النظم الديكتاتورية في عالمنا العربي تتساقط نظاما تلو الآخر فيما اصطلح علي تسميته بثورات الربيع العربي, المراقب والمتأمل في المشهد السياسي العربي يري تباينا في سقوط الطغاة من الحكام العرب. سقط مبارك بثورة25 يناير وبعدها تم القبض عليه وتقديمه هو ونجليه وأركان نظامه إلي المحاكمة ومن قبله اختار زين العابدين بن علي الهروب والقفز من المركب قبل الغرق ثم جاء الدور علي الطاغية المجنون معمر القذافي رأينا المشهد الليبي مختلفا, فلابد أن يحمل الثوار السلاح لإرغام القذافي علي الجلاء عن حكم ليبيا وجلب القذافي المرتزقة من الدول الإفريقية لمواجهة الثورة المسلحة ضد طغيانه ورجحت في النهاية كفة الثوار وألقوا القبض علي القذافي ملك ملوك إفريقيا وشمشون القرن العشرين والحادي والعشرين مختبئا داخل ماسورة مجاري وقتلوه قتلة بشعة لم يتعظ منها الأسد ونظامه في سوريا لم يستوعب الدرس واجه المظاهرات السلمية براجمات الصواريخ واستهدف زبانيته مطرب الثورة وقتلوه وأخرجوا حنجرته وألقواها في فمه. ظنوا أنهم قتلوا مطربا يجيش الجماهير ضد طغياتهم ولكنهم بفعلتهم البشعة أحيوا آلاف المطربين الثائرين اسكتوا فما واحدا وسدوه بحنجرته فانطلقت مئات الآلاف ثأثرين في الميادين حاملين السلاح في كثير من المدن السورية وانضموا للجيش السوري الحر وحرروا مدنا كاملة خاصة محافظة إدلب وعاصمتها معرة النعمان ويقول التاريخ لنا: إن النعمان بن المنذر, وكان حاكما لهذه المنطقة في العصر الجاهلي, قد قتل فيها رسل أحد أعدائه وكان زعيما لقبيلة كبري تقع علي الحدود التركية الآن وكان خلافا وعداء مستحكما بينهما وأراد زعيم القبيلة وأن يرسل للنعمان بن المنذر رسلا لعقد هدنة سلام بينهما فظن أنهم جواسيس فألقي القبض عليهم وقتلهم وتذكر سير التاريخ أن عددهم كان ثلاثة وعندما علم بعد ذلك أنه قتلهم بغير حق قدم اعتذارا لزعيم القبيلة الحدودية وأبرم معه معاهدة سلام كانت من بين بنودها تسمية المنطقة التي قتل فيها رسل السلام معرة النعمان ليسجل التاريخ العار الذي التصق بالنعمان بن المنذر لمجرد أنه قتل رسل سلام بطريق الخطأ فما بالنا بما يرتكبه بشار الأسد من مجازر يومية يسقط فيها النساء والأطفال والشيوخ كان أدماها عندما سقط142 شهيدا من هؤلاء احتموا بمسجد في مدينة معرة النعمان ظنا منهم أنه أكثر أمانا من بيوتهم.