دكتور الكرة المصرية, يمتلك روشتة علاجية لهمومها يعيش آلامها وكبواتها, ويتغني بأهدافها وإنجازاتها وبطولاتها تألم كثيرا لوقف النشاط يتطلع إلي وصول منتخبنا لنهائيات كأس العالم بالبرازيل2014, هكذا الدكتور طه إسماعيل الخبير والمحاضر الدولي, فتح قلبه في حوار صريح جدا. ** بداية ما تعليقك علي توقف النشاط الكروي في مصر؟ * الكل تأثر بشكل كبير, حتي النادي الأهلي الذي يواصل صراعه في دوري أبطال إفريقيا لأن عدم وجود الجماهير أثر عليه سلبا في الأداء والروح المعنوية, فهو يؤدي في ظروف صعبة, فالتأثير شامل, ويحتاج إلي وقت ليستعيد عافيته من جديد. ** ما تفسيرك لقلة عدد اللاعبين والمدربين المحترفين؟ * بالتأكيد ينصب العامل الأول علي مغالاة الأندية بشكل كبير, وهذا يضيع الفرصة علي اللاعبين ويقلل فرص المنتخب في الاستفادة من خبراتهم بعد ذلك نتجية الاحتكاك بالمدارس الكروية المختلفة, ثانيا أن اللاعب المصري يفتقد لثقافة الاحتراف الخارجي, ولا يمتلك السلوك والثبات الانفعالي في التأقلم مع الأوضاع الجديدة, ولو نجح لفترة يعود بعدها للملاعب المصرية. ** فزنا ببطولة إفريقيا ثلاث مرات متتالية ورغم ذلك عدد المحترفين مازال محلك سر؟ * الأندية ومجالس إدارتها وراء هذا الأمر نتيجة التردد والطمع المادي, ولو نظرنا إلي دول أخري مثل المغرب, نجدها تخرج لاعبيها بملاليم, ولذلك تنجح دائما في الوصول لكأس العالم, ومعظم لاعبيها منتشرون في كل دوريات أوروبا, إضافة إلي أن فتح مجال الاحتراف يعطي الفرصة لخروج أجيال أخري تأخذ الفرصة. ** ولكننا نتفوق إفريقيا, وفي الوقت نفسه نفشل في الوصول للمونديال؟ * كل المرات التي تأهلنا فيها كانت بصعوبة ولكن كيف نصل بالتخطيط الجيد قبل بدء التصفيات وأداء مباريات قوية مع مدارس كروية مختلفة, والتركيز علي الفرق الإفريقية, وإذا وصلنا اعتقد أننا سنكون أفضل من الفرق الإفريقية كلها, والدليل في كأس العالم للقارات أدينا بشكل جيد أمام البرازيل ثم إيطاليا. ** ما السبيل للنهوض بكرة القدم وتحقيق الاحتراف الحقيقي؟ * الحل الأمثل يكمن في تمويل الأندية إلي شركات من أجل تحقيق مبدأ الاحتراف والاستقلالية, لتكون لها ميزانية محددة ومعروفة وملعب محدد, وفكر فني متجدد يدير الكرة بشكل احترافي. ** وهل الأندية يقع عليها العبء في احتراف اللاعبين خارجيا؟ * بالتأكيد والدليل علي ذلك أزمة شيكابالا, ظل الزمالك متمسكا به علي الرغم من العروض الكثيرة التي انهالت عليه, وفي النهاية بعد تصاعد الأزمة اضطر إلي إعارته إلي الوصل الاماراتي. ** ما الفرق بين اللاعب المصري والإفريقي علي المستوي الاحترافي؟ * اللاعب المصري لا يستطيع التعامل تحت ضغط لأنه لا يمتلك الثبات الانفعالي والتعايش مع رحلة الاحتراف الخارجية بعيدا عن الأسرة والأهل, لكن اللاعب الإفريقي يمتلك كل المقومات من التحمل والمثابرة, وتنفيذ تعليمات المديرين الفنيين بكل دقة, وكل ما هو مطلوب منه بلا تقصير. ** ما رأيك في تجاوز اللاعبين سن ال37 داخل الملاعب المصرية؟ * الملعب هو الفيصل, وعندما يلفظ المستطيل الأخضر هذا اللاعب, فانه يكتب شهادة اعتزاله والتقييم دائما يرجع للمدير الفني والجماهير والادارة وأداء اللاعب في الملعب هو الذي يعطيه القدرة علي المواصلة والوجود في الفريق. ** هل يتم تقييم اللاعب ماديا داخل مصر؟ * اللاعب المصري يأخذ حقه في الأندية الكبيرة فقط, ويتفاوت النسبة بين الأندية الأخري, واللاعب يستطيع أن يجبر إدارة ناديه علي تقديره ماديا إذا أخلص في العطاء في الملعب. ** ما رأيك في وجود لاعبين اثنين سابقين فقط في عضوية اتحاد الكرة؟ * أعتقد أن نجاح أي اتحاد ليس شرطا أن يكون هناك أكثر من لاعب سابق فهذا ليس شرطا, فعلينا تشكيل أجهزة فنية تكون مكلفة بالمسئولية, فالادارة شيء آخر. ** وما تعليقك علي ما جري في انتخابات اتحاد الكرة الأخيرة؟. * لا نستطيع الحكم علي المجلس مبكرا, لأنهم في البداية, وإذا أصدرنا عليهم أحكاما مسبقة فهو ظلم لهم, ولو أنهم يمتلكون الامكانات سيستطيعون اثبات ذاتهم في قيادة اتحاد الكرة والنهوض باللعبة بشكل جيد. ** هناك بعض الوجوه القديمة مازالت موجودة بشكل كبير فما تعليقك؟ * نعم هناك من يعمل أكثر من75 سنة, ولكنه ناجح في مكانه ويؤدي واجبه علي أكمل وجه دون تقصير, فهو يمتلك كما من الخبرات تؤهله لمواصلة العمل بشكل مثالي ومنظم ولا عيب في ذلك.