تمر الصناعة المصرية والصادرات الصناعية بمرحلة مفترق طرق فإما تستمر في المنافسة علي السعر عالميا أو تتحول إلي عبء كبير علي الاقتصاد المصري وبات عند تمليك التصميم الشق الابداعي والتصميمي حاسما في المنافسة فمن يمتلك التصميم والملكية يمتلك السوق ويملي شروطه عليه وهو الأمر الذي يفرض علينا بذل الكثير من الجهد لتطوير صناعتنا بما يمتلك للمنافسة. تقول يمن الحماقي وكيلة اللجنة الاقتصادية بمجلس الشوري ان افتقاد مصر للتصميم للموديلات الجديدة يرجع إلي ان الهيكل الصناعي تسيطر عليه بشكل كبير الصناعات الحرفية وهذا قطاع غير رسمي لذلك يجد صعوبة في التطوير بسبب عدم امتلاك الإمكانات التكنولوجية التي هي اساس التطوير وإيجاد الموديلات الجديدة. من جانبه يقول ادهم نديم مدير مركز تحديث الصناعة ان مصر لها تاريخ طويل في الابداع والتصميم وان مانقوم به الآن هو إعادة الاتصال بتاريخنا وحضارتنا فلم يكن التصميم والابتكار عبر العصور مسألة محلية ينغلق فيها مجتمع علي نفسه, لكن أهم الحركات الإبداعية اتت خلال حراك الحضارات والثقافات وقد نالت مصر قسطا كبيرا من هذا عبر العصور. وأضاف ان مركز تحديث الصناعة سيقوم بحدث كبير خلال الفترة المقبلة بدعوة المئات من المصممين العالميين إلي القاهرة لحضور هذا الحدث الصناعي الإبداعي الكبير الذي يحتضنه شارع المعز بالقاهرة وسيكون هذا الحدث بقلب القاهرة الفاطمية لنقدمها للعقول المصرية ولتقديرنا لمدي الاهتمام بالتصميم. وأشار إلي انه يجب مشاركة الشباب المصممين المحترفين والشركات العملاقة في مصر وأيضا من العالم لانه سيتيح الفرصة لشباب المصممين لتعليم فن التصميم من خلال الندوات التي ستعقد خلال هذا الحدث وسيحاضر فيها مصممون عالميون ومحليون مشيرا إلي ان العام الحالي سيزداد عدد المشتركين من الشركات وكذلك المصممون الشبان وقريبا ستتم ازاحة الستار عن النتائج هذا العام من تجارب ثاني ورشة عمل تقام في مصر للإنتاجية المصرية بما فيها من شركات كبري وصغري ان تبادر باستراتيجية ذات اهداف طموحة لتطوير هويتها التي تتمتع بشيء من المعاصرة وجذور متأصلة من الموروث الثقافي والمهارة الحرفية التي يقويها استخدام احدث الوسائل التكنولوجية الممزوجة بشيء من التدريب وثقافة التصميم. ويقول محمد المرشدي رئيس غرفة الصناعات النسجية ان التطوير ونقل التكنولوجيا أصبح ضرورة لأي صناعة خاصة الصناعة المصرية حيث ان نقل الموديلات العالمية من الدول المتقدمة في مجال التصميم الجديد وتقوم بعض الدول في هذا المجال بتقدمها الكبير والذي لايسبقها احد مثل مصممي فرنسا وإيطاليا فهما من اوائل الدول المتقدمة في هذا المجال فالتصميم له دوله المتقدمة فيه علي الصناعة المصرية ان تفرض موديلاتها باسلوبها الخاص المتميز لكي نتميز عن غيرنا. ويري عبد المطلب عبد المجيد مدير مركز البحوث الاقتصادية باكاديمية السادات ورئيس قسم الاقتصاد ان ضعف القدرة علي الابتكار للمصمم المصري يرجع إلي الكثير من المعوقات ابرزها جودة التعليم الجيد والانعتمد علي نقل الموديلات المختلفة من الدول المتقدمة فقط بل يجب ان نقيم معاهد متخصصة في مجال التصميم والابتكار مثل بعض الدول في شرق آسيا التي اقامت معاهد وأكاديميات متخصصة لاعداد وتنمية مهارات مصمميها. وأضاف ان الصناعات المصرية تعاني من ضعف التصميم في قطاع الأعمال العام والقطاع الخاص بل يتم نقل التصميم فقط وليس بإبداع المصمم المصري لانه يريد الجاهز فقط فضعف التكنولوجيا والمعلوماتية وعدم تخصيص موارد مالية للبحث والابتكار والتطوير فان الصانع المصري عن تطوير منتجه ومثال ذلك فان فانوس رمضان صناعة مصرية إلا ان الصينيين استطاعوا ان يتفوقوا علينا في صناعته.