أكتب إليك كآخر أمل لي بعد أن ضاقت بي السبل وأغلقت في وجهي الأبواب وبعت جميع أجهزة منزلي والموبيليا ثم بعنا الشقة وذهبنا للعيش بمنزل والدي حتي نوفر ثمن علاج طفلنا. قرأت كثيرا عن المآسي التي يعيشها الناس إلا أنني لم أتوقع أن أعيشها يوما ويواسيني جيراني بالدعاء لزوال كربتي فاننا نتقلب في الجحيم بكل ألوانه نصل الليل بالنهار أنا وابني يوسف ذو الست سنوات وزوجي العامل الأجري الذي كلما قوي جسده الواهن يوما ذهب للعمل لتدبير متطلبات المنزل ونفقات علاج يوسف ونشكر الله ونكتفي بالفتات من الرزق ولم نتضجر أ الا أن قلبي ينفطر وأنا أري ابني الذي كنت أحلم به يتألم فمنذ أن أتم عامه الثاني تصادف أن كانت احدي اقاربنا تستعد لعرسها وشاركناها جميعا في اعداد الطعام للضيوف وعندما خرجنا لتحضير المائدة, غافل يوسف الجميع زحفا الي المطبخ حتي انتهبنا الي صرخاته المدوية لينفذ القدر وينسكب عليه إناء الشوربة المغلي ليشوه رأسه وصدره وظهره وتدمر جزءا من القشرة العظمية برأسه يوسف وليد زين6 سنوات طفل في مقتبل العمر قدر له ان يقضي طفولته البريئة مشوها بعد اصابته بحروق متفرقة بالوجه والرأس والصدر والظهر وعمره عامان. ذكرت والدته حميدة سعيد أنه منذ نعومة أظافره وهو يعاني أشد معاناة عندما يشاهد الأطفال يلعبون ويضحكون وهو محروم من أن يعيش طفولته ليس لانه مريض, وانما لأنهم يسخرون منه ومن اصاباته مما أصابه باكتئاب, حتي انه رفض الخروج من المنزل وطلب من والدته ان تعلمه كيف يصلي حتي يطلب من الله عز وجل ان يشفيه ليعود طفلا جميلا مرة أخري. وأضاف والد الطفل الذي يعمل نجار مسلح انه شعر بأوجاع ابنه وحاول ان يقتطع من قوت يومه ورزق أبنائه وقام ببيع شقته وأقام بمنزل والد زوجته حتي يتمكن من تغطية تكاليف علاج يوسف واستطاع أن يجري له عدة عمليات خلال الثلاث سنوات الماضية الا أنه عجز عن اكمال الطريق بعد ان اخبره الأطباء بضرورة تركيب ممدد في الرأس لابنه وبمساعدة بعض اصحاب القلوب الرحيمة في بلدته برهيم مركز منوف بالمنوفية تم تركيب الممدد ولكنه لم ينجح ومازالت هناك تجاعيد ظاهرة بالوجه والصدر ويتطلب الأمر اجراء عمليات اخري بقيمة20 ألف جنيه لم يتمكن حتي الآن من تدبيرها. وبعد أن ضاقت به الدنيا لجأ الي الاهرام المسائي ليطرق آخر باب للرحمة لعله يجد بارقة أمل تأخذ ابنه الي طريق الشفاء.