استمرارا لنهجه المسرحي الذي بدأه منذ اكثر من اربعين عاما قرر المخرج جلال الشرقاوي افتتاح موسم مسرحي جديد لفرقته برواية الكوتش للمؤلف صلاح متولي. الذي يقدم خلالها كوميديا سياسية تنادي بتداول السلطة وألا تحتكر قوي سياسية واحدة مقدرات الدولة حيث يؤكد علي لسان بطل المسرحية طلعت زكريا لايجب ان يحتكر الوطن فريق واحد, فالوطن للجميع, ولا يحتكر الدين فريق واحد فالدين لله, ولابد من التعددية ولابد من كسر الاحتكارات. يشارك في بطولة المسرحية وائل نوروانتصار وعبير الشرقاوي والممثلة التونسية الجديدة إيناس بن علي ويجسد طلعت زكريا دور أحد مدربي كرة قدم في احد الاندية واجه ظلما كبيرا خلال رحلته في عالم الرياضة منذ ان كان لاعبا حيث تعمد الاخرون اصابته, لكه ثابر وصبر حتي نال دورات في عالم التدريب ليواجه نفس المصير مع فريقه. يقول جلال الشرقاوي: أحداث المسرحية تدور حول مباراة لكرة القدم ونتابع ظلما يمارس علي احد الاندية لصالح ناد كبير يحتكر كل البطولات بالرشوة او الفساد او العنف او اي وسيلة لكي يظل هو المحتكر لكل البطولات والاضواء, وتأتي المقاومة من الذي قال لا وهو رمز للمواطن المصري البسيط الذي صبر كثيرا وتحمل حتي فاض الكيل, فانتفض ثائرا محذرا من العنف القادم وانه طالما نادي بالسلمية إنما في هذه المرة لن تمر دون خسائر.. فانتبهوا, ولا تحتكروا, ولا تستحوذوا وألا تقصوا أحدا مهما كان. في البداية لم يثرني إسقاط سياسي يقدمه الشرقاوي في المسرحية لأنه طالما قدم هذه النوعية من الأعمال المرتبطة بالمتغير الاجتماعي والسياسي, لكن هذه المرة فيما اعتقد انه مغامرة من الشرقاوي كمنتج للعمل وكان واحدا من المناصرين لثورة يناير وبقوة أن يستعين بنجم مسرحيته الجديدة طلعت زكريا الذي اعتلي القائمة السوداء للفنانين والتي اطلقها البعض عقب الثورة وما تلاها من احداث. التقيت الفنان جلال الشرقاوي خلال بروفات المسرحية مع ابطالها وسألته, فقال: من وجهة نظري والحقيقة ان هناك خطأ بالغا في هذا الوصف, فطلعت زكريا لم يكن يوما ضد الثورة انما كان متعاطفا وبشكل انساني مع الرئيس السابق حسني مبارك, ولو سمعنا منه بحياد سوف نجد ان له كل الحق في ان يحمل مشاعر طيبة تجاه المخلوع. سألت طلعت زكريا عما يقصده الشرقاوي فقال: عندما تحدثت في بداية احداث الثورة لم اكن مدافعا عن مبارك الحاكم وانما عنه كانسان, فقد كانت لي العديد من التحفظات علي فترة حكمه ومساوئها لكني تعاملت معه في اكثر المواقف الانسانية حرجا يتعرض لها انسان, والحكاية تبدأ في باريس عندما نضبت كل مواردي المادية وفشل اطباء المستشفي الامريكي هناك في علاجي وقرر الاطباء ان النهاية حتمية, وفكرت ادارة المستشفي في نقلي لاحد فنادق النجمة الواحدة أنتظارا لقضاء الله, إلا انني فوجئت باشخاص لا أعرفهم ينقلونني الي مطار اورلي بباريس لاستقل طائرة عليها علم مصر ومكتوب عليها رئاسة الجمهورية. وأكمل زكريا: وفي القاهرة تلقيت علاجي في قصر العيني حيث نقلني هؤلاء الاشخاص وأودعوني لدي اطبائها الذين نجحوا فيما فشل فيه الاطباء في فرنسا, وتم العلاج علي نحو افضل, وكان هذا بمثابة اعادة احياء لشخص كان الجميع ينتظر وفاته بين لحظة واخري. واضاف: وعندما هاتفني الرئيس السابق للاطمئنان طلبت منه مقابلته وفوجئت باستضافته لي بعدها بعام بعد ان اتم الله شفاءه, وعلمت ان كل هذا تم علي نفقة رئاسة الجمهورية وليس علي نفقة الدولة, من هنا كان العرفان بالجميل. ويعود الشرقاوي مشيرا الي ان الخطأ الذي ارتكبه زكريا انه خلط ما بين الخاص والعام, الخاص هو هذا الجميل الي يحمله للرئيس السابق, والعام هذا الفساد الذي وضعنا فيه مبارك وحاشيته. وأكد الشرقاوي انه لايوجد تناقض بينه وبين اختياره لطلعت زكريا بطلا لمسرحيته فهما ايد واحدة, مشيرا إلي انه لم يلتق علي مدار رحلته الفنية عبر خمسة عقود مثل اثنين علي فن وخلق هما الراحل حسن عابدين وطلعت زكريا.