجناة في حادث إطلاق النيران علي الجمال مفتش الأمن العام بمديرية أمن شمال سيناء. مضيف أن عنصر المفاجأة كان في صالح المتهمين ولذلك تمكنوا من إصابة الضابط ولم يكن أبدا أحد يتوقع أن يعاود أحدهم الهجوم علي قوات الشرطة خاصة بعد الدعم المقدم للقوات من أسلحة ثقيلة ومدرعات ومصفحات من الجيش والشرطة مؤكدا أن شواهد العملية تؤكد إرتباط الجناة في الواقعتين الأولي والثانية. من جانبه قال اللواء أحمد جمال الدين علي وزير الداخلية أثناء زيارته لمفتش الأمن العام والذي يرقد بمستشفي القوات المسلحة بالمعادي إنه وقيادات الوزارة لن يغمض لهم جفن إلا بعد التوصل إلي الجناة وضبطهم وأنه لا يوجد ما هو أغلي من قطرات الدماء التي تسيل من أبناء الشرطة أثناء مواجهتهم الخارجين علي القانون وسيظل الجميع يفتدي الوطن بأغلي ما لديه. كما قام الوزير بزيارة الرائد محمد أبوالنصر مشالي والذي يرقد في غرفة العناية المركزة بالمستشفي إثر إصابته بطلقات نارية أثناء خدمته لملاحظة الحالة الأمنية بقرية أبوالريش التابعة لمركز أسوان نتيجة لتجدد الاشتباكات وتبادل إطلاق النيران بين عائلتين بالقرية.