علي الرغم من مرور أكثر من سعبين عاما علي ازدهار جماعة بلومزبري, مازالت هذه الجماعة الأدبية الرائدة تلهم الكثيرين من الأدباء والمهتمين بحركة الشعر والنثر فيما بين الحربين العالميتين اخر المجهودات التي تبذل من أجل كشف النقاب عن الجماعة وأسرارها وطبيعة العلاقات بينهم نظرتهم لمختلف القضايا هو تلك المجموعة الأرشيفية التي عرضتها جامعة كينجز كوليدج البريطانية للعامة, وفقا لما ذكرته صحيفة الاندبندنت البريطانية قبل أيام, وهي الجامعة المرموقة التي كانت تضم معظم أعضاء الجماعة وتضم المجموعة الأرشيفية التي ورثتها الجامعة عن الكاتبتين فرانس باتريدج( توفت)2004 ورزموند ليمان( ماتت1990) أطول أعضاء الجماعة عمرا. ويحتوي الأرشيف الجديد علي الاف الخطابات والمراسلات وثلاثين ألبوما للصور بين أبرز أبناء الجماعة مثل الأديبة العالمية فيرجينيا وولف, والمفكر الاقتصادي جون ماينارد كينيز والروائي الكبير اي ام فوستر. من ضمن الخطابات الهامة ذلك الذي أرسله كليف بيل زوج فانيسياأخت فيرجينا, الي فرانس باتريدج في الثالث من ابريل1942, أي بعد اختفاء فيرجينيا بخمسة أيام,يكشف لها عن تخوفاته من اختفاء فيرجينيا الغامض, ويؤكد علي أن انتحار فيرجينيا كان متوقعا فيما بين أفراد الجماعة مكتب فيه: لا أجد شكا طفيفا في أنها أغرقت نفسها منتحرة نحو فجر الجمعة الماضية..لقد تركت خطابات لكل من ليونارد( زوج فيرجينيا) وفانيسا( أخت فيرجينيا) كما ان أثار قدميها وعصاها لايزالا عالقين بحافة النهر كما انها كانت تمر منذ عدة أسابيع بواحدة من حالات الانهيار العصيبة التي أصابتها مرارا...أن تحتمل عامين من الجنون وتستيقظ لتجد عالما صنعته سنتان آخرتين من الحرب هو أمر لا اعتقد أنها لم تكن واعية له حازت روزماند ليمان, أطول أعضاء الجماعة عمرا, علي شهرة واسعة1927 في سن ال26 فور صدور روايتها الأولي( اجابة مغبرة) تزوجت مرتين زوجها الثاني هو ووجان فيليبس الابن الشيوعي للتاجر الثري. واكتسبت شهرته فيما بعد من أنه كان الشيوعي الوحيد الذي دخل مجلس الشيوخ ببريطانيا) وجماعة بلومزبري لمن لايعرف هي جماعة أدبية تشكلت مع بداية عام1905 م, كانوا يجتمعون من وقت لآخر من عام1905 الي عام1930 م في منازل فرجينيا ستيفن, وأختها فينسا وأخيهما أدريان في جزء من لندن يسمي بلومزبري وكانوا يجتمعون من أجل مناقشة المسائل الفكرية المتعلقة بالفن والأدب,ومراجعة كل الموروثات الأخلاقية, والفلسفة, والدينية ضمت الجماعة أسماء لامعة ومؤثرة الي الان في الادب والاقتصاد والفن والنقد مثل فرجينيا وولف وزوجها ليونارد سيدني وولف, والنقاد روجير فراي وكلايف بيل, والاقتصاد جون مينارد كينس, ومؤلف السير الذاتية لايتون ستراشي,والناقد الأدبي والمسرحي ديزموند ماكارثي,والروائي وكاتب المقالات ي.م. فورستر, والفنانين التشكيليين فإنيسا بيل ودانكان جرانت, وغيرهم من المفكرين الذين كانوا يلتقون بالجماعة من وقت لاخر مثل الشاعر تي. إس.إليوت, والمؤلف الدوس هكسلي, والفيلسوف برتراند راسل وتنقل صحيفة الجارديان البريطانية عن أمينةالارشيف بالجامعة باتريشيا ماكجاير مؤكدة أهمية الخطابات: تكشف لنا الخطابات عن نوع الموسيقي التي كانوا يسمعونها والمعارض التي كانوا يترددون عليها, والأهم من ذلك انها تكشف لنا عن استجابتهم للأحداث السياسية الكبري وتضيف: بشكل ماكانت هاتان السيدتان( تقصد فرانس باتريدج ورزموند ليمان) تتنتميان الي ذلك الجيل الخاص جدا الذي عاش ظروف الحربين العالميتين...فكانتا حاصلتين علي قسط من التعليم والتدريب والحقوق,وكان لدي كل منهما وقتها الخاص, ولم تكونا مسئولتين عن بيت,ولذلك كانت لكل منهما وجهة نظرها الخاصة والعميقة فيما عانت من تضارب طريقتها البوهيمية في الحياة مع الأجيال الأكبر والأكثر تحفظا وعلي الرغم من أن أعضاء الجماعة عاشوا حياة عريضة متحررين من كل مايمكن أن يقيد المرء من أعراف وتقاليد وقوانين وحسبان لمشاعر الاخرين, فان أي منهم لم يكن سعيدا في حياته الأمر الذي أدي الي انتحار بعضهم واصابة البعض الاخر بموجات اكتئابية طويلة, وهو ماتؤكد عليه الخطابات التي كشفت عنها جامعة كويلدج. كنا نعرف بانتحارها: كانت فيرجينا وولف حجر الأساس بالنسبة للجماعة, والمعروف أنها ماتت منتحرة بعد أن تركت خطابا لزوجها ليونارد في28 مارس عام1941 تقول فيه:إنني علي يقين من أنني أرجع لجنوني من جديد أشعر أننا لايمكن أن نمر في فترة أخري من هذه الفترات الرهيبة وملأت جيوبها بالحجارة لتواريها أمواج النهر.