ويشتهر حي عابدين بوجود أهم القصور التاريخية به وهو قصر عابدين. وبزيارتك للحي تصطدم بالوضع الذي يخالف الصورة التي ترسمها له إذ لا يختلف عن بقية أحياء القاهرة التي تعاني من العشوائيات والفوضي وانتشار القمامة بشوارعه وكأنها أصبحت علامة مسجلة بالأحياء إلا أن الحي مازال يتميز بتشجير عدد من مناطقه. أمام حارة التمساح تحدثنا مع فاطمة محروس التي تقطن بالحي منذ 10 أعوام حيث قالت إن الحي يعاني من انتشار القمامة ومخلفات المباني رغم الهدوء الذي يتميز به داعية إلي الاهتمام بمشكلة القمامة واصلاح الخرابات بالحي. وإذا زرت عابدين يلفت انتباهك طابور طويل أمام قصر عابدين يخيل إليك انه مجمع استهلاكي مثلا ولكنه ديوان المظالم الذي يتوافد عليه أصحاب الشكاوي يوميا منذ السابعة صباحا حيث تجد مواطنين من مختلف الأحياء يتحملون حرارة الجو ليصلوا إلي الشباك ويقدموا شكواهم واعرب طلعت عبدالسلام أحد المتقدمين بشكواه للديوان عن استيائه من الديوان حيث انه منذ تقديم شكواه لم يصل إلي أي حل. علي بعد خطوات قليلة تجد شارع علي عبداللطيف أو "نصرة سابقا" والذي عدل اسمه ليحمل اسم أحد شهداء ثورة 25 يناير. أما "نادي الانشراح" وهو أحد أشهر المقاهي بالحي فتجده يكتظ بالزبائن في أي وقت ليذكرك بمقهي المصريين الذي يبحث عنها أي مصري يسافر إلي الخارج. يضم الحي 7 شياخات وهم شياخة البلاقة والشيخ عبدالله والجزيرة والساقيين وغليظ العدة والساحة والرحبة. وبداخل حارة التمساح تجد خرابة بعد آثار سقوط أحد المنازل ويعيش أهلها حالة خوف وريبة رغم عدم إصابة أي شخص ولكن لقدم وتهالك المنازل بداخلها يشعر الأهالي بالخوف والقلق بداخلها قابلنا الحاج مصطفي فتحي الذي أعرب عن قلقه من وضع البيوت داخل الحي وقال أن أغلب البيوت أصبحت خالية من السكان وفي انتظار لحظة السقوط وهو ما يمثل قلقا علي ساكنيها. وتعد "الجمعية النسائية لتحسين الصحة" من أشهر الجمعيات الخيرية بالحي والتي تشمل خدماتها عيادات طبية وفصولا لمحو الأمية وناديا لتكنولوجيا المعلومات، كما تقوم بتقديم قروض لمحدودي الدخل لإقامة مشروعات صغيرة علاوة علي قسم لتعليم التفصيل والخياطة والتطريز. مسجد عبدالله الحسيني من أكبر مساجد المنطقة نظرا لموقعه حيث يبتعد عدة كيلو مترات عن قصر عابدين. ورغم وجود لافتة "الانتظار صف واحد" لكنك تجد السيارات تصطف صفين وهو ما يخنق الحركة المرورية بالشارع. رئيس الحي اللواء خليل عبدالحميد مغازي والذي تولي المنصب عام 2006 قال إن رئيس الحي مجرد ديكور لا يملك صلاحيات مع خصخصة الشركات وتدعيم المركزية وهو ما يحتاج إلي تعديل، علاوة علي ضعف الإمكانات المتاحة للأحياء وأشار إلي انه بعد خصخصة شركة المياه أصبح رئيس الحي مجرد همزة وصل بين المواطن والشركة ويقتصر دوره علي نقل الإخطار بالمشكلة إذ لا يملك أي رقابة لمحاسبة الشركة وهو ما جعل ولاية الأحياء تعود لشركات المياه والصرف الصحي. وارجع سبب مشكلة انتشار القمامة بالأحياء إلي شركات النظافة الأجنبية واصفا إياها ب"الفاشلة" وطالب بضرورة إلغاء التعاقد معها علي أن يكلف الحي بها خاصة وأن الشركات الأجنبية تحمل الموازنة أعباء مالية كبيرة دون فائدة فيما يمكن صرف هذه الأموال لشراء معدات وتوفير عمالة للحي للقيام بالمهمة علي أحسن وجه. وأكد أنه يجري العمل علي استكمال مشروع الغاز الطبيعي بالحي مع ترشيد الطاقة باستخدام لمبات موفرة للطاقة للأعمدة المخصصة لإنارة الشوارع موضحا أن اضاءة الأعمدة في وضح النهار ليس اهمالا ولكنه جزء من عملية الاصلاح والصيانة لها مشيرا إلي انه جاري العمل في مشروعات احلال وتجديد شبكات الكهرباء. وأضاف ان هناك مشروعا يستهدف رفع الخرابات بالحي والإشغالات بداخلها وذلك ضمن خطة ال 100 يوم التي أعلنها الرئيس حيث تم بالفعل اصلاح 4 خرابات بالحي لاستغلالها بالأنشطة الرياضية لسكان الحي.